الكتاب المقدس في عام واحد 2020 مع"نيكي غامبل"عينة

أم10:31-20

1 – اجعل العلاقات أولوية فوق المال

العلاقات أهم بكثير من المال. مثلا، لا يمكن لكل المال في العالم أن يعوض عن الزواج غير السعيد. من ناحية أخرى، أي شخص متزوج زيجة سعيدة "لاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ" (ع11): "اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ. بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ" (ع10-11).

بينما يمدح كاتب الأمثال فضائل "المرأة الفاضلة"، نجده يبدأ بعدد من نواحي حياتها التي تتعلق مباشرة أو بشكل غير مباشر بالنواحي المالية. فهي مثال رائع لشخص لديه التوجه الصحيح من نحو المال. كما قال جون ويسلي، "اكسب كل ما يمكنك ربحه. ادخر كل ما يمكنك ادخاره. أعط كل ما يمكنك إعطاؤه".

·      "اكسب كل ما يمكنك كسبه"

إنها عاملة جادة وساهرة لتكسب عيشها: "وَتَقُومُ إِذِ اللَّيْلُ بَعْدُ وَتُعْطِي أَكْلاً لأَهْلِ بَيْتِهَا" (ع12-15). إنها وكيلة صالحة. وتستثمر مالها بحكمة. وتتاجر بربح (ع16-18).

·      "ادخر كل ما يمكنك ادخاره"

إنها تتمتع بعملها وبأمور الحياة الجيدة (ع13). وتدخر بعضا مما كسبته. فتجدها تجنّب بعض المال جانبا (ع16، الرسالة).

·      "اعط كل ما يمكنك إعطاؤه"

إنها كريمة. "تَبْسُطُ كَفَّيْهَا لِلْفَقِيرِ، وَتَمُدُّ يَدَيْهَا إِلَى الْمِسْكِينِ" (ع20). التقديم بكرم هو تجاوب ملاءم من نحو كرم الله ومن نحو احتياجات الآخرين. إنه الطريقة التي نكسر بها النزعة المادية.

يا رب، ساعدني لكي أكون وكيلا جيدا على كل ما عهدت إليّ به. ليتني أكون كريما دائما وخاصة من نحو الفقراء والمحتاجين.

العهد الجديد

رؤ1:18-17

2 – لا تضع ثقتك في المال

في الكتاب المقدس، لا يوجد مانع من كسب المال، وادخاره والتمتع بالأمور الجيدة في الحياة. التحذير هو من التكويم الأناني، الهوس غير الصحي بالمال، أو وضع ثقتك في الغنى. هذا يؤدي إلى الشعور الدائم بعدم الأمان ويبعدك بعيدا عن الله.

المال ليس وسيلة محايدة وغير شخصية للتبادل. قال يسوع إنه لا يمكنك أن تخدم الله والمال " "mammon(مت24:6). كان "mammon" هو إله الثروة في قرطاج. لدى المال كل سمات أو مقومات الإله. فهو يبدو إنه يوفر الأمان والحرية والسلطة والتأثير والمكانة والكرامة. وفي استطاعته أن يبعث على التكريس والتفكير فيه بشدة والانشغال به. ولكن، كما عبر ديتريتش بنهوفر، " قلوبنا بها فراغ واحد فقط لحب واحد شامل وشديد، بحيث لا يمكننا إلا أن نلتصق برب واحد".

في هذه الفقرة، تُعطى ليوحنا رؤيا تتعلق بحدث لابد وإنه بدا لا يمكن أن يفهمه قراءه – سقوط "بابل العظيمة" (رؤ2:18). في السياق المباشر، كانت هذه نبوة عن حدث لن يحدث قبل 320 سنة أخرى – سقوط الإمبراطورية الرومانية في 410 م.

عندما كان يوحنا يكتب، بدت الإمبراطورية غير معرضة للضعف. لقد كانت في أقصى علو قوتها. كانت تتمتع بسلام وأمان. لكن، يرى يوحنا إن سمات المدينة كانت بذار سقوطها ذاته.

