معلومات عن خطة القراءة‌

سفر الرؤياعينة

سفر الرؤيا

يوم 12 من إجمالي 30

اليوم 12: التفاصيل (رؤيا المسيح – الرسائل إلى الكنائس السبع)


وجّه يسوع رسائله إلى سبع كنائس تقع في آسيا الصغرى، أي في القسم الغربي من تركيا المعاصرة. وقد رتّب الرسائل بالطريقة التي يسافر فيها الشخص الذي ينقل تلك الرسائل. كتب أولاً إلى المدينة الساحلية أَفَسُس، ثم إلى سِمِيرْنَا في الشمال، ثم إلى بَرْغَامُس الأبعد إلى الشمال. ثم اتجه نحو الجنوب الشرقي حاملاً رسائله إلى ثِياتِيرا، ثم سَارْدِس، ثم فِيلاَدَلْفِيَا ثم لاَوُدِكِيَّة. وتنقل هذه الرسائل كلمات يسوع من بلاطه السماوي، وقد صُممت لتساعدَ الكنائس على فهم الرؤى التي تبعت وتتجاوب معها.


عموماً، تتبع كل تلك الرسائل النمط الأساسي ذاته، مع بعض الاختلافات في الترتيب. ويتضمن هذا النمط العديد من العناصر التي تشبه نبوات العهد القديم، ويذكِّرنا بأن يوحنا كان يقوم بدور نبي يسوع إلى تلك الكنائس.


أولا، تبدأ كل الرسائل بـتوجه إلى ملاك كل كنيسة. اعتبر بعض المفسِّرين أن الإشارة هنا هي إلى رسل بشريين ممثلين لكل كنيسة. لكن على الأرجح، هنا في قرينة الرؤيا السماوية، أن يكون هؤلاء ملائكة حقيقيين أوكل المسيح إلى كل منهم كنيسة محلية. ثانياً، يوجد وصف للمسيح مستمد من مظهره في الرؤيا ١، يشدّد على صفة مميزة ليسوع وثيقة الصلة بالرسالة. ثالثاً، يوجد تصريح بالمعرفة، يشير إلى أن المسيح يعرف هذه الكنائس وتفاصيل حياتها. رابعاً، يوجد تقييم للكنيسة، يتضمن مديحاً وغالباً ما يشتمل على توبيخات. خامساً، في الرسائل خليط من العروض بالبركة والتهديدات باللعنة وفق تقييم المسيح للكنيسة. سادساً، هناك الوعد بأن كل الذين يغلبون سيرثون بركات أبدية. وسابعاً، تتضمن كل رسالة حضاً على طاعة المسيح.


يلفت التشابه الموجود بين الرسائل في الإصحاحات ٢ و٣ من الرؤيا انتباهنا إلى الأفكار الرئيسية في هذا القسم. فكان المسيح مخاطبا هذه الكنائس بصفته ملكهم الشرعي. كان مدركاً لظروفهم الحاضرة وكان له السلطان لتقييم تلك الظروف. وهو عرض عليهم البركات، وتوعدهم باللعنات، ليشجّعهم على الأمانة. وذكّرهم بأن الخلاص الأبدي هو فقط لأولئك الذين يتغلبون على المحن والتجارب. ولا عجب في أن تلعب هذه المواضيع دوراً أساسيّاً في الجزء الرئيسي من سفر الرؤيا.


سننظر بإيجاز إلى كل من هذه الرسائل، بَدءاً من الرسالة إلى أَفَسُس في الرؤيا ٢: ١-٧.


1) أَفَسُس: 


في هذه الرسالة، قدّم يوحنا يسوع كالشخص الذي يُمسك السبعة الكواكب بيده اليمنى ويمشي في وسط السبع المناير الذهبية. وهذا الوصف يشدّد على نور مجد المسيح وقدرته.


بصفته ملكها، أعطى يسوع الكنيسة في أَفَسُس تقييماً مزدوجاً. فهم لهم غيرة محمودة من جهة العقيدة الصحيحة، ولم يتسامحوا مع السلوك الشرير. وعرفوا بصورة خاصة بكراهيتهم لأعمال النُّقُولاَوِيِّينَ، وهي جماعة هَرطَقِية باكرة جداً مزجت الإيمان المسيحي مع الشهوات الجنسية الوثنية.


لكن كنيسة أَفَسُس تلقت أيضاً توبيخاً قوياً. ففي الرؤيا ٢: ٤ قال لهم يسوع إنهم تركوا محبتهم الأولى؛ خسروا حماستهم وغيرتهم للمسيح وملكوته. لذا، حذَّرهم بأنهم إن لم يتوبوا ويعودوا إلى حماستهم الأولى، فسينزع منارتهم، وهي رمز لتكريمهم في السماء. بعبارة أخرى، سيؤدّبهم وربما يرفضهم.


2) سِمِيرْنَا: 


ترد الرسالة إلى كنيسة سِمِيرْنَا في الرؤيا ٢: ٨-١١. وتبدأ بوصف يسوع بالأَوَّلُ وَالآخِرُ الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ. وهذا الوصف قدَّم المسيح كالشخص الذي خلق كل شيء، وبكونه النقطة المركزية في المصير النهائي للخليقة.


هذه الرسالة هي واحدة من اثنتين فقط لا تتضمنان توبيخاً على أعمال شريرة. وهي تركّز بالكامل على التعاطف مع الكنيسة في سِمِيرْنَا، وتفهم وضعها إذ تواجه اضطهاداً عنيفاً على الأرجح من اليهود غير المؤمنين.


بالرغم من المشاكل التي سببها اليهود للكنيسة في سِمِيرْنَا، فقد حثّ يسوع أتباعه على الأمانة، وشجّعهم على الوثوق به لأنه غلب الموت.


3) برغامس: 


بعد ذلك خاطب المسيح الكنيسة في بَرْغَامُس في الرؤيا ٢: ١٢-١٧. في هذه الرسالة، قدّم يوحنا المسيح كالشخص "الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِي ذُو الْحَدَّيْنِ". كلمات يسوع هذه حادة مثل الشفرة، وقادرة أن تحكم بين ما هو صواب وما هو خطأ. وهذه الصفة مناسبة في وضعهم لأن تقييمه للكنيسة يتضمن إيجابيات وسلبيات.


أتبع يسوع مديحه بتوبيخ: فقد فشلت الكنيسة في رفض تعاليم النُ‍قُولاَوِيِّينَ بالإضافة إلى التعاليم التي ارتبطت ببلعام. وهؤلاء المعلمون الكذبة قادوا كثيرين إلى العربدة والفجور. وحذّر المسيح الكنيسة بأنه سيؤدبها في حال أَنها لم تتب.


4) ثِياتِيرا: 


وترِد الرسالة إلى كنيسة ثِياتِيرا في الرؤيا ٢: ١٨-٢٩. هنا، وصف يوحنا يسوع بالنار المطهِّرة، وعيناه كلهيب النار ورجلاه مثل النحاس النقي. وهذا الوصف يرتبط مباشرة بمحتوى الرسالة، لأن الكنيسة في ثِياتِيرا تحتاج أن تتطهر وتتنقى.


على نقيض كنيسة أَفَسُس، لم يخسر الثِياتِريون محبتهم الأولى للمسيح، بل بالعكس، فقد زادت محبتهم. لكنهم تساهلوا مع التعليم المضّل لامرأة محدّدة، سمّاها يسوع بازدراء "إيزابل". 


ومثل الملكة الشريرة إيزابل التي نجدها في ملوك ١ و٢، استمالت هذه المرأة الشعب إلى الفجور الجنسي وعبادة الأصنام، وهما ممارستان مرتبطتان بقوة عند الوثنيين في آسيا الصغرى. وقد حذّر يسوع هذه الكنيسة بضرورة رفضها لهذه التعاليم الكاذبة وبقائها أمينة له.


