YouVersion Logo
Search Icon

قصّة النّبيّ موسى - الخروج ‮مدخل‬

مدخل
عاش النبي موسى (عليه السلام) بعد وفاة النبي يوسف بـ 250 سنة تقريبا. ويحظى النبي موسى بكثير من التبجيل والاحترام في الدّيانات الإبراهيمية الثلاث، بالإضافة إلى آخرين الذين يقدّرونه كقائد ومشرّع. ويأتي ذكره 502 مرّة في القرآن الكريم.
ولد النبي موسى عندما لم يعد بنو يعقوب مرحّبا بهم وقلّ الاحترام الذي كانوا يلاقونه في مصر زمن يوسف (عليه السلام)، بل رأى فيهم فرعون احتمال الخطر بسبب تزايد أعدادهم واحتمال انضمامهم إلى صفوف أعداء مصر. فأصدر فرعون مرسوما يأمر فيه بقتل حديثي الولادة من ذكور بني يعقوب، غير أن المؤرخ اليعقوبي لاحظ ما يلي: "وأوحى الله إلى أمّ موسى أن اعملي تابوتا ثم ضعيه فيه وأخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر. ففعلت ذلك وضربته الريح فطرحته إلى الساحل."
وجاء في التوراة أن ابنة فرعون وجدت الطفل وتبنّته ابنا لها. وعندما بلغ الرشد ظنّ أن إخوته من بني يعقوب سيدركون أن الله أرسله لإنقاذ قومه من العبودية، لكنّهم لم يدركوا ذلك. وحاول النبي موسى إنقاذ أحد أبناء شعبه من الأذى إلاّ أنّه قتل مصريا عن غير قصد، فاضطر إلى الفرار هاربا إلى بلاد مِديَن حيث أقام هناك 40 سنة واشتغل راعيا عند يثرون (ويظنّ البعض أنه شعيب المذكور في القرآن)، وتزوج ابنته صفورة.
وفي الصحراء، تجلّى الله لموسى وسط قبس من النّار في عليقة، ودعاه تعالى إلى العودة إلى مصر من أجل إنقاذ قومه، إلاّ أن النبي موسى اعترض قائلا أنه لا يستطيع التكلّم بفصاحة، فاختار الله أخاه هارون ناطقا نيابة عنه. وأجرى الله عشر آفات على يدي النبي موسي ليظهر أنّه ربّ العالمين وأنّ يده فوق كلّ الآلهة والأصنام التي عبدها المصريون. وفي النهاية أخرج النبي موسى بني يعقوب من مصر عابرين للبحر الأحمر. فأنقذهم الله وأهلك جيش فرعون كما جاء في سورة البقرة الآية 50.
ومن هناك قاد النبي موسى بني يعقوب إلى صحراء سيناء، وعند جبل سيناء أنزل الله إليهم الوصايا العشر، وغيرها من وصايا الشريعة، غير أنّهم جحدوا هداية الله لهم متعنّتين فجعلهم الله يتيهون في الصحراء أربعين سنة. وجاء في القرآن ذكر لهذا الحدث في سورة المائدة الآية 26. وفي نهاية هذه الفترة توفي النبي موسى في جبل نيبو في مرتفعات الضفة الشرقية لنهر الأردن فلم يدخل أرض الميعاد.
ويمكننا أن نرى من خلال قصة النبي موسى عناية الله بقوم ميثاقه، فالله تعالى قادر أن ينجيهم من الأذى، ونرى أيضا كيف أن الله يريد أن يكشف عن ذاته للعالمين حتى يتركوا عبادة الأصنام ليعبدوا الله الواحد الأحد الذي لا شريك له. ومن خلال إعطاء الشريعة أخذ الله عباده من مفاهيمهم الأخلاقية المحدودة إلى مفاهيم أخلاقية أرقى وأسمى. فوردت في الإنجيل الخطب الخمس الكبرى للسيد المسيح (الإنجيل، متّى الفصول 5 و 6 و 7 و 8؛ والفصل 10؛ والفصل 13؛ والفصل 18؛ والفصلين 24 و 25) التي تساوي أسفار النبي موسى الخمسة، وبتقديم هذه الخطب الخمس يلمّح الإنجيل إلى أنّ السيد المسيح يكون الرسول المنتظر الذي أشار إليه النبي موسى عندما قال إنّه سيأتي رسول مثله من شعبه (انظر سفر التثنية 18: 15)، وأنّ تعاليم السيد المسيح تحقّق مقاصد الله للتوراة.
وفي التوراة وهب الله البصير العليم لقوم موسى نظاما للقرابين والأضاحي في بيت الله كوسيلة للحصول على المغفرة حين أخطؤوا سهوا. ومع ذلك لم يكن بمقدور هذا النظام الذي يشرف عليه رجال الدين الأحبار أن يجعل العابدين مقبولين نهائيا، فكما جاء في الإنجيل: ((ومن الواضح أنّ هذه الأضاحي والقرابين لا يمكنها أن تطهّر ضمائر العابدين)) [الإنجيل، رسالة العبرانيين 9: 9].
لهذا السبب وعد الله بعد زمن النبي موسى على لسان نبيه إرميا أنّه سينقش شريعته على قلوب المؤمنين وهذا ما تحقّق في عصر السيد المسيح.

Highlight

Share

Copy

None

Want to have your highlights saved across all your devices? Sign up or sign in

YouVersion uses cookies to personalize your experience. By using our website, you accept our use of cookies as described in our Privacy Policy