الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"Sample

لا ظلال رمادية

في الستينيات من القرن العشرين، غنت فرقة المونكيز عن كيف لم يعد أحد يؤمن بالأخلاقيات المطلقة. وفي ألبومهم، ظلال رمادية، غنوا قائلين:

عندما كان العالم وكنا صغيرين،

بالمس تماما.

كانت الحياة لعبة سهلة تماما ...

كان من السهل وقتها أن تقول ما الفرق بين الصواب والخطأ ...

اليوم لا يوجد أبيض وأسود،

فقط ظلال رمادية.

الآن صار تعبير "ظلال رمادية" مرتبطا بالكتب الجدلية وسيئة السمعة وبالفيلم الذي يحمل هذا الاسم.

كثيرون اليوم لم يعودوا يؤمنون بأنه يوجد شيء مثل الصواب المطلق أو الخطأ المطلق. ليس من السهل دائما أن تُهضم الفروق الصارخة واستخدام الأبيض والأسود للتفريق بين الأمور في مجتمع تعد النسبية فيه هي النظام السائد. كل شيء نسبي – مسألة تدرج.

بصفتنا أتباع يسوع لا يمكن أن نستسلم لهذه الأفكار النسبية. ينبغي أن نكون مفتوحين على الصوت النبوي للكتاب المقدس، والذي غالبا ما يقتفي أثر الفروق الصارخة والخيارات الأخلاقية الملحة والطرق المتشعبة وسط المشاكل والمواقف المعقدة.

حقيقة الصواب والخطأ أمر واضح جدا في فقرات اليوم وهناك فروق صارخة بين الاثنين.

المَزاميرُ 71:‏9-‏18

إنهاء المسيرة بشكل حسن مقابل الهلاك في عار

"الرمادي" الوحيد المقبول في الكتاب المقدس هو "الشعر الأشيب (الرمادي)، والذي يرى إنه "تَاجُ جَمَال: شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ" (أم31:16). بالنسبة لي، أجد هذا مشجعا بصورة متزايدة!

المرنم مصمم أن ينهي مسيرته حسنا. فيكتب قائلا، "لاَ تَرْفُضْنِي فِي زَمَنِ الشَّيْخُوخَةِ. لاَ تَتْرُكْنِي عِنْدَ فَنَاءِ قُوَّتِي ... وَأَيْضًا إِلَى الشَّيْخُوخَةِ وَالشَّيْبِة اَللهُ لاَ تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ بِذِرَاعِكَ الْجِيلَ الْمُقْبِلَ، وَبِقُوَّتِكَ كُلَّ آتٍ" (مز9:71، 18).

هذا في تناقض صارخ مع مصير أعدائه والذين يرجو إنهم سوف "لِيَخْزَ وَيَفْنَ مُخَاصِمُو نَفْسِي" (ع13). من منظور العهد الجديد، ربما لا تكون هذه هي الطريقة الصحيحة للصلاة من أجل أعداء المرء! لكن، صحيح ولا شك أن بعض الناس "سيهلكون بالعار". وهذه نهاية مأساوية لحياة أي شخص.

يقارن المرنم نفسه مقابل من سيهلكون بالعار. فيكتب، "أما أنا ..." (ع14). إنه يريد أن يستمر قريبا من الرب حتى نهاية حياته. في الواقع، هو يريد أن تكون نهاية حياته أكثر إثمارا حتى من بدايته. ويقول، "وَأَزِيدُ عَلَى كُلِّ تَسْبِيحِكَ" (ع14). على كل جيل مسئولية تمرير الشعلة إلى "الجيل المقبل" (ع18). يعد التخطيط لمن يخلفنا مفتاح الانتهاء بشكل حسن. قيل إنه من الهام أن نتبع إثر بولس وندرب تيموثاوس الخاص بنا، أن ترشدنا مريم وأن نعد فيبي.

يا رب، ساعدني حتى أنهي المسيرة حسنا وأن أعلن قدرتك للجيل الآتي. ليخبر فمي ببرك ويعلن أعمالك القديرة.

أعمالُ الرُّسُلِ 4:‏23-‏5:‏11

الامتلاء بالروح القدس مقابل الامتلاء من الشيطان

مرة أخرى، نرى هنا تباينا صارخا. هنا، الأمر بين التلاميذ "الممتلئين بالروح القدس" (31:4) وحنانيا وسفيرة. قال بطرس لحنانيا، "يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ" (3:5).

أولا، نرى نتائج أن تكون ممتلئا بالروح القدس:

• الجرأة

لم تخف التهديدات بطرس ويوحنا حتى يكفا (17:4، 21). بل، "رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ" (ع24). وصلوا، "وَالآنَ يَا رَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ" (ع29). "وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ" (ع31).

• الوحدة

وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ" (ع32أ). لقد كانوا جميعا ممتلئين بنفس الروح القدس. علامة المجتمع المليء بالروح القدس هو الوحدة.

• الكرم

كان لديهم توجه متحرر من نحو ممتلكاتهم: "كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا ... لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا" (ع32، 34). من يستطيعون تدبر أمرهم ساعدوا في دعم من هم في احتياج (ع34-35).

• القوة

لقد صلوا قائلين، "بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ" (ع30). وقد استُجيبت صلاتهم: "وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ" (ع33أ).

• النعمة

"... وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ" (ع33ب). ينبغي أن يؤدي اختبار نعمة الله إلى إيجاد مجتمع النعمة والكرم.

