معلومات عن خطة القراءة‌

سفر الرؤياعينة

سفر الرؤيا

يوم 9 من إجمالي 30

اليوم 9: القصد


معرفة قصد يوحنا من كتابة الرؤيا معقّد بقدر تعقيد الكتاب نفسه، لذلك لا نقدر أن نستعرض كل تفاصيله في هذا الدرس. لكن ما زال بإمكاننا أن نلخِّص أهدافه الرئيسية بهذه الطريقة: كتب يوحنا كتاب الرؤيا ليشجِّع المسيحيين المتألمين على البقاء أمناء حتى رجوع يسوع.


كما أشرنا قبلًا، كان قرّاء يوحنا المضطهدون يعانون من شتى أنواع الاضطهادات ليتراجعوا عن إيمانهم. لذلك كتب يوحنا ليُطمئِن كنائس أَفَسُسَ، وسِمِيرْنَا، وبَرْغَامُس، وثِياتِيرا، وسَارْدِس، وفِيلاَدَلْفِيَا ولاَوُدِكِيَّة وبقية العالم أن المسيح يشعر بألمهم وهو يقف إلى جانبهم. وقد أَكَّد كتاب الرؤيا أن يسوع يتحكم بمستقبلهم المجيد، وهو سيكافئ كل أتباعه الأمناء.


انسجاماً مع دوره كنبي لله، عبّر يوحنا عن قصده في رسالتَين متكاملتين من يسوع إلى كنائس آسيا الصغرى. أولاً، قدَّم عروضاً بالبركة لجميع المخلصين ليسوع. ثانياً، نقل إليهم تهديدات باللعنة لكل الذين لم يكونوا أمناء. 


1) عروض بالبركة:


انظر إلى التشجيع الذي قدَّمه يوحنا إلى كنيسة سميرنا في الرؤيا ٢: ٩-١٠:


أَنَا أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ وَضَيْقَتَكَ وَفَقْرَكَ مَعَ أَنَّكَ غَنِيٌّ ... لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيْقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ.


ويوحنا لم يَعد كنيسة سِمِيرْنَا بالحماية من الألم، بل أعلن أن سِمِيرْنَا ستتألم. لكن في الوقت نفسه، أكد لهم أنهم سينالون إكليل الحياة إن هم بقوا أمناء. فألمهم وموتهم المحتمل سيكونان وقتيَين فقط، أما بركاتهم فستدوم إلى الأبد.


وقد كان هذا التشجيع مهمّاً لأن غايته توجيه أنظار قرّاء يوحنا الأولين نحو الرؤى التي تلت. وقد حثَّهم أن يقرؤوا الرؤى بعيون مفتوحة على البركات التي سوف يعطيها يسوع لأتباعه الأمناء عند عودته. على سبيل المثال، يتحدث كتاب الرؤيا ٢٠: ٤ عن بركة المُلك مع المسيح. انظر كيف يصف كتاب الرؤيا ٢١: ٣-٤ البركات النهائية التي سينالها المؤمنون:


وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهاً لَهُمْ.‏ وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ" الرؤيا.


لا بد أن هذه الرؤيا عن المستقبل قد حثت قرّاء يوحنا أن يبقوا أمناء لله لكي ينالوا هذه البركات الرائعة.


2) تهديدات باللعنات:


كمثل واحد فقط، انظر إلى تهديد يسوع للكنيسة في لاَوُدِكِيَّة في الرؤيا ٣: ١٦:


‏هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.


هذه الكلمات تحث قرّاء يوحنا على التوبة عن خطاياهم والعيش بخضوع جدي ليسوع. والتهديد بالتقيؤ من فم المسيح هو إنذار قوي بأن العصيان الأثيم ضد يسوع يؤدي إلى رفضنا من قبله.


والغرض من تضمين هذا النوع من التهديدات، هو تمكين قرّاء يوحنا الأولين من قراءة الرؤى التي تلت وهم مدركون لحقيقة دينونة الله. وشدَّد يوحنا ككاتب، على هذه العقوبات مراراً ليحث المؤمنين المزيفين والحقيقيين ليتوبوا عن خطاياهم.


على سبيل المثال، تصف رؤى يوحنا في عدد من المواضع العقوبات التي تقع على أولئك الذين يعبدون الوحش. فعبدة الأوثان هؤلاء يُعصرون في معصرة الله في الرؤيا ١٤، ويعذبون بالمرض في الرؤيا ١٦ ويحترقون في بحيرة النار في الرؤيا ١٩-٢١. وهذه الرؤى كانت تهديدات حقيقية للمؤمنين المزيفين في آسيا الصغرى. لكنها أيضاً حثت المؤمنين الحقيقيين ليتجنبوا التصرفات والمواقف التي تقود إلى دينونة الله عليهم.


لا شك في أن الكثير من التفاصيل في سفر الرؤيا يصعب فهمها. لكن أفكارهُ الرئيسية واضحةٌ بشكلٍ كافٍ. فقد كان قصد يوحنا تشجيع قرائه ليكونوا أمناءً للمسيح حتى وسط آلامهم. ولا بد أن وعود الله بالبركة شجعتهم ليكونوا أمناء للمسيح ونشيطين في الأعمال الصالحة. وقد أنذرهم بدينونة الله من أجل دفعهم إلى التوبة. وسواء في الوعود بالبركة، أو في التهديد باللعنة، فكل صورة ورمز وسيناريو في الرؤيا يشجِّع على الأمانة. ونحن إن أبقينا هذا القصد في ذهننِا، سيساعدنا على فهم ما قصده سفر الرؤيا للمسيحيين الأوائل، وما يعنيه بالنسبة للقرّاء المعاصرين أيضاً.

عن هذه الخطة

سفر الرؤيا

 يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل  رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً  لأني الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم  ذلك،...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org

 

 

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية