YouVersion Logo
Search Icon

قانون إيمان الرسلSample

قانون إيمان الرسل

DAY 21 OF 51

اليوم 21: الناسوت (الطبيعة)

عندما نقول أن ليسوع طبيعة بشرية، فإننا نعني أنه يمتلك كل الصفات والسمات الأساسية للكائن البشري – أشياءٌ مثل جسد بشري مادي ونفس بشرية عقلانية. تمسك اللاهوت المسيحي المخلص باستمرار، بأن يسوع هو إنسان كامل من كل ناحية: حيث أن له جسد ونفس؛ كان معرضاً للمرض، الأذى والموت؛ كانت له قيود مادية عادية؛ وهكذا.

لكن عندما نتكلم عن يسوع بهذه الطريقة، سريعاً ما تصبح الصورة معقّدة، لأن يسوع مختلف عن باقي البشر في بعض الطرق الهامة. فمن جهة، يسوع هو كائن بشري كامل، في حين أن هناك عيوب في جميعنا. وهذا يؤدي إلى بعض الاختلافات الهامة فيما بيننا. على سبيل المثال، أخطأ كل كائن بشري (1 الملوك 8: 46، مزمور 130: 3، مزمور 143: 2، رومية 5: 12، غلاطية 3: 22). ولكن يسوع مختلف. فقد وُلِد من دون خطية، وعاش حياة خالية من الخطية تماماً. ويتحدث الإنجيل تحديداً عن حياته الخالية من الخطية (عبرانيين 4: 14-15؛ و9: 14). 

إن العبارة التي تقول أن الله خلق البشرية في البدء مع القدرة على ارتكاب الخطية صحيحة. وقد برهن آدم وحواء على ذلك في تكوين 3 عندما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر. لكن علينا الاعتراف بأنهما كانا ما يزالان بشر حتى قبل أن يخطئا. وهكذا، يمكننا إيجاد إنسان لا يخطئ. في الواقع، عندما نموت ونذهب إلى السماء، سنخسر القدرة على ارتكاب الخطية فعلاً (عبرانيين 12: 23). لكننا سنبقى بشراً بالكامل. وهكذا، رغم كون الخطية من صفاتنا في هذا العالم الساقط، فلن تكون من صفاتنا في العالم القادم. وبالتالي ليس الإثم صفة ضرورية للبشرية. ولهذا السبب نقول: تتضمن طبيعة يسوع البشرية كل الصفات والسمات الأساسية للكائن البشري.

أمر آخر يجعل يسوع مختلفاً، هو حقيقةُ أنه الشخص الوحيد الذي يمتلك طبيعتين: طبيعة بشرية، وطبيعة إلهية. إن لدى كل البشر طبيعة واحدة: الطبيعة البشرية. أما يسوع فهو إله وإنسان معاً، كونه إنسانٌ كاملٌ وإلهٌ كاملٌ في نفس الوقت.

يسوع لا يمتلك شخصين أو فِكرَين، كما لو أن شخصاً بشرياً استضاف شخصاً إلهياً في جسده. كما أنه ليس شخصاً واحداً، يكون نوعاً ما اتحاداً أو هجيناً لشخصَين أو فكرَين متميزَين، كما لو أن شخصاً إلهياً اندمج مع شخص بشري. فقد كان وما يزال الشخص الأبدي ذاته المعروف بابن الله. إن ليسوع، في الوقت ذاته طبيعتان متميزتان: طبيعة بشرية وطبيعة إلهية.

إن كلتا هاتين الطبيعتين كاملتين وصحيحتين، تماماً كما أن طبيعة الآب إلهية بالكامل، وطبيعة البشر بشرية بالكامل. ويمتلك يسوع كل صفة ضرورية للاهوت، وأيضاً كل صفة ضرورية للناسوت. 

علاوة على ذلك، إن طبيعتا يسوع متميزتان عن بعضهما البعض. فهو لا يمتلك طبيعة هجينة تضم الصفات الإلهية والبشرية معاً. كما أن صفاته البشرية لا تعيق صفاته الإلهية، ولا تعزز صفاته الإلهية صفاته البشرية. حيث تبقى كل طبيعة بدون تغيير بالكامل.

إن لناسوت المسيح عدة مضامين بالنسبة للطريقة التي نعيش فيها كأتباع له. وكما كتب بولس في 1 تيموثاوس 2: 5 هذا يعني أن لنا وسيط بشري فعّال بيننا وبين الله، يمكننا أن ننال الغفران من خلال موته، ونعيش كالأشخاص الذين تمت مصالحتهم مع الآب بشكل كامل. وكما علّم بولس في رومية 5: 12-19، هذا يعني أن يسوع بصفته آدم الثاني، شكّل جنساً بشرياً جديداً من أولئك الذين يثقون به، مُعيداً إيانا إلى مركز مجد وكرامة ضمن الخليقة. وأصبح لدينا، بسبب هذا، القدرة لنعيش بطرق تُرضي الله، ولنغيّر العالم لنجعله شبيهاً بملكوته السماوي بشكل أكبر. 

وعلى المستوى الفردي، وبينما نتصارع مع الخطية والمعاناة في حياتنا، يمكننا أن نقترب من عرش النعمة بثقة، عالمين أن مخلصنا الكامل الناسوت يفهم ويتعاطف مع آلامنا وضعفاتنا، ويجعله متلهف للاستجابة لنا بطرق تخفف من معاناتنا، تبني شخصيتنا، وتزيد من مكافآتنا الأبدية. إن هذه بعضاً من طرقٍ لا تحصى، يؤثر فيها ناسوت المسيح الكامل على حياتنا.

Scripture

Day 20Day 22

About this Plan

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More