مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

تقع رواية داود وجليات في إطار الحرب بين الفلسطيّين ورجال إسرائيل أيّ بين
1صم 17: 1 – 3 من جهة و17: 51 – 54 من جهة ثانية. ولكنّ قبل أن تندلع المعركة، فوّض الفلسطيّون من قبلهم بطلاً لإثارة المبارزة، ليأخذوا بعدها قرار المعركة. إذًا، الأنظار مشدودة إلى المبارزة التي ستجري بين جُليات وداود ولهذا يضع الكتاب المقدّس نوعًا من التوازي بينهما، في حين يصبح شاول ورجال إسرائيل في المكانة الخلفيّة. المبارز الأوّل: نعرف إسمه ومدينته، ثمّ نطّلع على وصف مفصّل عنه: له قامة مارد، بحيث يفوق المترين طولاً، ومتمنطق بالسلاح الهجوميّ والدفاعيّ (آ آ 5 – 7). كذلك، المبارز الذي سيتحدّاه: نعرف إسمه ومدينته، ثمّ نطّلع على وصف مفصّل عنه: إنّه الأصغر بين إخوته، يمضي معظم وقته في رعاية الغنم، أيّ إنّه يعيش بعيدًا عن أجواء الحرب والمبارزة (آ 12 – 15). بالرغم من وجود نقاط تشابه في وصف بطلَي الرواية، لكنّ هناك نقاط اختلاف عميقة بينهما: فجليات المدجّج بالسلاح يبدو مغرورًا، لدرجة أنّه يحارب باسم شعبه كلّه، كما يظهر خاليًا من الشفقة إزاء أعدائه، في حين أنّ الراعي الشاب المستَبعَد من المعركة يبدو مفعمًا بالحماس والغيرة وواعيًا لمسؤوليّته تجاه إخوته.

~ تأمل في النص ~

في حين نال الخوف الشديد من شاول الملك ورجال إسرائيل جميعًا فهربوا من وجه جليات العملاق (17: 11، 24)، وحده داود سيتجرّأ بأن يتحدّاه معتمدًا على سلاح واحد: “الربّ الذي أنقذني من الأسد والدبّ، يخلّصني من هذا الفلسطيّ” (17: 37).

~ الفكرة الرئيسة ~

بالمقارنة بين جليات وداود نجد أنّ الأول سبى إنتباه جميع رجال إسرائيل، فارتاعوا وخافوا جدًا، أمّا داود فلم يُعِرْهُ أيّ أحد أدنى اهتمام، إذ، في نظرهم، لا يستحقّ أن يدخل في الحسبان في هكذا موقف.

~ صلاة ~

يا ربّ، في كلّ مرّة تتعالى أصوات التهديد والاضطهاد الهادفة إلى إلقاء الرعب في قلوبنا، إجعلنا نتذكّر أنّك المخلّص والفادي، فنواجه مضطهدينا بالإيمان والثبات، بناء على كلامك: “ثقوا، لا تخافوا، أنا غلبت العالم”.

~ قرار اليوم ~