الكتاب المقدس في سنة واحدةSample

اعثر على اتزانك

جسدي ليس مرنا جدا. قال لي ذات مرة مدرب لياقة محترف، والذي تصادف إنه لاحظ الطريقة التي أسير بها، إنني كنت إحدى أسوأ حالات التصلب التي رآها. والآن أحاول أن أقوم بالمزيد من فرد هامتي.

أعتبر نفسي على لياقة لا بأس بها (بالنسبة لسني!)، نتيجة لكوني لا زلت ألعب السكواش وأركب الدراجة في كل مكان. لكنني من نواحي أخرى، أدرك إنني لست كذلك. اللياقة البدنية هي عبارة عن اتزان بين القوة والمرونة واللياقة الخاصة بتحسين عمل القلب والرئتين وغيرها. بعض الناس أقوياء بصورة استثنائية لكن لا يمكنهم أن يجروا ليلحقوا بالحافلة. وآخرون لياقتهم من حيث القلب والرئة ممتازة (يمكنهم أن يجروا سباق الماراثون)، ولكنهم ليسوا أقوياء جدا.

لكن، اللياقة الروحية أهم بكثير من اللياقة البدنية. كما إنها تتضمن أيضا الاتزان بين عدد من جوانب حياتك.

أمثالٌ 29:‏19-‏27

1 – الاتضاع والثقة

أجده أمرا صعبا للغاية أن أحافظ على الاتزان بين الاتضاع والثقة. كانت هناك أوقات في حياتي شعرت فيها بالإذلال (ربما بسبب فشل ما) ولم أشعر بثقة كبيرة. وفي أوقات أخرى، شعرت بثقة ضخمة ولكن، ربما كان ينقصني الاتضاع.

هناك الكثير لنفكر فيه في فقرة اليوم من سفر الأمثال بشأن ألا نتكلم قبل أن نفكر (ع20)، والسيطرة على غضبنا والانفعال الشديد (ع22)، والثقة في كون الله هو المصدر الأسمى للعدل (ع26).

بشكل خاص، ألاحظ هذا التوازن بين الاتضاع والثقة هنا: "الكبرياء يوقعك منبطحا على وجهك؛ أما الاتضاع فيعدك للكرامة" (ع23، الرسالة). وهذا موضوع من ثوابت سفر الأمثال (2:11؛ 12:18؛ 4:21؛ 4:22).

كن واثقا في الرب. لا تعش في خوف مما قد يفكر فيه الآخرون أو يفعلوه. "خَشْيَةُ الإِنْسَانِ تَضَعُ شَرَكًا، وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ" (25:29).

السر في الحفاظ على هذا التوازن هو تجنب الثقة في النفس وممارسة الثقة المتضعة في الله، مطمئنا إلى أن ثقتك تأتي ليس من قدراتك أو نجاحك أنت بل من الثقة في الرب.

يا رب، ساعدني حتى تكون لدي الثقة التي تأتي من الثقة فيك، وأن أتجنب الخوف من أي شخص وأن أسير باتضاع أمامك.

يوحَنا الثّانيَةُ 1:‏1-‏13

2 – الحق والمحبة

هنا موازنة صعبة أخرى علينا أن نحافظ عليها. تصبح المحبة ضعيفة ما لم يقويها الحق. ويصبح الحق قاسيا ما لم تلطفه المحبة. أحيانا في حياتي كنت شغوفا بشأن "الحق"، ولكن ربما لم أكن محبا تماما. وفي أوقات أخرى حاولت أن أكون محبا جدا لكن ربما فشلت في الاعتناء كفاية بشأن "الحق".

في هذه الرسالة الثانية ليوحنا (والتي ربما كتبت لكنيسة يشار إليها بأنها "كِيرِيَّةَ الْمُخْتَارَةِ"، ع1)، يحذرهم من خطر التعليم الكاذب الذي ينكر حقيقة أن يسوع قد جاء إلى هذه الأرض في هيئة جسدية وكان بالتالي إلها كاملا وإنسانا كاملا. ولهذا يدفع يوحنا بقوة بهذا التوازن الجميل المشكل من "الحق والمحبة" (ع2). فهو يمزج بين الاثنين حتى في تحيته.

