الكتاب المقدس في عام واحد 2020 مع"نيكي غامبل"عينة

اجعل قلبك لينا وقدميك صلبتين

أخذت طالبة بكلية موسيقية تبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما أرخص سفينة أمكنها أن تجدها، وبالتالي توقفت عند أكبر عدد من الدول، وصلت لتعرف أين تنزل منها. وصلت إلى هونج كونج في عام 1966 ووصلت إلى مكان يدعى "المدينة المسورة". وقد كانت منطقة صغيرة، كثيفة السكان، فوضوية بلا قانون ولا تسيطر عليها لا الصين ولا هونج كونج. فكانت حيا فقيرا مرتعا لمدمني المخدرات وللعصابات والعاهرات. كتبت تقول:

أحببت هذا المكان المظلم. كرهت ما كان يحدث فيه لكنني لم أرد أن أكون في أي مكان آخر. لقد كان الأمر تقريبا كما لو كان باستطاعتي أن أرى مدينة أخرى مكان الحالية وأن تلك المدينة كانت متلألئة بالنور. كان هذا حلمي. لم يكن فيها مزيد من الصراخ، ولا مزيد من الموت أو الألم. المرضى يُشفون والمدمنون يتحررون والجوعى يشبعون. حيث توجد عائلات للأيتام، ومنازل للمشردين، وكرامة جديدة لمن عاشوا حياتهم في عار وخجل. لم تكن عندي أدنى فكرة عن كيفية تحقيق هذا ولكنني تخيلت "بغيرة حالمة" تقديم شعب المدينة المسورة للواحد الذي يمكنه تغييرها كلها: يسوع".

أمضت جاكي بولنجر تقريبا نصف قرن تعمل مع العاهرات والمدمنين عل الهيروين وأعضاء العصابات. أتذكر جيدا جدا حديثا أدلت به منذ عدة سنوات. بدأت بقولها، "الله يريدنا أن تكون لدينا قلوب لينة وأقدام صلبة. المشكلة مع الكثيرين منا هي أن لدينا قلوب صلبة وأقدام لينة".

تعد جاكي نموذجا متوهجا لهذا التوجه، إذ مضت بلا نوم ولا طعام ولا راحة، لتخدم الآخرين. يريدنا الله أن تكون لدينا قلوب لينة – قلوب محبة وعطوفة. لكن إن كنا سنصنع أي فرق في العالم، فسيحتاج هذا  أقدام صلبة بينما نسافر في طرق صعبة ونواجه التحديات.

أمثالٌ 17:‏5-‏14

محبة الآخرين

إن كان لديك قلب ليّنه الله، فستبين المحبة من نحو الآخرين لا محالة. ينبغي أن يكون هدفنا أن نعيش حياة "تعزز المحبة" (ع9، تفسيرية".

• أحبب الفقير والمسكين

يعكس موقفك من الفقير والمسكين موقفك من الله: "الْمُسْتَهْزِئُ بِالْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ" (ع5). بصفتنا شعب الله فنحن مدعوين لأن نصادق ونخدم الفقير.

• أحبب عائلتك

وضع الله المثالي بالنسبة لك هو أن تتمتع بعلاقات وثيقة ومحبة مع الأبوين والأجداد والأولاد: "تَاجُ الشُّيُوخِ بَنُو الْبَنِينَ، وَفَخْرُ الْبَنِينَ آبَاؤُهُمْ" (ع6).

• أحبب أصدقاءك

تعد المحبة بين الأصدقاء المقربين أمرا قيما جدا. صداقاتك. وهذا يعني عدم التسرع في الإهانة أو في حمل الضغينة من نحوهم: "مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبِ الْمَحَبَّةَ، وَمَنْ يُكَرِّرْ أَمْرًا يُفَرِّقْ بَيْنَ الأَصْدِقَاءِ" (ع9).

• أحبب من ينتقدونك

أوصانا يسوع، "أحبوا أعداءكم" (مت44:5). القلب اللين مستعد لتحمل النقد، سواء أتى من الأصدقاء أو حتى من "الأعداء". "اَلانْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي الْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي الْجَاهِلِ" (ع10).

• قصارى جهدك لتجنب المجادلات: "اِبْتِدَاءُ الْخِصَامِ إِطْلاَقُ الْمَاءِ، فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ الْمُخَاصَمَةُ (المجادلة) اتْرُكْهَا" (ع14).

يا رب، ساعدني حتى أحب بهذه الصورة. ساعدني حتى أحرس علاقاتي في العائلة ومع أصدقائي ومع من ينتقدونني. ساعدني حتى أحب المساكين وأصنع فرقا حقيقيا في حياتهم.

روميَةَ 2:‏17-‏3:‏8

أحبب من أجل الله

لا يهم ما يحدث في الخارج ما لم يكن لدينا "قلب لين". هنا، ينظر بولس إلى أهمية القلب. فيشرح إنه كان مقدرا لليهود، شعب الله المختار، أن يسيروا في علاقة مع الله. لذلك أعطي لهم الناموس. لقد عرفوا مشيئة الله (17:2- 18). لقد كان مقدرا لهم أن يكونوا "وَتَثِقُ أَنَّكَ قَائِدٌ لِلْعُمْيَانِ، وَنُورٌ لِلَّذِينَ فِي الظُّلْمَةِ، وَمُهَذِّبٌ لِلأَغْبِيَاءِ، وَمُعَلِّمٌ لِلأَطْفَالِ" (ع19-20).

كان الختان بالجسد هو العلامة الخارجية والمرئية التي قصد منها أن تعكس التوجه الداخلي وغير المرئي للقلب. يجادل بولس بأنهم للأسف (مثلنا جميعا) فشلوا في حفظ ناموس الله (ع21-27).

ثم يركز بولس على ما يهمنا فعلا: "بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ" (ع29).

ما يهم الله هو القلب. كل شخص ممن يحيا الروح القدس في قلوبهم نال نفس ميراث اليهود في العهد القديم. وهذا ينطبق على كل مسيحي حقيقي.

هل يعني هذا إنه لا قيمة لما تم منحه لليهود؟ كلا. بل يشير إلى إنه توجد مزايا عظيمة لكون المرء يهوديا. مثلا، "أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ" (2:3). يا له من امتياز رائع! لكنك الآن ليس لديك فقط كلمات الله في الكتاب المقدس كما كان لديهم، بل لديك أيضا كلمات يسوع وكل بقية العهد الجديد. لديك حقا امتيازات أعظم.

لاحقا في الرسالة إلى أهل رومية سوف يتوسع في هذا الموضوع بالتفصيل (رو9-11). في الوقت الحالي، انحرف عن الموضوع ليناقش الحجة التي رفعها خصومه في وجهه (3:3- 8). فيشدد من جديد على أمانة الله. حتى عندما نكون غير أمناء، يبقى الله أمينا من نحونا. سيكون من السخيف أن نستغل هذا بأن نفعل الشر. بل ينبغي أن تشجعنا أمانة الله على أن نكون أمناء من نحوه.

يا رب، املأ قلبي اليوم بروحك، وبالمحبة والشفقة على كل شخص أقابله. أشكرك لأنك ائتمنتنا على كل كلام الله. ساعدني لكي أكون أمينا من نحوك اليوم.

عاموس 1:‏1-‏2:‏16

أقدام صلبة متماسكة

ينبغي أن يقود القلب اللين إلى أقدام صلبة متماسكة، مع وجود شعب الله جاهزا ليعمل نيابة عن المساكين والضعفاء، ليحاربوا ضد الظلم وليقفوا لأجل المظلومين.

كان هذا زمن (760-750 ق.م.) رخاء عظيم بالنسبة لإسرائيل ويهوذا. لكن الازدهار المادي ليس دائما علامة على بركة الله. في هذا الوقت، نتج عن هذا الرخاء شعور بالرضا وفساد وانعدام للأخلاق وظلم رهيب.

كان عاموس نبيا. لم يكن كاهنا أو خادما مرتسما. لقد كان رجلا علمانيا – راعي خراف، ولم تؤثر فيه حالة الرخاء ولا السلطة ولا المكانة. لقد كان مدافعا عن المساكين المدوسين بالأقدام ومتهما للأغنياء أصحاب الامتيازات الذين كانوا يستخدمون اسم الله ليشرعوا الظلم والطغيان.

