مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن أعرب داود لشاول عن نيّته في تحدّي جليات، زوّده شاول بكلّ ما يلزم تأهّبًا للمبارزة، ولكنّ داود نزعها عنه لأنّه رأى أنـّها ستعيقه. بعدها، راح يتقدّم كلّ من المتبارييَن نحو الآخر. أمّا المفاجأة التي نالت من جليات فهي أنّه كان ينتظر أن يواجه رجلاً جديرًا به، ولكنّه وجد نفسه أمام مَن لا يستحقّ كلّ العناء، ولذا عمد إلى إحتقاره (آ 42)، ثمّ إلى تـهديده (آ 44). فردّ داود على خصمه بالتهديد، ولكن عمليًّا كان الفرق شاسعًا بينهما: فجليات يعتمد على أسلحة الحرب، بينما داود يستند على ما يستعمله للدفاع عن قطيعه. إذًا، المحارب يبارز الراعي. لقد بلغ غرور جليات أقصاه، عندما شمل الربّ بتحدّيه. وبالتالي، كان داود على يقين أنّ العدو المنظور لجليات هم رجال إسرائيل، ولكن العدو غير المنظور هو الربّ القدير، ولذلك فلا بدّ له من الاستنجاد به. ونصل في الآية 46 إلى الهدف الأساسيّ لكلّ ما يقوم به داود: إنّه يودّ أن يُظهر الله حضوره، بأبـهى مجده، عبر منحه النصر لشعبه.

يبقى أنّ المبارزة التي طالما انتظرها القارئ، تمرّ بصورة خاطفة، فما إن هبّ العملاق لملاقاة داود حتّى سقط على وجهه على الأرض، بعد أن أصابه الحجر الذي رماه به داود في جبهته. بكلمة، لقد إنتهت المبارزة قبل أن تبدأ.

~ تأمل في النص ~

بقي داود على طبيعته: أخذ عصا الراعي، وحمل الكيس الذي يحمله الراعي ووضع فيه خمسة حجارة. ونحن، بقدر ما نبقى على طبيعتنا، فُقراء إلى الله، بالقدر عينه ما نحوز الغلبة.

~ الفكرة الرئيسة ~

في نظر البشر، يبدو عدم التكافؤ بين جليات وداود واضحًا جدًا، حتّى على مستوى القامة، وما من أحد يمكنه أن يراهن على انتصار داود الأعزل على العملاق جليات المدجّج بالأسلحة. ولكن عندما إستنجد داود بالله انقلبت كلّ المقاييس رأسًا على عقب.

~ صلاة ~

يا ربّ، غالبًا ما تنتصب صعوبات الحياة كعمالقة في وجهنا، إجعلنا نلوذ إليك أنت، يا من تنصر المؤمنين بك، فتعلم الأرض كلّها أنّ لنا إلهًا، وأنّ لا قوّة للشرّ عليه.

~ قرار اليوم ~