رسالة يعقوبSample

اليوم 04: الحكمة والطاعة – يعقوب 3: 1 – 4: 12
يُشِيرُ يَعْقُوبُ فِي هَذَا الْقِسْمُ إلَى ثَلاثِ قَضَايَا رَئِيسَيَّةٍ تَرْتَبِطُ بِالْحِكْمَةِ وَالسَّلامِ وَسَطَ الْمُؤمِنِينَ. أوَّلاً، يُشَدِّدُ يَعْقُوبُ فِي 3: 1-12 عَلَى اللِّسَانِ، أوْ كيفية اِسْتِخْدَامِنَا لِكَلِمَاتِنَا.
فِي 3: 4-5، يُشَبِّهُ يَعْقُوبُ اللِسَانَ بِدَفَّةِ سَفِينَةٍ. كان تَحْذِيرُ يَعْقُوبُ مِنْ قُدْرَةِ اللِسَانِ عَلَى عَمَلِ الشَّرِّ شَدِيدُ الشَّبَهِ بِمَا نَجِدَهُ فِي سفر الْأمْثَالِ. فسفر الْأمْثَالُ أيْضًا يتناول الْأخْطَارَ المرتبطة بِاللِّسَانِ، أوْ الْكَلامِ، مَرَّاتٍ عَدِيدَةً. نَجِدُ هَذَا فِي مواضع عِدَّةٍ مِثْلَ سفر الأمْثَال 10: 31، وَ11: 12، وَ15: 4، وَأعْدَادٍ أُخْرَى كَثِيرَةٍ. تشير رسالة يَعْقُوبُ وَسفر الْأمْثَالُ إلَى أنَّهُ يُمْكِنُ لِلْكَلامِ أنْ يؤدي إلَى شَتَّى أنْوَاعِ المشكلات وَسَطَ شَعْبَ اللهِ. وَلِتَجَنُّبِ النِّزَاعَاتِ وَالْعَيْشِ فِي سَلامٍ، عَلَيْنَا أنْ نَضْبُطَ ألْسِنَتِنَا.
الْأمْرُ الثَّانِي الْمُتَّصِلُ بِالْحِكْمَةِ وَالسَّلامِ يتضمن نَوْعَين من الْحِكْمَةِ. نَجِدُ هَذَا فِي3: 13-18. فِي رسالة يَعْقُوبَ 3: 14-17 نرى هنا يشرح يعقوب العلاقة بين الحكمة والسلام، ميّز بين الحكمة الأرضيّة، بل الشيطانيّة، والحكمة التي من فوق. فالحكمة الأرضية تؤدي إلى غَيْرَةٍ مُرَّةٍ وَتَحَزُّبٍ. ولكن الحكمة التي من الله تجلب السلام إلى المجتمع المسيحي.
دَعَا يَعْقُوب قُرَّاءَه أنْ يتخلوا عن النزاعات وَالْخُصُومَات بينهم. وَأوْضَح أنَّهْ حِينَ نَتَمَسَّك بِرَغَبَاتِنَا الأنَانِيَّة، لا يمكن أن يَكُون هناك سَلام فِي وَسَطْنَا. كما عَلَّمْ أنَّ الْحِكْمَة الأرْضِيَّة لا تَقُود إلا إلَى "التَّشْوِيشِ وَكُلِّ أَمْرٍ رَدِيءٍ". وَلِذَلك، أوْصَى يَعْقُوب قُرَّاءَهُ بِأنْ يَعْتَمِدُوا عَلَى الْحِكْمَة الآتِيَة مِنْ الله. وَحِينَ نفعل هَذَا، نَجِدُ السَّلام.
الْقَضِيَّةُ الثَّالِثَةُ في هَذَا الْقِسْمُ، فِي 4: 1-12، تبحث في الْحِكْمَةِ وَالسَّلامِ فِي عَلاقَتِهِمَا بِالصراع الدَّاخِلِيِّ الَّذِي يَخْتَبِرَهُ أتْبَاعُ المَسِيحَ.
ينسب يَعْقُوبُ النِّزَاعَ بَيْنَ الْمُؤمِنِينَ إلَى الشهوات الْأنَانِيَّةِ، وَالَّدَوَافِعِ الْخَاطِئَةِ، وعدم القناعة. وَمِنْ وِجْهَةِ نَظَرِ يَعْقُوبَ، فَإنَّ الشهوات الشريرة لدى قُرَّائِهِ تَسَبَّبَتْ بِضَرَرٍ جسيمٍ فِي الْمُجْتَمَعِ الْمَسِيحِيِّ. فَقَدْ كَانُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ رَغَبَاتِهِم، وَلِذَا كَانُوا يتصارعون، وَيَشْتَهُونَ، بَلْ وَكَانُوا يُفْنُونَ بَعْضَهُمْ بَعْضَاً. وَلِذَا أخْبَرَهُمْ يَعْقُوبُ بِحَزْمٍ بِمَا عَلَيْهِمْ عَمَلَهُ مِنْ أجْلِ أنْ يَأتُوا بِالسَّلامِ. فَقَالَ يعقوب فِي 4: 7-10:
فَاخْضَعُوا ِللهِ. ... اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. ... اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ.
الْخُضُوعُ المتّضع للهِ هُوَ الْأمْرُ الْوَحِيدُ الَّذِي من شأنه أن يُنْهِي الْحُرُوبَ وَالْخُصُومَاتِ وَيَمْنَحَهُمْ السَّلامَ بعضهم مع بعضٍ.
حِينَ يتحدّث يعقوب عَنْ كَلامِنَا في رسالته، نَتَذَكَّرَ مَا قَالَهُ يَسُوعُ: "مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ". وإذْ يتأمل يَعْقُوبُ في كَلِمَاتِ يَسُوعَ هَذِهِ، ويقدم بَعْضَ الإرشادات لِلْكَنِيسَةِ - بِشَأنِ الطَّرِيقَةِ الَّتِي يَنْبَغِي لَنا أنْ نَحْيَا بِهَا فِي ضُوءِ مَجِيءِ الْمَسيِحِ وَانْتِظَارِ عَوْدَتِهِ الْمُسْتَقْبَلِيَّةِ - فإن إحْدَى الطُّرُقِ الَّتِي يمدنا يَعْقُوبُ بها لِفَحْصِ قُلُوبِنَا هِيَ بِالتَّرْكِيزِ عَلَى كلماتنا. وَبِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يعتبر يَعْقُوبُ كلمات الْإنْسَانِ، التي يُشِيرُ إلَيْهِا بِاللِّسَانِ، كاختزال عن الكلمات، بِاعْتِبَارِهِ مِقْيَاساً لِكَامِلِ الْكَيَانِ الْأخْلاقِيِّ لِلْإنْسَانِ. وَيُمْكِنُنَا الْقَوْلَ إنَّ اللسان يعكس دَرَجَةُ حَرَارَةِ الْقَلْبَ. وَهَكَذَا، كَمَا قَالَ يَسُوعُ: "مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ". حين يَقُولُ يَعْقُوبُ إن عَلَى الْإنْسَانِ أنْ يَلْجِمَ لِسَانَهُ، وَبِأنَّهُ يَنْبَغِي ألَّا يَخْرُجَ مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ، فهو إنَّمَا يَقْصِدُ أنَّهُ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ قَلْبُنَا مُكَرَّساً للهِ بِالْكَامِلِ. فَعَلَيْنَا ألَّا نَكُونَ ذَوِي رَأيَيْنِ، بَلْ أنْ نَتَمَسَّكَ بالإيمان بِتَعْلِيمِ الْمَسِيحِ. وبهَذَا، ستبارك كلماتنا إخْوَتَنَا وَأخَوَاتِنَا بَدَلَ أنْ تلْعَنَهُم.
— د. براندن كرو
Scripture
About this Plan

إن رسالة يعقوب هي رسالة عمليّة للغاية لقرّائها في أي زمان. فقد اعترف قرّاء يعقوب الأصليّين بإيمانهم بالمسيح، ولكن لم يكن العديد منهم يعيشون الحياة التي تعكس إيمانهم. وللتعامل مع هذا التفاوت، تناول يعقوب قضايا حياتيّة حقيقيّة مازالت تخاطبنا اليوم. تنظر هذه السلسلة إلى خلفية رسالة يعقوب، وبنيتها، ومحتواها، كما تبحث في الحكمة والتعليم العملي في رسالة يعقوب الذي لا يزال وثيق الصلة بالقرّاء المعاصرين.
More
Related Plans

The Wonder of the Wilderness

Endurance: God’s Power for Your Weight Loss Journey

DEPRESSION IS a LIE - a Podcast Series With Dustin Tavella

Relentless Love: Reflections on the Book of Jonah

Journey Through 1 & 2 Peter and Jude

His Mission, Our Marriage: Building a Christ-Centered Marriage

Healing Family Relationships Through Compassion

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Center of It All