فيكتب، "اَلشَّيْخُ، إِلَى كِيرِيَّةَ الْمُخْتَارَةِ، وَإِلَى أَوْلاَدِهَا الَّذِينَ أَنَا أُحِبُّهُمْ بِالْحَقِّ، وَلَسْتُ أَنَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ قَدْ عَرَفُوا الْحَقَّ" (ع1).

ولأنه يحبهم، يريد أن يراهم شخصيا وأن "يكون له حديث من القلب إلى القلب معهم" (ع12، الرسالة). ليست كتابة الرسائل، الرسائل الالكترونية، الرسائل النصية، المكالمات التليفونية، الواتساب ولا حتى السكايب أو الفيس تايم بديلا عن أن تكون مع شخص ما "وجها لوجه" (ع12) والحديث من القلب للقلب.

ويحثهم أن "يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا" (ع5) وأن "يسيروا في محبة" (ع6، تفسيرية). ينبغي أن تكون المحبة هدف حياتنا. أدرس المحبة وتحدث عنها ومارسها.

محك المحبة هو الطاعة ليسوع: "المحبة تعني اتباع وصاياه، ووصيته الجامعة الواحدة هي أن تسلكوا في حياتكم بالمحبة" (ع6، الرسالة).

ليس الحق والمحبة على طرفي النقيض من بعضهما البعض. بل، هما يكمل أحدهما الأخر. يوحنا مسرور لكونه قد وجد كنيسته "تعيش الحق" (ع4، الرسالة). الحق مهم حقا. والحق موجود في شخص. قال يسوع، "أنا هو ... الحق" _(يو6:14). أنصت إلى الحق. علّم الحق. أحبب الحق.

يوجد مخادعون كثيرون هناك في الخارج (2يو7-8). تشبث بالحق ولا تنخدع وإلا فسوف تضل.

بمعرفة الحق فقط وبالتمسك به والاستمرار في التعليم سيكون لدينا "الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا" (ع9).

لا تبدو الآية التالية أن بها محبة كبيرة – "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ" (ع10).

لكن في الواقع، ينبع شغف يوحنا للحق من محبته لهذه الكنيسة. فلأنه يحبهم، نجده غير مستعد للتسامح مع الكذب والزيف. قد يسعى المعلمون الكذبة لأن يضلوك، لكن، "انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ" (ع8).

يا رب، ساعدني حتى أحافظ على هذا التوازن بين الحق والمحبة وحتى أتكلم بالحق في المحبة (أف15:4).

حَجَّي 1:‏1-‏2:‏23

3 – الرؤيا والعمل

قال لي مستشار في الإدارة من الصفوة إنه "لم يتم فصل مدير تنفيذي أبدا بسبب عدم وجود رؤيا لديه". لكن الكثيرون غير قادرين على وضع رؤيتهم موضع تنفيذ.

لن تفلح الرؤى ما لم تقوم أنت بالتصرف وتنجح. نرى في هذا السفر الصغير "حجي" اتزانا رائعا بين الرؤيا والعمل.

خمس مرات، قال الرب القدير من خلال حجي النبي: "اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ" (5:1، 7؛ 15:2 ومرتين في 18:2). تبدأ الرؤيا بالتقاط صورة عما يمكن أن يكون في عقولنا.

نظم أولوياتك. تحدى حجي شعب الله بشأن أولوياتهم. فقد كانوا يعيشون في بيوت مريحة بينما بقي هيكل الرب خرابا (4:1). لكنهم كانوا يقولون، "إِنَّ الْوَقْتَ لَمْ يَبْلُغْ وَقْتَ بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ" (ع2).

لقد قرر الشعب أن يعيد بناء الهيكل. كانت لديهم نوايا حسنة، ولكنهم لم يتمموها لأنها لم تكن أولويتهم.

حثهم النبي حجي على التفكير بعناية بشأن طرقهم (ع5). كان ينبغي أن يكون همهم الأساسي أن يروا اسم الله مكرما (ع8)، ولكنهم تركوا بيت الله "خرابا" (ع4، 9).

