يسوع يُهدئ عاصفة

العاصفة تضرب الجميع. لا أحد معفي من ذلك. إنه جزء من تجربتنا الإنسانية. النكسات الصحية المفاجئة، وانهيار العلاقات، والمشاكل الوظيفية ليست سوى عدد قليل من العواصف التي يُمكن أن تضربنا. في خضم هذه العواصف، يصعُب علينا ان نصلي، ويصعُب رؤية الخير يأتي من وراء تلك العاصفة ومن الصعب ان نجد السلام. ومع ذلك، فإن العواصف لديها طريقة لتعميق اعتمادنا واتكالنا على الله.

انظر معي إلى التلاميذ - العاصفة تضرب قاربهم الصغير وتكاد تقتلهم، عندما يوقظ التلاميذ يسوع ويسألوه سؤالًا يبدو بشكل مدهش وكأنه السؤال الذي قد نطرحه عندما نكون عالقين في عاصفة. عندما تشعر بالارتباك والخوف وأنك لست قادر علي تحمل كل ما تمر به، لابد ان سؤالك كمثل سؤالهم وبصوت عال تقول، "يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟"،وتكون استجابة الرب يسوع بالعمل فقط من خلال الاستيقاظ وانتهار الرياح والأمواج بكلمتين - اسْكُتْ! اِبْكَمْ!هدأت الرياح العاصفة والأمواج العنيفة على الفور. كان جمال هذه اللحظة في كيف اطاعت الطبيعة صانعها وخالقها. يوضح لنا سفر أيوب ويُسلط الضوء على مدى قوة وقدرة إلهنا وسيادته الفائقة على الطبيعة كلها. لا شيء خارج نطاق سيطرته، وهو يمارس سلطانه على كل ما هو مخلوق. أليس من المدهش أن تنحني الطبيعة لإرادة الله، لكننا، ونحن نمتلك موهبة الإرادة، لا نفعل ذلك؟ لقد رأينا الله يتدخل بمليون طريقة في أصعب أوقات حياتنا في الماضي، ومع ذلك عندما تضربنا عاصفة جديدة، نشعر بالانكسار التام. هذا هو الوقت الذي ربما يهمس فيه يسوع لنا موبخأ بحبه: "مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟".

فما مدى اتكالكواعتمادك على مخلصك؟ والان، يسوعليس نائمًا على متن القارب، فهو القائم والذي صعد إلي السموات، هو ذاته حافظك الذي لا يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ (مزمور ١٢١). بدلا من ذلك ، عينه علينا باستمرار ليلًا ونهارًا. إنه يدرك ويعلم بكل عاصفة تمر بها وستمر بها في المستقبل. لا داعي للخوف إذا بقيت واثقًا من أنه معك وسيحملك بأمان إلى الشاطئ.