مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيExemple

~ شرح النص ~
كانت أولى مفاعيل الروح القدس وقفة جريئة لبطرس الرسول أمام جمع غفير ليشهد لإيمانه. ذهب منه روح الخوف الذي تملّكه إلى حدّ دفعه إلى نكران يسوع ليلة القبض عليه، فقام في وسط الجماعة الأورشليميّة واليهود الوافدين من مختلف النواحي ليشهد للحقّ. تعكس عظة بطرس القناعة الراسخة لدى المسيحيّين الأول بأنّ أحداث حياة يسوع وظروف موته وقيامته كناية عن تحقّق الوحي الإلهيّ لشعب إسرائيل في العهد القديم وبأنّه مع حلول الزمن المسيحانيّ الذي تنبّأ به الأنبياء، فقد أفاض المسيح الممجّد روحه على أتباعه وفتح أبواب الرحمة أمام جميع اليهود لينالوا المغفرة ويمتلئوا بنفس الروح الذي حلّ بقدرته على الرسل ورفقائهم. في آ 17، يذكّر بطرس بوعد الله بإفاضة الروح القدس على جميع المؤمنين دون تمييز في الأيّام الأخيرة – أي أيّام تجسّد المسيح حتّى مجيئه الثاني الذي يسبق الدينونة. بدأ بطرس كلامه بتفسيره ظاهرة الروح القدس التي أذهلت الجمع القائم وجعلت بعضهم يسخر من الحدث، ثمّ ردّ قدرة هذا الروح إلى يسوع النّاصريّ الذي يعرفه اليهود جيّدًا والذي كان لمعظمهم موقف ضدّه جعلهم يطالبون بصلبه. هذا الرجل نفسه انتصر على الموت، وقد شهد له داود قبل مجيئه بأنّه سيجلس عن يمين القدير ( آ 34) وها هو اليوم يفيض روحه في كلّ حين على الصارخين إليه والمرتدّين إلى رحمته والراغبين في خلاصه.
~ تأمل في النص ~
بعد أن تملّكت القوة بـبطرس الرسول بفعل حلول الروح القدس، لم يكن عمله الأوّل معجزة شفاء جسديّ تدعمه في استرعاء انتباه الحضور ودحض سخرية البعض من الرسل “إنّهم سكارى” ( آ 15). وإنْ نفحتِ العنصرة جماعة الرسل بقدرة الله للتنبّؤ واجتراح الآيات والأعاجيب، فإنّ أول إنجاز حقّقه بطرس هو الشهادة لإيمانه بالحيّ القائم من بين الأموات بعد أن كان نكره في حياته ليلة تسليمه إلى أيدي الكافرين. لم يُعطَ الروح المعزّي إلى جماعة الرسل إلّا بعد أن طهّرهم من كلّ اتكالٍ على الذات ومن كلّ نزعة إلى الأنانيّة إلى حين تحوّلَ ولاؤهم بالكامل إلى من مات لأجلهم، فصار شغلهم الشاغل وهمّهم الوحيد التكرّس لخدمة البشارة وجعل اسم يسوع معروفًا مخضعين له أهواءهم البشريّة، وكلّ مساعيهم السابقة؛ وبات كلّ عمل يحقّقونه بوحي من الروح هو لخدمة البشارة ولتوليد مؤمنين بالكلمة يتهيّؤون بدورهم لاقتبال الروح وتحقيق ملكوت الله على الأرض. المسيحيّة ليست لقبًا نتشرّف به على بطاقات التعريف الرسميّة وليس العماد طقسًا دينيًا لحلول الروح نتميّز به عن محيطنا الذي “لا يقدر أن يقبل روح الحقّ لأنّه لا يراه ولا يعرفه” (يو 14: 17)؛ المسيحيّ الذي قبِل الروح بالعماد هو إنسان مات ووُلد خليقة جديدة ليحمل مواهب الروح إلى كلّ من يلتقي به فيشهد لفرح الخلاص المُعطى بيسوع ويكون أداة طيّعة في يد الروح لحمل البشارة أينما حلّ.
~ الفكرة الرئيسة ~
عندما نتحوّل إلى هياكل للروح القدس في سرّ العماد ونلبس قوّة الروح التي تنفحنا بقدرة الله وتميّزنا عن سائر البشر، علينا أن نعي بأنّنا فُرزنا للخدمة والبشارة ولعيش المحبّة في قلب العالم بغية اجتذاب تلاميذ جدد للمسيح لا لاجتذاب أتباع لنا.
~ صلاة ~
هبني يا إلهي الوعي لأهمّيّة ترجمة حلول روحك القدّوس في داخلي بما يخدم تحقيق ملكوتك على الأرض. آمين.
~ قرار اليوم ~
Écritures
À propos de ce plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Plans suggérés

Vous combattez mal les forteresses spirituelles

Dieu Parle Aussi La Nuit

Mieux comprendre ce qu’est l’onction

Une Randonnée Biblique en Montagne

Les 3 formes de sorcellerie que tout chrétien devrait connaître

Enveloppé : Une réflexion sur les promesses de Dieu au Psaume 91

Trouver l’équilibre (partie 2)

Quatre disciplines oubliées qui transforment votre vie spirituelle

Prenons soin les uns des autres