5) سَارْدِس: 


ثم يلي ذلك الرسالة إلى كنيسة سَارْدِس، في الرؤيا ٣: ١-٦. هنا لمّح يوحنا إلى مظاهر الروح السبعة والكواكب السبعة في يد يسوع ليذكّر الكنيسة في سَارْدِس أن ليسوع كل القوة والسلطان. ولفت يوحنا الانتباه إلى سلطان يسوع لأن تقييمه لهذه الكنيسة كان صارماً جداً.


كانت مدينة سَارْدِس مشهورة بقلعتها القوية، لكن تمّ الاستيلاء على القلعة بغتة في مناسبتين. وقد أنذر يسوع الكنيسة أنه سيفعل أمراً مشابهاً ما لم يتوبوا. فسيأتي كلص، مهاجماً إياهم بشكل مباغت. أما الذين بقوا أمناء له، فقد وعدهم المسيح بالطهارة، والتبرير والمكافأة.


6) فِيلاَدَلْفِيَا: 


ورسالة يسوع إلى الكنيسة في فِيلاَدَلْفِيَا تظهر في ٣: ٧-١٣. في هذه الرسالة قدّم يوحنا يسوع شخصاً يحمل مفتاح داود، أي بإمكان يسوع أن يفتح أبواب مملكة داود ليُدخل من يشاء من رعاياها ويغلق الأبواب ليُبقي الآخرين خارجاً. اتصفت كلمات يسوع لهذه الكنيسة بالإيجابية لكنها انطوت أيضاً على تحذيرٍ ضمني.


وقد وضع المسيح أمام هذه الكنيسة باباً مفتوحاً، معطياً إياهم فرصة مواتية لينموا وينضجوا روحياً. فهم إن استفادوا من هذا الباب المفتوح، سيجعل المسيح أعداءهم يسجدون أمام أرجلهم، ويرث مؤمنو فِيلاَدَلْفِيَا أورشليم الجديدة. ويكتب عليهم اسم الله، أي أنهم سيكونون له إلى الأبد. لكن يمكننا أن نستنتج ضمناً أنهم إن لم يغتنموا هذه الفرصة، فلن ينالوا هذه البركات. 


7) لاَوُدِكِيَّة: 


ثم تأتي رسالة يسوع إلى كنيسة لاَوُدِكِيَّة في الرؤيا ٣: ١٤-٢٢. في هذه الرسالة، وصف يوحنا يسوع كالشخص الذي كلمته هي الآمين النهائية، أي أن يسوع هو السلطة النهائية الموثوق بها. ووصف يوحنا أيضاً يسوع بالشاهد الأمين الصادق، ومُنشئ خليقة الله. وكان القصد من هذا الوصف أن يلفت نظر مؤمني لاَوُدِكِيَّة، إلى أن تقييمهم سيكون سلبياً جداً.


كانت لاَوُدِكِيَّة مدينة ثرية تقع بين مدينتي كولوسي وهيرابوليس. وكانت كلا كولوسي وهيرابوليس مشهورتَين بمصادر مياههما المميّزة. كان لكولوسي مياهها الباردة من ينابيع الجبال؛ أما هيرابوليس فكانت لها ينابيعها الحارة. وكان الاعتقاد السائد بأن لكلّ هذين المصدرين للمياه قوى تساعد على الشفاء. لكن المياه في لاَوُدِكِيَّة كانت فاترة، دون أي قوة تساعد على الشفاء. واستمد يسوع من هذه الوقائع المادية ليقدّم حقيقة روحية: فالكنيسة في لاَوُدِكِيَّة كانت غنية، لكن غناها سلب منها قوتها الروحية. كانت هذه الكنيسة بحاجة إلى أن تتوب وإلا فسيرفضها يسوع.

عن هذه الخطة

سفر الرؤيا

 يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل  رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً  لأني الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم  ذلك،...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org

 

 

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية