YouVersion Logo
Search Icon

من أمثال النبيّ سليمان ‮مدخل‬

مدخل
كتاب الأمثال هو كتاب جُمعت فيه مجموعات متعدّدة من الأقوال والحكمة، ومنها "أمثال سليمان بن داود" (من الفصل 1 إلى 22: 16)، ومجموعة ثلاثين قول للحكماء (من 22: 17 إلى 24: 22)، ومجموعة أخرى تسمّى "المزيد من أمثال سليمان التي سجّلها رجال حِزقيّا ملك يهوذا" (الفصول ما بين 25 و29)، ومجموعة "أقوال أجور بن ياقا" (الفصل 30)، ومجموعة "أقوال الملك لموئيل التي علمته إيّاها أمّه" (الفصل 31). وتوجد أيضا مجموعات صغيرة أخرى في ثنايا هذا الكتاب بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة اللتين ربّما أضيفتا في زمن لاحق.
ومن الواضح في كتاب الأمثال أنّ النبي سليمان (عليه السلام) قد باشر أغلب المواد الموجودة فيه، ونجد أنه ألّف بنفسه أكثر من 3000 مثلا (انظر كتاب الملوك الأوّل 4: 32)، وقد حظي بحكمة فائقة. ورغم ذلك يرى أكثر الباحثين أن التحرير النهائي لكتاب الأمثال تمّ بعد عودة بني يعقوب من السبي في بابل بقليل. وتوجد أمثال شبيهة بالأمثال في أدبيات مصر وبلاد ما بين النهرين وغيرهما من الحضارات القديمة -وهذا بديهي- إذ كان من السهل أن تنتشر هذه الأمثال وأن يجمعها هواة الحكمة.
ويبدو أنّ أكثر المواد في هذه الأمثال كانت في الأصل بمثابة نصائح أبوية موجّهة إلى الأبناء، خصوصا تلك التي احتوت تحذيرات من الزنى ونصائح خاصّة بالنجاح في العمل. ومع مرور الزمن أضيفت بعض المواد الأخرى لمخاطبة جمهور أوسع، ويمكننا أن نلاحظ وجود بعض الأمثال التي أضيفت إلى الكتاب وتتعلّق بأهمية الأمّ أو مواضيع أخرى تحظى بأهمية عند عامّة الناس.
ويهدف هذا الكتاب إلى تعليم الحكمة للإنسان. وكان القدامى يعتقدون أنّ الحكمة أقوال تدفع بالإنسان إلى الفلاح في حياته، وهي ليست أفكارا نظرية فحسب، إذ رأى القدامى أنّ صانع الجواهر الماهر يتّصف بالحكمة شأن الملك الذي يحكم شعبه بفطنته. إنّ حكمة على هذا المنوال جعلت الإنسان ناجحا مستمتعا بطول العمر، والأهمّ من ذلك أن يكون مؤمنا مستقيما. ويأتي في هذا الكتاب تصوير الحكمة بأنّها الكائن المميّز عند الله أو هي شبيهة بالمرأة التي تكرم ضيف أهلها أو زوجها في الثقافة البدوية العشائرية. ومن ناحية أخرى، شبّه الغباء بالمرأة الغانية، وفي ذلك تلميح للشباب بضرورة السعي إلى الحكمة الفاضلة، بدل الوقوع ضحية في شباك المرأة الغانية.
ورأى بعض المؤمنين أنّ تصوير الحكمة بامرأة حكيمة في كتاب الأمثال هو تلميح إلى شخص السيد المسيح، إذ ورد وصفه في الإنجيل الشريف ككلمة الله التي ألقاها إلى مريم العذراء فأصبحت إنسانا. ويعرض السيد المسيح على البشر الحق والنعيم إذا هم اتّبعوه، وهو ما نراه في دعوة الحكمة إلى الفلاح في الفصول من 1 إلى 9 في كتاب الأمثال. وفي كل الأحوال تعلّم هذه الأمثال أنّ مصدر الحكمة هو الله، وألاّ حكمة حقيقية إلاّ من لدنه تعالى.

Highlight

Share

Copy

None

Want to have your highlights saved across all your devices? Sign up or sign in

YouVersion uses cookies to personalize your experience. By using our website, you accept our use of cookies as described in our Privacy Policy