الكتاب المقدس في عام واحد 2020 مع"نيكي غامبل"عينة

تحذيرات

هذه الأيام، من الناحية العملية ستجد أن كل شيء تشتريه يبدو إنه يحمل نوعا من التحذير عليه. بعض هذه التحذيرات قد تبدو سخيفة نوعا. مثلا:

فول سوداني سنزباري: "تحذير – يحتوي على فول سوداني"

منوم نيتول نايتايم: "تحذير – قد يسبب النعاس"

على مثقاب داي المنزلي: "ليس مصمما ليستعمل كمثقاب للاسنان"

ولأن كثير جدا من التحذيرات تبدو سخيفة نوعا، تصبح مصدر خطورة لأننا سنعتاد تجاهلها. ولكن ليس كل التحذيرات سخيفة بشدة.

كان يوم 13 مارس 1991 يوما مليئا بالضباب مما أدى إلى واحد من أسوأ حوادث الطرق في بريطانيا. مات عشرة أشخاص وإصابة خمس وعشرين آخرين بجروح في كارثة على الطريق السريع M4. وسط هذه الحادثة تم توجيه التحية لشخص باعتباره بطلا. تسلق ألان بيتمان سيارته التالفة خارجا منها وجرى بطول الجزيرة الوسطى في الطريق في محاولة منه لتحذير المركبات القادمة حتى لا يصطدموا بالحطام الواقع أمامهم. لم يقدر كل الناس تحذيراته. بعض السائقين أطلقوا نفيرهم واستمروا يقودون سياراتهم نحو موقع الاصطدام.

لم تكن تحذيرات ألان للسائقين الآخرين بطولية فحسب؛ لقد كانت أيضا عمل محبة منه. حذر يسوع نفسه من المخاطر المستقبلية (أنظر مثلا مت13:7، 19، 26-27). عرف يسوع إنه على المدى الطويل تظهر المحبة أكثر للناس بإخبارهم بالحق.

الله يحبك. وهو لا يريدك أن ينال منك الضرر. توجد تحذيرات كثيرة في الكتاب المقدس وكلها تنبع من محبة الله لك.

أمثالٌ 26:‏23-‏27:‏4

1 – تحذيرات بخصوص الطبيعة البشرية

إنه تقريبا مبدأ غير قابل للتغيير في الحياة وهو أن ما تزرعه الآن، سوف تحصده فيما بعد. جزء كبير من تعليم هذا المقطع من سفر الأمثال يُجمل بهذه الآية: "مَنْ يَحْفِرُ حُفْرَةً يَسْقُطُ فِيهَا، وَمَنْ يُدَحْرِجُ حَجَرًا يَرْجعُ عَلَيْهِ" (27:26). بتعبير آخر، أنت تحصد ما تزرعه.

يحذر الكاتب من الخبث: "للخبث نتائج عكسية؛ والحقد مثل البومرانج (يعود إليك)" (ع27، الرسالة). مهما كانت كثرة محاولاتنا لنخفي رغبتنا في إيذاء الآخرين، فستُفضح في النهاية؛ وسنحصد النتائج.

بعد هذا، يحذر من "اللسان الكاذب" (ع28). نحتاج أن نكون حذرين جدا حتى نتكلم فقط بالحق بشأن الآخرين. من المغري أحيانا أن نحكي قصصا مبالغ فيها بشأن خصومنا. ولكن الكاتب يحذر، "اَللِّسَانُ الْكَاذِبُ يُبْغِضُ مُنْسَحِقِيهِ" (ع28).

ويتابع محذرا من الانتفاخ والتفاخر (1:27). ينبغي ألا نتفاخر بشأن ما سوف نحققه، لأننا لا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل. لا مشكلة من أن ننال المدح من الآخرين لكن ينبغي ألا يأتي هذا المدح من شفاهنا (ع2).

ثم، يحذر من استفزاز الآخرين: "اَلْحَجَرُ ثَقِيلٌ وَالرَّمْلُ ثَقِيلٌ، وَغَضَبُ الْجَاهِلِ أَثْقَلُ مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا" (ع3).

أخيرا، في هذه الفقرة، يحذر من الغيرة والحسد، والتي وصفها شكسبير بأنها "الوحش ذي العيون الخضراء"، حيث إنها أكثر قوة وخطورة حتى من الغضب والثورة (ع4): "الغضب يهاجمنا والغيظ يغمرنا ولكن من يمكنه أن ينجو من الغيرة؟" (ع4، الرسالة).

يا رب، أحرس قلبي. أغفر لي خطاياي كما أغفر لمن يخطئون في حقي. لا تدخلني في تجربة لكن نجني من الشر.

العِبرانيّينَ 5:‏11-‏6:‏12

2 – تحذيرات بشأن عدم النضوج

رغبة الله لك هي أن "تنمو في المسيح" (ع11، الرسالة) حتى تصبح تابعا ليسوع ذا صحة جيدة وقوي وناضج روحيا.

يتطلب النضوج توجها يميل للاستماع. أما المسيحيين الموجه إليهم الكلام هنا "فقد صارت لديهم عادة عدم الاستماع السيئة" (ع11، الرسالة). يتحدث الله إلينا باستمرار (مت4:4). نحتاج أن ننمي لدينا عادة الاستماع الدائم له – بينما يتكلم إلينا في الأساس من خلال الكتاب المقدس.

يحذر كاتب العبرانيين قراءه من عدم النضج الروحي. فقد "كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ" (12:5). وهذا لا يعني مجموعة متخصصة. فقد كان متوقعا من أي شخص راسخ في الإيمان ومتعلم فيه ان يعلم الآخرين (1بط15:3). واحدة من أفضل الطرق حتى تبدأ تنمو في إيمانك هو أن تمرره إلى الآخرين. وهذا هو السبب في أننا غالبا ما ندعو من تقابلوا مع يسوع في ألفا حتى يرجعوا ويساعدوا في الدراسة التالي.لفاألفا

وهو يريدهم أن ينتقلوا من اللبن إلى الطعام الصلب. التعليم هو جزء من عملية النضوج المسيحي. وهو يشجعهم حتى ينتقلوا من التعليم الابتدائي البسيط عن المسيح مثل: التوبة والإيمان والمعمودية ووضع الأيدي والقيامة والدينونة (عب1:6-2).

تعد هذه قائمة مذهلة عما يعتبره الكاتب من الأساسيات، كما تعد تحديا لنا كلنا نحن الذين نعلم في الكنيسة. نحتاج أن نتأكد إننا ندرب حقا كل الناس في هذه الأمور، ثم نحركهم لينتقلوا إلى "الطعام الصلب" (14:5). أنت تطعم نفسك، مثلا، من خلال الكتاب المقدس، قراءة كتب تلهمك والاستماع إلى التعليم الجيد.

إنه يقول، "وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ" (ع14). بتعبير ىخر، يأتي النضج بالممارسة – أي تطبيق كلام الله على حياتنا. كما اعتاد جون ويمبر أن يقول: "اللحم موجود في الشارع". ليس المقصود بالنضوج المعرفة المختزنة في الدماغ. إنك تتعلم بينما تحيا إيمانك. تتعلم التمييز "في الشارع"، وهذا يمكّنك من الحصول على "اللحم" (المقصود بالشارع الممارسة العملية والاحتكاك – المترجم).

ثم يحذرهم من مخاطر التخلي عن إيمانهم أو إنكاره (4:6- 8). هذه فقرة صعبة جدا، لأنها تبدو لدى النظرة الأولى إنها توحي بأنه يمكن للمسيحي أن يسقط ويرتد، وبأنه توجد مجموعة من الناس يستحيل عليهم التوبة. وهذان أمران يوضح باقي العهد الجديد إنهما غير ممكنين (أنظر بالذات رو5-8).

هدفه الرئيسي هنا هو أن يشجع على المثابرة. توضح حدة هذه التحذيرات (عب4:6 -8) مدى أهميتها.

لكن، الكاتب لم يستطرد في النقطة الخاصة بالارتداد لأنه واثق من إنهم لن يفعلوا هذا – "أنا واثق من أن هذا لن يحدث لكم، يا أصدقائي" (ع9، الرسالة).

ثم يهنئهم على الثمر الذي يظهرونه في حياتهم. فأعمال محبتهم مقدرة بالفعل لدى الله كما لو كانت قد عُملت له هو شخصيا (ع10). وسوف يكافئهم.