وعلى أقصى النقيض، نرى في النصف الثاني من فقرة اليوم نتائج أن يكون المرء ممتلئا بالشيطان. يستخدم بطرس لهجة قوية جدا عندما يقول، "يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ" (3:5).

لم يكن هناك احتياج لدى حنانيا وسفيرة ليتخليا عن ممتلكاتهما أو مالهما: "أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟" (ع4). لم ينتقدهما أحد بسبب نقص الكرم لديهما.

في الحقيقة، لم يكن الدليل على أن الشيطان قد ملأ قلبيهما إنهما كذبا فحسب (والذي كان يمكن أن يكون تصرفا عفويا)، بل لأنهما تآمرا معا على أن يستخدما الكذب. قال بطرس لحنانيا، "لقد كذبت على الروح القدس" (ع3) وقال لسفيرة، "مَا بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟" (ع9). لقد كانت هذه المؤامرة متعمدة ومدبرة.

أعطى الله لبطرس "كلمة علم" (ع3-4). وهذا ما كشف خطيتهما. جاء على الشعب خوف الله (ع5، 11). هذا النوع من الخوف لم يكن خوف من بشر أو خوف الخنوع والتصاغر، بل بالأحرى خوف مقدس.

لقد "فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ" (ع11).

ليست هذه قصة تسهل قراءتها، ويصارع الكثيرون منا مع حدة قضاء الله في هذه الفقرة. في النهاية، وحده الله هو من يعرف أسرار قلوبنا، ونحن نحتاج لأن نثق أن أحكامه عدل ونزيهة. إنها تذكرنا مع هذا بعظمة حضور الله في وسطنا. كان الشعور بحضور الله عظيما جدا لدرجة أن الشعب خاف من افتضاح خطيتهم. لكن محضر الله هذا والروح القدس أيضا تسبب في حالات اهتداء وشفاء وآيات وعجائب غير عادية.

يا رب، املأنا بروحك القدوس. لنكن كنيسة معروفة بتبشيرها بجرأة وبوحدتها وكرمها وقوتها ونعمتها.

صَموئيلَ الثّاني 13:‏1-‏39

المحبة مقابل الكراهية

 

نرى في هذه الفقرة مشاعر متباينة بقوة. أحب أمنون ثامار (ع1). لقد قال، "إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي" (ع4). كان لدى داود زوجات كثيرات وأولاد كثيرون. ربما كان يتم فصل الأولاد عن البنات بعد سن الخامسة أو السادسة؛ لم يكن هناك شعور بالانتماء بعضهم لبعض والذي يوجد في الأسر العادية اليوم.

خطط أمنون أن يغتصب ثامار، التي ترجته: "لاَ تَعْمَلْ هذِهِ الْقَبَاحَةَ" (ع12). لقد عرضت حتى أن تتزوج به (ع13). لقد حرم الناموس الزواج بين الأخوة غير الأشقاء. ربما لم يكن هذا يُمارس في تلك الأيام. لكن الأرجح، هو أن ثامار كانت تتعلق بقشة. "فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا" (ع14).

لا يتجاهل الكتاب المقدس مسألة الانتهاك الجنسي. كان الاغتصاب ولا زال جريمة رهيبة. وصفته ثامار بأنه "قباحة" (ع12). إنها تصرف "واحد من السفهاء" (ع12) وقد أدت إلى أن تقيم ثامار "مستوحشة" (ع20) وهي تصرف يثير الغيظ (ع21).

نرى هنا لمحة عن الضرر البالغ الذي يتسبب فيه الانتهاك الجنسي للضحية: "فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً" (ع19). لقد صارت "مستوحشة" (ع20).

وعلى الفور، "أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا" (ع15). أدى هذا إلى المزيد من المآسي بالنسبة لداود وبيته. لقد صار العنف دائما – قُتل أمنون وهرب أبشالوم، فاصلا نفسه عن داود (ع23-39).

ربما سيكون من الأدق أن نقول أن أمنون كان "مفتونا" بثامار. ربما كان "مغرم بها"، لكنه ولا شك لم يحبها. من غير العادي، مع إنه صحيح بالنسبة للطبيعة والخبرة الإنسانية الساقطة، أن يتحول الافتتان وبسرعة إلى كراهية. محبة أمنون لم تكن محبة حقيقية.

"الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَء، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (1كو4:13-7).

يا رب، خلصنا من الكراهية. لنمتلئ، ليس بمحبة سطحية، بل بالمحبة التي هي من ثمر الروح.

Pippa Adds

2صم1:13-39

هنا يبدأ العطب في العائلة.

يبدو أنه توجد قرارات فظيعة كانت تجري في هذا الوقت. يوناداب، الذي كان صديقا لأمنون، قدم له نصيحة سيئة (ع5). لو كان داود عاقب أمنون لأجل اغتصابه لأخته، ثامار، ربما كان قد أوقف أبشالوم عن أن يجري القانون بيديه.

عرف يوناداب، الذي كان ينبغي أن يخجل من نفسه لكونه كان نصف المشكلة، بوضوح أنها كانت نية أبشالوم المبيتة أن يقتل أمنون. لكنه لم يحذر داود. لقد أخبره فيما بعد فقط. لقد كان صديقا سيئا لهم جميعا.

من الصعب أحيانا أن نخبر الناس بالحقيقة بدلا من أن نخبرهم بالحري بما يحتاجون أن يسمعوه. لكن من الهام أن نقدم النصيحة السليمة حتى ولو خاطرنا بفقدان الصداقة.

References

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر