مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

منذ هزيمته لجليات ما برح نجم داود يتألّق، وشهرته ما فتئت تتوهّج. فهو ينجح أينما أرسله شاول: في قيادة الجيش (آ 5)، أو في قيادة الشعب (آ 13)، وهذا ما جعل نار الغيرة تتأجّج في صدر شاول. أمّا الحدث الذي صبّ الزيت على هذه النار، فهو خروج النساء من جميع مدن إسرائيل وهنّ يغنّين ويرقصن بدفوف وهتافات ابتهاج، وهذا ما يفسّر إبعاد شاول لداود وجعله برتبة قائد ألف بعد أن كان قائدًا في جيشه (آ آ 5، 13). أمّا الأعداد التي راحت النساء تذكرها، فقد تنضوي في إطار البلاغة الرمزيّة.

إستعَرَ غضب شاول وراح يضمر الشرّ لداود، إذ شعر أنّ بساط الملكيّة يُسحَب من تحته ليقدّم على طبق من فضّة لداود، فرماه مرّتين بالرمح دون أن يفلح بإصابته، كما لجأ إلى تزويجه بابنته، مشترطًا عليه محاربة الفلسطيّين ليقتلوه (آ 17). أمّا الروح “الشرّير من عند الله”، فلا يعني أنّ الله أرسل له الروح الشرّير، بل إنّ شاول الذي غدا فارغًا من روح الله، كان من السهل أن يسكنه روح شرّير. وبالواقع، عندما مَسح صموئيل شاول في سفر صموئيل الأول حلّ عليه روح الله (10: 6، 10؛ 11: 6)، ولكن حين تمرّد عليه، فارقه هذا الروح (16: 14).

أخيرًا، يُعزى سرّ نجاح داود إلى كون الربّ معه، هو الذي، على الرغم من سقطاته، وصَفَهُ الله بأنّه “رجل يرضيه” (13: 14).

~ تأمل في النص ~

لم يرَ شاول في داود المحارب الشجاع القادر على أن يريحه، هو والشعب، من أعدائه، بل أعمته نار الغيرة الناتجة عن انتصاراته ومحبّة الشعب له. لقد استعبدته مشاعره الشخصيّة على حساب الخير العام.

~ الفكرة الرئيسة ~

ألقت الحظوة التي نالها داود في عيون الشعب بظلّها على شاول الملك فخبا نجمه على حساب داود الذي تحوّل إلى خصم لَدود، يجب القضاء عليه مهما كان الثمن.

~ صلاة ~

يا ربّ، ما أغزر ما أفضتَ به عليّ من نِعَم وخيرات. إجعل من حياتي أن تتحوّل إلى أنشودة شكر لك. أمّا ما وهبته لسواي، فاجعلني أرى فيه غناك الذي لا يُحدّ وعطاياك التي لا تُستقصى.

~ قرار اليوم ~