تمثل "بابل" هنا أيضا أية قوة تضع نفسها بعيدا عن الله. يسلط يوحنا الضوء على سلسلة من نقاط الضعف القاتلة التي تكمن وراء سقوط أي مجتمع:

·      الشر المستشري

"صَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ" (ع2).

·      توطن الفسوق

"لأَنَّهُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا قَدْ شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا" (ع3).

·      الرفاهية المفرطة

"وَتُجَّارُ الأَرْضِ اسْتَغْنَوْا مِنْ وَفْرَةِ نَعِيمِهَا" (ع3، أنظر أيضا ع7، 9). من المحتمل ان تكون ثرواتها الضخمة هي ما أدت إلى غطرستها (ع7).

·      الإتجار بالبشر

"والعبيد – إتجارهم المريع في حياة البشر" (ع13، الرسالة). يبدو ان يوحنا هنا يشير إلى أن العبيد ليسوا مجرد أجساد تباع وتُشترى كممتلكات، بل هم بشر. في هذا الموضع الذي يشير إلى التوكيد عند نهاية القائمة التي كتبها (بحسب أسلوب الكتابة اليوناني) (ع11-13)، نرى إن هذا أكثر من مجرد تعليق على تجارة العبيد. إنه تعليق على كل قائمة البضائع. فهو يوحي بوحشية لا آدمية، وباحتقار الحياة الإنسانية، الأمور التي ارتكزت عليها رفاهية وازدهار الإمبراطورية بأسرها. واليوم، يشير ظهور العبيد مجددا (يُقدر عدد العبيد في العالم اليوم بحوالي 30 مليون عبد) والاتجار بالبشر إلى شيء خطأ في مجتمعنا بشكل رهيب.

الغنى والرفاهية والفخامة زائلون. يأتون ويذهبون. يحذر يوحنا شعب الله ألا يتلوثوا بخطايا بابل: "اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلاَّ تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا" (ع4). ربما تكون أمجاد روما القديمة قد زالت منذ فترة طويلة، لكن لا زال هذا التحدي وهذه الرسالة على صلة وثيقة بنا اليوم كما كانا حينذاك.

يا رب، احفظ قلبي من الغطرسة ومن كل الشرور الأخرى التي يمكن في الأغلب أن ترافق الغنى. ساعدنا ككنيسة أن نقوم بكل ما يمكننا القيام به لنحارب الاتجار بالبشر والشكل الحديث للعبودية. أشكرك لأنه بينما تأتي الإمبراطوريات العظيمة وتذهب، إلا أن كلمة الرب تبقى إلى الأبد.

العهد القديم

نح1:5-3:7

3 – كن نموذجا في التعامل مع المال

كان نحميا قائدا يمثل نموذجا ممتازا في التعامل مع المال. عاجلا أو آجلا، سيمر معظمنا بأوقات فيها صعوبات مادية ونقص في الموارد، إما في حياتنا الشخصية أو في كنائسنا. ماذا ستفعل في هذه المواقف؟

كان نحميا يواجه هذا الموقف. لم يكن لدى بعض الشعب طعاما كافيا لحياتهم (2:5). واضطر آخرون إلى رهن حقولهم وبيوتهم (ع3). بينما اضطر آخرون أيضا إلى اقتراض المال ليدفعوا ضرائبهم (ع4). ماذا يمكننا ان نتعلم من نموذج حياة نحميا؟

أولا، فكر في الأمر بعناية شديدة: "فَشَاوَرْتُ قَلْبِي فِيَّ" (ع7). عندما نواجه أزمة مالية، ليس من الحكمة أن نسرع إلى حلول متسرعة. يحتاج الأمر تفكيرا مليا.

ثانيا، دعا إلى اجتماع (ع7). بعض الاجتماعات هي في أفضل الأحوال مضيعة للوقت، وفي أسوا الأحوال تأتي بنتائج عكسية. كان لدى نحميا الحكمة ليعرف الفرق بين هذين النوعين من الاجتماعات. في إصحاح 6 رفض أن يجتمع مع خصومه، رغم إنهم طلبوا منه هذا خمس مرات.

لكن، هنا يدعو نحميا لعقد اجتماع. ويقول للناس إن ما يفعلونه خطأ. ينبغي ألا يأخذوا فوائد على ما يقرضونه. "فَلْنَتْرُكْ هذَا الرِّبَا" (ع10). ويأمرهم أن يعيدوا "رُدُّوا لَهُمْ هذَا الْيَوْمَ حُقُولَهُمْ وَكُرُومَهُمْ وَزَيْتُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ، وَالْجُزْءَ مِنْ مِئَةِ الْفِضَّةِ وَالْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ الَّذِي تَأْخُذُونَهُ مِنْهُمْ رِبًا" (ع11).

كان الاجتماع ناجحا. "فَقَالُوا: «نَرُدُّ وَلاَ نَطْلُبُ مِنْهُمْ. هكَذَا نَفْعَلُ كَمَا تَقُولُ»" (ع12). وفعل الناس كما وعدوا (ع13).

ثالثا، والأكثر أهمية، لقد مثل بحياته نموذجا يُحتذى:

·      الاستقامة والنزاهة الشخصية

من باب توقيره لله، لم يتصرف نحميا مثل الحكام السابقين الذين وضعوا أعباء ثقيلة من الضرائب على الشعب وسمحوا لمساعديهم بأن يتسلطوا عليهم (ع15).

·      نمط حياة بسيط ومتواضع

"لَمْ آكُلْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي خُبْزَ الْوَالِي" (ع14).

·      لا ربح شخصي

"وَلَمْ أَشْتَرِ حَقْلاً. وَكَانَ جَمِيعُ غِلْمَانِي مُجْتَمِعِينَ هُنَاكَ عَلَى الْعَمَلِ ... وَمَعَ هذَا لَمْ أَطْلُبْ خُبْزَ الْوَالِي، لأَنَّ الْعُبُودِيَّةَ كَانَتْ ثَقِيلَةً عَلَى هذَا الشَّعْبِ" (ع16، 18).

·      الكرم مع الآخرين

"وَكَانَ عَلَى مَائِدَتِي مِنَ الْيَهُودِ وَالْوُلاَةِ مِئَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلاً، فَضْلاً عَنِ الآتِينَ إِلَيْنَا مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَنَا" (ع17 -18).

·      العمل الشاق بعزيمة وهمة

"وَتَمَسَّكْتُ أَيْضًا بِشُغْلِ هذَا السُّورِ" (ع16). لقد رفض أن يُحبط من تهديدات خصومه الذين حاولوا إخافته. لكنه صلى، "فَالآنَ يَا إِلهِي شَدِّدْ يَدَيَّ" (9:6).

أنهى نحميا ما بدأه (ع15). يعرف أناس كثيرون كيف يبدؤون الأشياء. لكن غلبا ما ينقصهم ما اعتاد والد بيبا أن يسميه "الاستكمال". كان لدى نحميا القدرة على المثابرة والرسوخ ليكمل ما بدأه.

كان نجاح المشروع الإجابة المُثلى على نقاده: "وَكَمِلَ السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ، فِي اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْمًا. وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا، سَقَطُوا كَثِيرًا فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلهِنَا عُمِلَ هذَا الْعَمَلُ" (ع15-16).

يا رب، أعطني الحكمة في كيفية التعامل مع المال. ساعدني حتى أكون نموذجا جيدا في حياتي الشخصية – حتى أحيا حياة النزاهة والاستقامة، وألا أنشغل بالمكسب الشخصي، وأن يكون لدي نمط حياة متواضع وبسيط وأن أعمل بجدية وأكون كريما مع الآخرين.

بيبا تضيف

أم10:31-20

أشعر إنني غير مؤهلة عندما أقرأ عن هذه المرأة التي "تفعل هذا كله"، "لديها كل هذا"، "هي شخصيا كل هذا". في الواقع، لا أعتقد إنه علينا أن نكون كل هذا – المهم حقا هو علاقتنا مع الله والقيام بما دعانا لنقوم به.