إيماني في حياتي اليومية: دليل عملي للمراهقينعينة

اليوم نختتم رحلتنا بالتأمل في قوة الكلمات وأهمية التحكُّم في اللسان. سنتعلم كيف أنّ الكلمات يمكن أن تكون نارًا مدمرة أو بلسمًا شافيًا، وأن نختار كلماتنا بعناية.
ذات مساء، ساعدت "تيريزا" والدها في تنظيف باحة المنزل الخلفية. وبعد تجميع الأوراق والأغصان اليابسة، توسّلت أباها ليُشعلا نارًا لشي "المارشميلو". لكن الأب كان حازمًا وقال فيما توجه إلى المنزل: "لا نار اليوم. إن الطقس جاف والرياح ناشطة." فتمتمت تيريزا: "لستُ أفهم سبب قلقه، فالطقس ليس شديد الرياح." وقررت أن تشعل عود ثقاب وشاهدت النار تمتد إلى أصابعها فأطفأتها. وأشعلت عودًا آخر لترى إن كان بإمكانها أن تجعله يحترق أكثر. لكن الرياح هذه المرة أججت النار التي امتدت لتُحرق إصبعها، فأوقعت العود في كومة الأوراق والأعشاب اليابسة. وسرعان ما بدأت الكومة تطقطق بالنار. ركضت تيريزا إلى المنزل لتُحضر خرطوم المياه متأملة أن تُخمد النار قبل أن يصل والدها. لكنها ما إن عادت والخرطوم بيدها حتى رأت ألسنة تتطاير في الأرجاء وتمتد لتشتعل في أماكن أخرى. فصرخت إذ رأت شُهبًا قوية تتطاير باتجاه سطح المرأب. فهرعت الأم إلى النافذة وألقت نظرة واحدة وأسرعت للاتصال بفوج الإطفاء. لاحقًا في المساء، بعد أن خفت حدّة الحادثة، جلست تيريزا مع والديها في المطبخ، فقال الأب: "إنّني شاكر أنّه لم تقع أضرار جسيمة، لكن يجب أن توضّحي لي بعض الأمور يا تيريزا." فأخبرتهما ما الذي حصل، ثمّ قالت وهي تبكي: "لم أقصد أن أفعل ذلك. إنني آ-آ-آسفة!" فتنهد الأب وقال: "أنا أعلم هذا، لكنك تعلمين أنّه يجب علينا أن نعاقبك بسبب فعلتك هذه." فاعترضت تيريزا: "لكن يا أبي كان ذلك مجرد حادث!" أجاب الوالد: "نعم، لكنك تعلمين أنَّ اللعب بعود الثقاب غير مسموح لك. لو أطعتِ لما وقعت الحادثة. آمل أنّكِ تعلّمت درسًا مفيدًا يا عزيزتي."
إنّ الأمور الصغيرة مهمة للغاية، إذ يمكنها لاحقًا أن تُسبّب لنا ألما وحزنًا كبيرين، أليس كذلك يا شباب ويا بنات؟ لنتذكر الحريق الذي نشب في بيت تيريزا عندما جمعت الأوراق. لقد تسبب عود ثقاب صغير بفوضى كبيرة وكذلك يفعل لساننا. قد يكون إخماد هذا الحريق أكثر صعوبة من الأول. "فَاللِّسَانُ نَارٌ عَالَمُ الإِثْمِ. هَكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللَّسَانُ الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ." (يعقوب ٦:٣)
في نهاية هذه الرحلة، لنسأل أنفسنا: هل نتحكم حقًا في ألسنتنا؟ وهل نستخدم كلماتنا للخير والبناء، أم للشر والهدم؟ لنجعل هذه النهاية بداية جديدة نحو حياة أكثر حكمة وتقوى.
دعنا نصلي…
صلاة: يا رب، علمني أن أتحكم بلساني، وأن أختار كلماتي بعناية. ساعدني أن أستخدم لساني للخير لا للشر، وأن يكون كلامي مشجعًا وبانيًا للآخرين. اجعلني يا رب أدرك قوة الكلمات وأثرها في حياة الناس، باسم يسوع، آمين.
حقوق الطبع © محفوظة لدار منهل الحياة. لمزيد من الموارد، أو لشراء مجموعة "نمشي معًا" (4 أجزاء)، التي اقتبسنا منها هذه التأملات، بإمكانك أن تزور موقعنا على https://darmanhal.org/ أو Amazon:Dar Manha l al Hayat
عن هذه الخطة

دعونا ننطلق في رحلة قصيرة، لكن عميقة، عبر دروب الحياة اليومية. في هذه الأيام السبعة، سنتأمل في دروس مستوحاة من تجارب بسيطة وأحداث عادية، لنكتشف كيف يمكننا أن ننمو عمليًا في الإيمان لنحيا حياة أكثر صدقًا، وصحوًا، وامتنانًا، ورضا، وطاعة، وحكمة. لنفتح قلوبنا وعقولنا، ونسمح لكلمة الله أن تنير دروبنا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org/