إيماني في حياتي اليومية: دليل عملي للمراهقينعينة

اليوم، نكتشف كيف يمكننا أن نحوّل الألم والتجارب الصعبة إلى شيء ذي قيمة. فالله يستخدم المصاعب لتشكيلنا وتقويتنا، وبامكاننا أن نطلب منه القوة والحكمة في التعامل معها.
قالت "جودي" بمرارة: "إنني أكره هذه المدرسة. لا يُحبّني التلاميذ ويُضايقني الأساتذة، وتختلف طريقة العمل كلّيًا عن تلك التي كنا نتبعها في مدرستي السابقة. لماذا يجب أن تكون الحياة قاسية إلى هذه الدرجة؟" ثم رمت بنفسها بضجر في كرسي والدها حيث كان ملقى كتاب أخيها "داني" عن الحيوانات، فبدأت تتصفّحه بكسل وكان أبوها يراقبها بصمت، وكان على وشك أن ينطق حين أشارت جودي إلى صورة في الكتاب، وقالت: "هذا محار نستخرج منه اللآلئ." وابتسمت وتابعت: "إنّ اللآلئ جميلة جدًا، أتمنّى لو أتعلم كيف أصنعها مثلما يفعل المحار." فسأل الأب: "أتعلمين كيف يصنعها المحار؟" أجابت: "طبعًا، لقد درسناه في المدرسة. إنّ صَدَفة المحار قوية وقاسية من الخارج لكنها ناعمة ومنتفخة من الداخل. وأحيانًا تدخل حبّة رمل أو ما يُشبهها إلى داخل الصدفة، مما يُسبّب ألما وانزعاجًا." فقال الأب: "هذا صحيح، وماذا يحصل بعد ذلك؟" أجابت: "يفرز ذاك المحار سائلاً على حبّة الرمل ويظلّ يغمرها بطبقة تلو أخرى، إلى أن يصبح السائل صلبًا، واحزر على ماذا نحصل في النهاية؟" قال الأب: "على لؤلؤة."
أومأت جودي برأسها، ثمّ علق الأب: "يبدأ الأمر مؤلمًا ومزعجًا، ثم يتكوّن ليصبح ثميناً وجميلاً. ويمكن أن يحدث هذا في حياتنا أيضًا يا عزيزتي." فرفعت جودي حاجبيها وقالت: "أود أن أصنع لآلئ يا أبي، لكنني لستُ محارًا!" ضحك الأب وقال: "كلا لستِ محارًا ! لكن عندما تتسلّل المعاناة والألم والبغض إلى حياتك مثل حبات الرمل المزعجة، لن تتمكني دائمًا من التخلص منها. لكن إذا قبلتها من دون الشعور بالمرارة، وطلبت من الله أن يمنحك القوة والحكمة للتعلم منها، يمكنك أن تصنعي لآلئ من نوع آخر." فسألت جودي بفضول: "ماذا تعني؟ أي نوع من اللآلئ أستطيع أن أصنع؟" أجاب الأب: "لآلئ" صبر واحتمال وثقة وإيمان ورجاء. إنّها أثمن من لآلئ المحار."
كيف تواجه المصاعب ؟ هل تغضب أو تشعر بالمرارة، أو تطلب من الله أن يمنحك قوّته وحكمته لكي تتعلّم استخدام المعاناة والتجارب لصنع لآلئ جميلة في حياتك، لآلئ صبر واحتمال وثقة وإيمان ورجاء؟ هل نرى في التجارب الصعبة فرصة للنمو الروحي؟ بإمكاننا أن نطلب من الله القوة والحكمة لتحويل التجارب في حياتنا إلى لآلئ ثمينة.
دعنا نصلي…
صلاة: يا رب، ساعدني أن أرى في كل تجربة صعبة فرصة للنمو الروحي. علّمني كيف أطلب منك القوة والحكمة للتعامل مع الألم والمصاعب، وأن أحوّلها إلى لآلئ ثمينة تضيء حياتي وتشهد لاسمك القدوس. آمين.
عن هذه الخطة

دعونا ننطلق في رحلة قصيرة، لكن عميقة، عبر دروب الحياة اليومية. في هذه الأيام السبعة، سنتأمل في دروس مستوحاة من تجارب بسيطة وأحداث عادية، لنكتشف كيف يمكننا أن ننمو عمليًا في الإيمان لنحيا حياة أكثر صدقًا، وصحوًا، وامتنانًا، ورضا، وطاعة، وحكمة. لنفتح قلوبنا وعقولنا، ونسمح لكلمة الله أن تنير دروبنا.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://darmanhal.org/