مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

بعد أن نبذ الربّ شاول الذي أساء إليه إساءة شديدة، طلب من صموئيل أن يختار ملكًا من بني يسّى. ولكنّ ردّة فعل صموئيل تشير إلى أنّ شاول خَطِر، ولن يتردّد عن قتله. وبالفعل، سيكون شاول خطِرًا جدًا في ما بعد مع داود، بحيث سيحاول مرارًا أن يقتله لأنّ الحسد كان يتآكله (1صم 18؛ 19؛ 23: 7 – 28). عندها طلب الربّ من صموئيل أن يقوم بمسحه بالخفية، تجنّبًا لأيّ إساءة له. وبعدها تبدأ التجهيزات (آ آ 4 – 5)، وتليها عمليّة الاختيار (آ آ 6 – 10)، لنصل في النهاية إلى مسح الابن الأصغر (آ آ 11 – 13). ربّما كان صموئيل يبحث عن بديل لشاول يتحلّى بميزاته عينها: طول القامة (1صم 10: 23) وحُسن الطلعة (1صم 9: 2)، ولكنّ الربّ الذي يعلم ما في خفايا القلوب، إستدرك الأمر، وحذّره من اختيار أليآب ذي المنظر الوسيم والقامة الطويلة، لأنّ المظهر لا يكشف عن حقيقة الناس، بل غالبًا ما يتخفّون وراء أقنعة ليظهروا بأبـهى منظر.

أمّا الآية 13 فتخبرنا عن حلول روح الربّ على داود منذ ذلك اليوم فصاعدًا؛ فالروح هو نعمة الله التي يهبها للشخص المكرّس، لأنّه قد غدا مُفرَزًا له ولخدمته.

~ تأمل في النص ~

عندما أرسل الربّ صموئيل إلى بيت يسّى ليمسح أحد بنيه، كان الأصغر يرعى الغنم. وقعت عين الربّ عليه فغيّرت له مجرى حياته رأسًا على عقب: من رعاية الغنم سيصبح قائدًا شجاعًا، لا بل قائد جيش شاول (١صم 18: 5) قبل أن يعتلي عرش الملكيّة.

~ الفكرة الرئيسة ~

عندما اختار الشعب شاول، فَرِحوا به لأنّه يزيدهم طولاً من كتفه فما فوق (1صم 10: 23). أمّا الربّ فله مقاييس أخرى، إذ سيختار الأصغر بين إخوته، ليهبه روحه ويجعله مستحقًّا لأن يمثّله أمام الشعب.

~ صلاة ~

يا ربّ، نشكرك لأنّك تنظر إلى قلب الإنسان وليس إلى مظهره الخارجي. أعطنا أن نفهم، ما أعمق غناك وما أصعب إدراك أحكامك وفهم طرقك (رو 11: 33).

~ قرار اليوم ~