إيماني في حياتي اليومية: دليل عملي للمراهقينعينة

إيماني في حياتي اليومية: دليل عملي للمراهقين

يوم 2 من إجمالي 7

الأمور الصغيرة قد تحمل في طياتها خطورة كبيرة، والخطايا الصغيرة التي نستهين بها قد تجرّنا إلى متاهات يصعب الخروج منها.

استلقت "آنا" و"سو" على الأرض في غرفة الجلوس وفتحتا الجريدة أمامهما. فقهقهت آنا وقالت: "من جهتي، تُخبرني الجريدة: هذا يوم جيّد للبدء بمغامرة جديدة." فسأل الأب: "ماذا تقرأن يا بنات؟" أجابت آنا: "إنّها الأبراج اليومية يا أبي." فعبس الأب وقال: "قد تُشكّل هذه المعتقدات الخطوة الأولى نحو الانخراط في أمور سيّئة. ولا يرضى الله بأن يتورّط شعبه في مثل هذه الأمور." فاعترضت سو قائلة: "آه يا أبي، إنه أمر بسيط، ونحن نقوم به على سبيل المرح." وقبل أن يُجيب الوالد مجدّدًا ، دخل "جون" إلى الغرفة وتبعه جروه "سكوتر"، وسأل: "أيُمكنني أن أتمرّن على استخدام صنارة الصيد الجديدة يا أبي؟ سأتمرن في ممرّ السيارات." أجاب الأب: "نعم يمكنك ذلك، لكن من الأفضل أن تنزع الشصّ من طرفها." في هذا الوقت، نهضت الفتاتان بهدوء وغادرتا الغرفة قبل أن يُكمل الأب حديثه معهما. كانت سو وأنا في المطبخ تتناولان وجبة خفيفةً عندما سمعتا سكوتر ينبح بشدّة: "آوووو!"، فركضتا إلى الخارج وكان جون يحمل الجرو المسكين بينما يُحاول الأب أن ينزع الشصّ من أذنه. وبعد أن تمكّن من ذلك، قال: "يا جون، لقد طلبت منك أن تنزع الشصّ من الخيط. لقد عانى سكوتر بسبب عصيانك." فقال جون فيما حمل الجرو: "سكوتر المسكين، أنا آسف جدًّا. إنّه شصّ صغير إنّما يؤلم بشدَّة، أليس كذلك؟" ثم عانق كلبه الذي أنَّ جراء الوجع وأكد قائلاً: "سأستمع إلى كلامك في المرة القادمة يا أبي، أَعِدُكَ." فقال الأب: "إنّ الأمور الصغيرة مهمة للغاية، إذ يمكنها لاحقًا أن تُسبّب لنا ألما وحزنًا كبيرين، أليس كذلك يا بنات ؟" ونظر الأب إلى ابنتيه بحدّة. أخذت آنا سكوتر من بين ذراعي جون وحملته وأضافت: "أنا أعلم ماذا تقصد يا أبي. إنّ قراءة الأبراج يمكن أن تكون بمثابة شصّ قد يُسبّب لنا المتاعب في ما بعد." والتفتت إلى أختها وقالت لها: "لن نقرأها بعد الآن، صحيح يا سو؟" فأومأت سو برأسها ومدت بدورها ذراعيها لتحمل سكوتر وتعانقه.

أتقرأ الأبراج في الجريدة؟ قد يبدو أمرًا بسيطًا غير مؤذ لكن الله يكره كل أنواع قراءة الطالع والتبصير. لا تدع أيّ "شصّ" عصيان مهما كان صغيرًا، يُمسك بك، إذ قد ينجم عنه حزن شديد. "لأنَّ كُل مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مَكْرُوهُ عِنْدَ الرَّبِّ" (تثنية ١٨: ١٢).

بعد أن تعلمنا اليوم عن خطورة الاستهانة بالصغائر، نتساءل: هل ننتبه حقًا للأمور الصغيرة في حياتنا؟ وهل نحذر من الخطايا التي تبدو غير مؤذية؟

دعنا نصلي…

صلاة: يا رب، علمني أن أكون حذرًا في كل ما أفعله، وأن أنتبه إلى التفاصيل الصغيرة. ساعدني أن أتجنب الخطايا التي تبدو غير مهمّة، وأن أعيش حياة ترضيك. قُدني يا رب لأنتبه لخطاياي، ولا أستهن بها وأطلب منك المغفرة والمعونة لتجنبها. آمين.

عن هذه الخطة

إيماني في حياتي اليومية: دليل عملي للمراهقين

دعونا ننطلق في رحلة قصيرة، لكن عميقة، عبر دروب الحياة اليومية. في هذه الأيام السبعة، سنتأمل في دروس مستوحاة من تجارب بسيطة وأحداث عادية، لنكتشف كيف يمكننا أن ننمو عمليًا في الإيمان لنحيا حياة أكثر صدقًا، وصحوًا، وامتنانًا، ورضا، وطاعة، وحكمة. لنفتح قلوبنا وعقولنا، ونسمح لكلمة الله أن تنير دروبنا.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org/