إيماني في حياتي اليومية: دليل عملي للمراهقينعينة

اليوم، ندرك أنّ السعادة الحقيقية لا تكمن في المزيد، بل في الرضا بما لدينا. سنتعلم كيف أن الاكتفاء والرضا بما أعطانا الله يجلب لنا السلام والراحة.
اقتربت "ويتني" من أمها وقالت لها: "إنّ "كورتني" تأخذ قيلولة، فهل يمكنني أن أقود دراجتها الجديدة؟" فهزّت الأم رأسها علامة رفض وقالت: "أنتِ كبيرة جدًّا لتسَعَكِ يا حبيبتي." ثم رن الهاتف وأجابت ويتني. استمعت قليلا إلى صديقتها ثم وضعت يدها على السماعة والتفتت إلى أمّها وسألتها: "تريد "جايمي" أن تعرف هل بإمكاني أن أُرافقها إلى المركز التجاري. أتسمحين لي أرجوكِ؟" ثم نظرت إلى أمها منتظرةً الجواب. لم يُسمح لها من قبل الذهاب إلى المركز التجاري مع أصدقائها. سألت الأم: "أنتما الاثنتان فقط؟" فأومأت ويتني برأسها وقالت: "سوف تُقلنا والدتها في الذهاب والعودة." فأجابت أمّها: "أنا آسفةٌ يا عزيزتي، فأنت لست كبيرة كفاية للقيام بذلك." عبست ويتني فيما أغلقت السماعة، وتذمّرت قائلةً: "أنت تسمحين لهيلاري بالذهاب إلى المركز التجاري مع أصدقائها، أما أنا فلا يُسمح لي بذلك. أنا أصغر سنًا من أن أذهب إلى السوق التجاري، لكنني أكبر من أقود الدراجة ذات العجلات الثلاث. إنني عالقة في الوسط." ثم همت بالمغادرة. فقالت أمها بهدوء: "لا ترحلي يا ويتني، لقد حان موعد الغداء، أيمكنك أن تُعدّي لنا الشطائر؟" اتجهت ويتني إلى خزانة المطبخ، تناولت رغيف خبز من العلبة وخبطت مرطبان زبدة الفول السوداني بقوة على المنضدة. ثم فتحت الدرج بسرعة وتذمرت قائلةً: "أكره أن أكون في الوسط، إنني دائمًا إمّا كبيرة جدًا وإما صغيرة جدًّا." حدقت بها والدتها هنيهة ثمّ قالت: "ويتني، حضّري شطيرة خالية من الحشوة، رجاء." فأجابت ويتني: "إنَّ هذا الخبز لذيذ، لكنّ مذاقه يكون ألذ مع زبدة الفول السوداني والمربى." فردّت الأم: "صحيح، إنّ الحشوة تجعل مذاقه أفضل. لقد أعطاني الله هيلاري وكورتني كقطعتي خبز، وأعطاني إياك كالحشوة." اتكأت ويتني على المنضدة وفكرت بما قالته لها أمها. ثم غطت قطعة الخبز بزبدة الفول السوداني والمربى، وألقت قطعة الخبز الأخرى فوق المربى ووضعت الشطيرة في صحن. وانحنت أمها وعانقتها، فابتسمت ويتني وقالت: "حذار يا أمي، لا تسحقي حشوتك بقوة."
في نهاية هذا اليوم، نسأل أنفسنا: هل نحن قانعون بما لدينا؟ وهل نسعى للرضا الحقيقي الذي يأتي من الله، أم ننشغل بتمني المزيد؟ ليتنا نتعلّم أن نقول "فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ." (فيلبي ١١:٤)
دعنا نصلي…
صلاة: يا رب، علمني أن أكون قانعًا بما أعطيتني، وأن أرى الخير في كل ما تفعله لحياتي. ألهمني يا رب أن أُقدّر الأشياء التي أملكها في هذه الفترة من حياتي، وأن لا أقضي وقتي في تمنّي أمور أخرى. ساعدني أن أكون مكتفيًا بك. آمين.
عن هذه الخطة

دعونا ننطلق في رحلة قصيرة، لكن عميقة، عبر دروب الحياة اليومية. في هذه الأيام السبعة، سنتأمل في دروس مستوحاة من تجارب بسيطة وأحداث عادية، لنكتشف كيف يمكننا أن ننمو عمليًا في الإيمان لنحيا حياة أكثر صدقًا، وصحوًا، وامتنانًا، ورضا، وطاعة، وحكمة. لنفتح قلوبنا وعقولنا، ونسمح لكلمة الله أن تنير دروبنا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org/