(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

هذا النص تابع لمجادلة سابقة بين يسوع ومعلمي الشريعة حول دور القلب. دعا يسوع الجموع ليضعهم أمام خيار صعب: تعليمه أم تعليم الفريسيين؟ وقال لهم أن ما ينجس الإنسان هو الأفكار والتصورات الشريرة التي تخرج من الإنسان والأعمال السيئة التي تصدر عنه، وليس ما يدخل الإنسان من مأكل ومشرب. وكان هذا يعاكس تعاليم الفريسيين. لذلك فقد أشار التلاميذ إلى استياء الفريسيين من هذا التعليم. اجاب يسوع بحسم: ليس أبي من أرسلهم، لذلك سيقلعون سريعًا. هم عميان قادة عميان. ثم طلب بطرس من يسوع تفسير التعليم. فعاد المسيح إلى تعليم سابق يكرره هنا: المهم حالة القلب، لأن القلب الشرير تخرج منه أمور شريرة هي التي تنجس الإنسان، أما الأكل بأيد غير مغسولة، خلافًا للتقليد الآبائي لا ينجس الإنسان.

تأمل في النص

لا ننكر أن للأكل والشرب تأثير على سلوك الإنسان. فالشراهة تثير الغرائز المادية وتضر بالنفس، وبعض المآكل توجه غرائز الإنسان توجيهًا مادًيا، وبعضها الآخر تعطيه وجهًا روحيًا. هذا ما لا شك فيه. لكن ليست المآكل هي سبب النجاسة الأخلاقية. حالة القلب هي الأهم. القلب معمل الأفكار وعقد النوايا ومحفز الإرادة والدافع للعمل، فالقلب المملوء بالشرور، هو الذي يدفع الإنسان لعمل الشر وهذا ما ينجس الإنسان. الاهتمام بالطعام جيد، وممارسة التعفف جيد، لكن الأجود هو تأمين نقاء القلب، فبهذا يأتي صفاء النوايا، ويمتد هذا على العمل والسلوك. صحيح أن للمآكل التي تدخل جسم الإنسان تاثير محدود، لكن للتخيلات الشريرة، والنوايا السيئة، والاحكام الظالمة التي تدخل القلب مساوئ كثيرة، فهي التي تملأ القلب بالشرور، ويعود القلب ويفرز هذه الشرور إلى الخارج كأفكار وتصاميم شريرة تتجسد بعد ذلك في أعمال شريرة.

الفكرة الرئيسة

للمآكل تأثير بسيط على الجسم، لكن للأفكار الشريرة تأثير كبير على الأخلاق والسلوك، فالقلب الشرير يفرز شرًا.

صلاة

أعطني يا رب الحكمة لأنتقي الأفكار والمشاهد والصور التي ادخلها إلى عقلي ومخيلتي، فلا أُدخل غير الجيد لكي أحافظ على نفسي في حالة النقاوة.

خذ قرارًا لهذا اليوم