مثل الرسول بولس، أعلن عاموس دينونة الله ضد كل من المتدينين وغير المتدينين.

وقد بدأ بغير المتدينين الذين "الخطية بدون الناموس". اقترف جيران إسرائيل خطايا مريعة. وأُدينوا بسبب قساوتهم المفرطة وتعذيبهم الفظيع (3:1)، وبسبب العبودية وتجارة العبيد (ع6)، وبسبب "لأَنَّهُ تَبعَ بِالسَّيْفِ أَخَاهُ، وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ" (ع11)، "ولأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ" (ع13) ولانتهاك حرمة الموتى (1:2). يتحدث عاموس عن غضب الله من مثل هذه الخطايا الفظيعة (3:1، 6، 9، 11، 13).

يجادل كل من عاموس وبولس (رو18:1-20) بشأن "الناموس الطبيعي (الضمير)". حتى ولو لم يكن لديهم ناموس الله المكتوب، يوجد "ناموس طبيعي" – "مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ" (رو15:2). إنهم يعلمون أن هناك أمورا معينة خطأ. كان هذا في الواقع هو المبدأ الذي أدين على أساسه قادة النازيين أثناء محاكمات نورمبرج بعد الحرب العالمية الثانية.

مضى عاموس، مثل بولس (رو12:2)، يقول أن شعب الله الذين كان لديهم الناموس المكتوب سيدانون بمعيار أشد صرامة. يتحول عاموس من دينونة الأمم إلى دينونة يهوذا وإسرائيل "لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ" (عا4:2).

رغم أن الله عمل لأجلهم: "كنت في صفكم دائما" (ع9، الرسالة)، إلا إنهم فشلوا في حفظ شرائعه. الأمر الذي يهم الله بالذات هو موقفهم من الفقير والمحتاج. لقد صارت قلوبهم صلبة جامدة. "الناس عبارة عن أشياء بالنسبة لهم – سبل لجمع المال. لقد باعوا الفقير من أجل زوج أحذية. لديهم استعداد لبيع جداتهم! إنهم يطحنون المفلسين في التراب، ويدفعون البائس إلى الحفرة" (ع6-7، الرسالة). كما إنهم مذنبين أيضا بالاتجار في العبيد وبالخطايا الجنسية (ع7).

بينما يجري كل هذا، "وَيَتَمَدَّدُونَ عَلَى ثِيَابٍ مَرْهُونَةٍ بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الْمُغَرَّمِينَ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ" (ع8).

لم تكن خطايا شعب الله رهيبة كخطايا غير المتدينين. لكن دينونتهم كانت بنفس الشدة (ع13، 16) لأن الله كان قد باركهم بغنى كبير (ع10-11). ينبغي ألا نهنئ أنفسنا أن خطايانا أقل من خطايا الآخرين. ربما تكون خطايانا أقل وضوحا، لكنها قد تكون بنفس القدر في نظر الله مثل خطايا الآخرين. اشكر الله من أجل الغفران والنعمة التي ننالها من خلال يسوع.

يا رب، أعطنا قلوبا لينة تتعاطف وتقدم محبة في مواقف الفقر المدقع والظلم الموجود في عالمنا – وأقدام صلبة ثابتة وشجاعة لنخرج ونقوم بشيء بشأن هذا.

Pippa Adds

أم6:17

"فَخْرُ الْبَنِينَ آبَاؤُهُمْ". لا يمكننا إلا أن نأمل هذا!

أم14:17

"اِبْتِدَاءُ الْخِصَامِ إِطْلاَقُ الْمَاءِ، فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ الْمُخَاصَمَةُ اتْرُكْهَا".

تجربة تواجهنا عندما نتشاجر أن نرغب في أن تكون كلمتنا هي الكلمة الأخيرة والفاصلة. يمكن أن يتطور عدم الاتفاق بين الناس بسهولة. يقول هذا المثل: دعك من الأمر، لا يهمك، بل أمض قدما.

References

Jackie Pullinger, Crack in the Wall, (Hodder & Stoughton, 1993) pp.15–16

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.