لقد بدأوا بشكل حسن وهو الآن يشجعهم حتى ينهوا بشكل حسن أيضا – "أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هذَا الاجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ" (ع11).

عامة في الحياة من الأسهل بكثير أن نبدأ أي شيء من أن ننهيه.

ععندما تخبو الحماسة الأولى، تتطلب المتابعة عملا شاقا وصبرا وشجاعة. يأتي النجاح والإثمار والمكافأة لمن "يكملون الطريق بإيمان والتزام ثم ينالون كل ما وُعدوا به" (ع12، الرسالة).

يا رب، ساعدني حتى أنمو لأصل إلى النضج الروحي. ساعدني حتى أتشبه بمن يرثون بالإيمان والصبر ما وُعدوا به (ع12).

حِزقيال 4:‏1-‏6:‏14

3 – تحذيرات بشأن الدينونة

من البداية، واضح أن تحذير الناس ليس بالوظيفة السهلة أبدا! تتعلق هذه الفقرة كلها بالله وهو يحذر شعبه بشأن ما سيحدث لهم. علاوة على هذا، فإن ما سيحدث لإسرائيل قُصد به أن يكون "تحذيرا ... للأمم" (15:5).

طُلب من حزقيال أن يستخدم وسائل مساعدة بصرية مرئية حتى يبين خطورة الخطية وليؤكد على التحذير من الدينونة المحتومة التي ستقع إن لم يتب الشعب.

لابد وأن حزقيال بدا غريب الأطوار تماما. فلابد وأن بدا الاستلقاء على جانبه لمدة إجمالية تبلغ 430 يوما (5:4- 6) أمرا غريبا نوعا – ولكنها كانت وسيلة مساعدة بصرية قوية. (ربما كانت هذه هي الحال دائما أن الناس يميلون لتذكر ما يرونه أكثر مما يسمعونه). كانت الدينونة آتية لأن شعب الله (لم يعمل ولا حتى بحسب معايير الأمم التي حولهم) (7:5).

لا يصدر الله أبدا تهديدات فارغة: "لَمْ أَقُلْ بَاطِلاً إِنِّي أَفْعَلُ بِهِمْ هذَا الشَّرَّ" (10:6). دائما تحذيرات الله هي أعمال محبة. إنه يرغب في توبة الشعب كله "وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي4:2).

اليوم، نقلق جدا حيال إصدار أصوات سلبية أو بها دينونة لوجود خطورة أن نكون غير محبين بأن لا تكون لدينا الجرأة الكافية في تحذير الناس من المخاطر الموجودة أمامهم.

لقد كانت محبة الله وشعب الله هي التي جعلت حزقيال يقوم بهذه التوضحيات المرئية التحذيرية الخاصة بدينونة الله القادمة. فقد قيل لحزقيال أن "يحمل خطية" الشعب (حز4:4-6). كانت هذه الوسيلة الإيضاحية المرئية أيضا علامة على ما سيكون. فعل يسوع ما استطاع حزقيال فقط أن يكون ظلا له. حمل يسوع خطاياك على الصليب بالفعل (1بط24:2). وأخذ دينونة الله على نفسه ومكّنك أنت وأنا من أن ننال كل وعود البركة الرائعة لمن هم في المسيح.

لقد غيرت حياة وموت وقيامة يسوع كل شيء، ولكن التحذيرات الموجهة لنا لا زالت حقيقية وخطيرة. حقا، تجعل هذه التحذيرات من حقيقة الخلاص والبركات الكثيرة المتاحة في المسيح كلها أكثر روعة. الإنجيل هو الأخبار العظيمة.

يا رب، امنحني الحكمة في كيفية توصيل الأخبار السارة المختصة بيسوع بحساسية وأمانة. امنحني الشجاعة حتى أعلن كل مشورة الله.

Pippa Adds

بيبا تضيف

حز1:4-14

يا لحزقيال المسكين! يبدو أمرا فظيعا الاستلقاء على جانب واحد لمدة 390 يوما والأكل من طعام مطهو على الروث. لا اعتقد أن الله طلب مني أن أفعل أي شيء كهذا. حمدا لله، ليس علينا جميعا أن نكون غريبي الأطوار.

References

Will Pavia, ‘Warning: department of labelling may contain nuts’, Times Online, January 6, 2006.

William Shakespeare, Othello, Act III, scene iii

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.