يكتب يوجين بيترسون إنه توجد "أوقات في حياتنا يعد فيها إصلاح المبنى الذي نتعبد فيه عمل طاعة بنفس القدر من الأهمية تماما مثل الصلاة في مكان العبادة هذا".

كان بعض الناس يشعرون بالفزع لكون الهيكل الجديد لم يكن مجيدا مثلما كان الهيكل القديم: "مَنِ الْبَاقِي فِيكُمُ الَّذِي رَأَى هذَا الْبَيْتَ فِي مَجْدِهِ الأَوَّلِ؟ وَكَيْفَ تَنْظُرُونَهُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ فِي أَعْيُنِكُمْ كَلاَ شَيْءٍ! فَالآنَ تَشَدَّدْ ... فَإِنِّي مَعَكُمْ، ... وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ. لاَ تَخَافُوا ... مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ ... وَفِي هذَا الْمَكَانِ أُعْطِي السَّلاَمَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ" (3:2- 5، 9).

هذه هي الآيات التي تكلم الله من خلالها مع ساندي ميلر، وآخرين، بشأن كنيسة HTB أونسلو سكوير في يوليو 1981، عندما كانت الكنيسة على وشك أن تُغلق وتُباع كمجمع سكني. كان هذا هو موضوع خدمة شكرنا عام 2010 للاحتفال بالذكرى السنوية رقم 150 للكنيسة، وإعادة افتتاحها بصورة رسمية بعد ثلاث سنوات من أعمال التجديد.

وإذ نظرنا إلى تاريخ ما قد حدث في هذه الكنيسة، رأينا أن مجدها الأول كان عظيما جدا. صلاتنا ورجاؤنا بالنسبة للمستقبل هو أن "مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ" (ع9).

في سفر حجي، إذ رأوا تلك الرؤيا، كان عليهم أن "تقوموا بالعمل، كلكم أيها الشعب – فالله يتكلم .... ابدأوا بالعمل" (ع4، الرسالة). وهكذا بدأ العمل (14:1).

إذ تنظر من حولك إلى الكنيسة في أمتك انتبه جدا لطرقك. ليس من الصواب أن تحيا في راحة بينما يبقى بيت الله "خرابا". الله يريد الناس في أمتك أن يأتوا إلى معرفته وأن يكونوا جزءا من كنيسته. تصور كيف يمكن أن يكون الله ممجد أكثر في كنيسته اليوم مما كان عليه في الماضي (9:2).

أولا: "تشدد" (ع4). لا تضعف في إصرارك بسبب الهجوم أو النقد أو الإحباط. ثانيا :  "اعمل" (14:1؛ 4:2). إنه عمل شاق لكن لا شيء خطأ في العمل الشاق. توجد أوقات تحتاج فيها أن تعمل بجدية شديدة وكد. ثالثا:  "لاَ تَخَافُوا" (ع5). يوحي هذا بأنه ستكون هناك أمور قد تسبب الخوف.

يمكنك أن تثق في أن الله يهتم بالماليات. فقد أعلن الرب، "لِي الْفِضَّةُ وَلِي الذَّهَبُ" (ع8).

السر هو أن الرب يقول، "أَنَا مَعَكُمْ ... وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ" (13:1؛ 5:2). يمكنك أن تتغلب على كل مخاوفك لأنك تعرف أن الله معك.

يا رب، ساعدني حتى أوازن بين الاتضاع والثقة، بين المحبة والحق، وبين الرؤيا والعمل، وحتى أثق إنك معنا وحتى أعمل بجدية حتى أرى اسمك ممجدا.

Pippa Adds

بيبا تضيف

حج7:1، 9

"اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ ... بَيْتِي الَّذِي هُوَ خَرَابٌ، وَأَنْتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ".

هناك الكثير جدا لنفعله في بيتنا، حيث نستبدل الأشياء المكسورة، ومصابيح الإنارة والتنظيف والتنظيم إلخ. إنني متأكدة من أن الله يريدنا أن نكون وكلاء صالحين في منازلنا. لكن الآية تذكرني بأن أكون بالمثل مهتمة ببيت الله. كنائس كثيرة جدا في حالة سيئة ولا تليق حقا بيسوع.

References

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.