YouVersion Logo
Search Icon

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

DAY 216 OF 365

شرح النص

لقد اختار الله إبراهيم من بين كلّ البشر ليجعله أًبا للمؤمنين، ويجعل بذلك نسله أكثر من رمل البحر ونجوم السماء. ولكن، يظهر لنا النصّ فورًا آليّة هذا الاختيار أو بالأحرى الدوافع التي ادّت إليه، إذ يختتم الربّ كلامه مع إبراهيم بقوله: "تتبارك بك جميع عشائر الأرض". إذًا، يرى الله من خلال إبراهيم، إيمان جميع البشر ووصول البشارة إلى أقاصي الأرض. ليس اختيار الله لإبراهيم تميزًا له أو أنّه هو المحبوب دون سائر البشر. بل يرى الله فيه الشخص المناسب لمساعدته في إيصال الدعوة إلى كلّ من لا يعرف الربّ. إبراهيم إذًا هو خادم هذه الرسالة الخلاصيّة الشاملة، فلا بدّ له بالتالي أن يفتح قلبه للجميع ويكرّس حياته من أجلهم.

بهذا يمكننا فهم معنى أنّ إبراهيم هو أبو المؤمنين. لا يدلّ هذا اللقب فقط على أولوّيته في الإيمان، أي أنّه أوّل من آمن وقبل باقي البشر، بل هي تدلّ على نوع العلاقة التي يدعوه الله إليها: أن يكون أًبا حقيقيًّا لسائر الناس. لا يمكن لشخص أن يوصل الإيمان إلى آخر إلا إذا ارتبط به بعاطفة أبوّية.

فالله محبة، لا يمكن إيصاله إلا لمن نحب.

يطلب الله من إبراهيم أن يسمو جدًّا في روحانيّته، ليمتلئ من حبّ إلهيّ لجميع البشر. كما يطلب منه أن يجعل من البشارة همّه الأوّل والأساس. ليست المهمّة باليسيرة. لذلك يعد الربّ أن يكون إلى جانب رسوله في كلّ الظروف وأن يمدّه بكلّ ما هو بحاجة إليه حتى ينجح في إكمال ما يريده الربّ؛ فالمشروع هو مشروع الله وليس مشروع إبراهيم شخصيًّا. يبدأ الله دعمه بأن يعد الرسول بأن مهمّته ستنجح: سوف تصبح أمّةً عظيمةً، أي أن دعوتك ستلاقي القبول. فالله هو ضامن المسيرة، وهو يحسم نجاحها حتّى قبل أن تنطلق. كما يعده بالبركة، أي كلّ خير يحتاج إليه في هذه المسيرة. البشارة تتطلب تضحيات جسام، هي مُكلفة جهدًا ووقتًا وتعبًا وحتّى ماديّات. والله العالم بكلّ ذلك، هو من يؤمّن الضروريّ فيحينه ويعوّض رسله كلّ خير بذلوه، أضعافًا. وأخيرًا، لا بدّ للرسالة من أن تتعرض للاضطهاد، والله سيكون هو المدافع. هذا هو معنى عبارة "ألعن لاعنيك". لا يقصد الله أن يلعن بشرًا بل أن يقف بالمرصاد لشرّهم، دفاعًا عن إبراهيم من الهجمات ودفاعًا أيضًا عن الظالم من ظلمه، الذي يكبّله في الخطيئة، ويقصد الله تحريره منه.

تأمل في النص

الله الذي دعا إبراهيم وجعله أبًا لنا، يرى في كلّ منّا، نحن الذين قبلنا دعوته، ابنًا ومكمّلًا لتلك الانطلاقة الأولى. نحن مدعوون أن نكون على مثال ابينا، رسلًا إلى سائر الأمم، حاملين لهم بشرى الخلاص وعطيّة الربّ لهم. تساورنا مرارًا تجربة أن نكتفي من إيماننا بأن نحب الله في قلوبنا، بدون أي نظرة إلى الآخرين، وكأن أمرهم لا يعنينا. ولكنّ الإيمان حوّل أبينا إلى أب، فعليه أن يحوّلنا نحن أقلّه إلى أخوة لسائر الناس. بالحقيقة نحن مدعوون أن نأخذ المشعل عن أبينا لنكون نحن الآباء الجدد، نحمل في عمق قلوبنا مسؤوليّة إيمان آخر إنسان موجود على وجه الأرض.

لا نخافنّ إذًا من أن ننطلق في هذه المغامرة الإلهيّة، لأنّ الله يعدنا بأن يبقى معنا وأن لا يعوزنا شيء.

الفكرة الرئيسة

الدعوة هي مسؤوليّة تجاه إيمان إخوتنا البشر. والله هو من يضمن لنا نجاح المهمّة الصعبة.

صلاة

اعطني يا ربّ روحًا رسوليّةً تفتح قلبي على حبّ كلّ من هو بعيد عنك، لأوصلك إلى عمق قلبه.

خذ قرارًا لهذا اليوم

About this Plan

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.

More