سفر يشوععينة

اليوم 06: الامتلاك الانتصاري: يشوع 11-12

انتقلَ الكاتبُ إلى انتصاراتِ إسرائيلَ على تحالفٍ شماليّ. يشبهُ نمطُ هذا الجزءِ نمطَ انتصاراتِ يشوعَ في الجنوبِ، لكنَّ سجلَّ الأحداثِ أكثرُ إيجازًا. ففي العددِ 1-11، صنعَ ملكُ حاصورَ تحالفًا ضدَّ إسرائيلَ. نقرأُ في 11: 4 أن هذا التحالفَ كانَ "شَعْبًا غَفِيرًا كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ." لكن حقَّقَ اللهُ النصرةَ لإسرائيلَ على هذا التحالفِ الشمالي أيضًا. وفي 11: 12-15، نجدُ موجزًا للانتصارِ الحاسمِ ليشوعَ على كلِ أنحاءِ المنطقةِ الشماليةِ.

في 11: 16 – 12: 24، هذه المقدِّمةُ من خلالِ تقديمِ نظرةٍ عامةٍ ثنائيةٍ على انتصاراتِ إسرائيلَ. بدايةً، يشيرُ 11: 16-23 إلى جميعِ الانتصاراتِ التي تحقَّقت في غربِ الأردنِّ جنوبًا وشمالاً. يشدِّدُ هذا التقريرُ على تدميرِ يشوعَ لكلِّ ما قد أمرَ اللهُ بتدميرِه. ويُختمُ في العددِ 23 بهذه الكلماتِ: "وَٱسْتَرَاحَتِ ٱلْأَرْضُ مِنَ ٱلْحَرْبِ." بعد هذا، في 12: 1-24، ختمَ الكاتبُ هذا القسمَ من السفرِ بقائمةٍ من الملوكِ والأراضي التي انتصرَ عليها شعبُ إسرائيلَ، سواءٌ في عبرِ الأردنِّ أو غربَ الأردن.

يظهرُ أيضًا موضوعُ قوةِ اللهِ فوق الطبيعيةِ في الانتصاراتِ الشماليةِ لإسرائيلَ. على سبيلِ المثالِ، أكّدَ اللهُ ليشوعَ 11: 6 قائلاً: "أَدْفَعُهُمْ جَمِيعًا قَتْلَى أَمَامَ إِسْرَائِيلَ." ثم في النظرةِ العامةِ الأخيرةِ على الانتصاراتِ على التحالفينِ، نقرأُ في 11: 20 "لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ هُوَ الَّذِي قَسَّى قُلُوبَهُمْ" (ترجمة كتاب الحياة) حتى يُهزَمُ أعداءَ إسرائيلَ.

عبْرَ التاريخِ، كثيرًا ما تطرّفَ أتباعُ المسيحِ بحسنِ نيةٍ في تناولِهم لهذا الجزءِ من سفرِ يشوعَ. فالبعضُ ببساطةٍ رفضَه باعتبارِه جزءًا من إيمانِ العهدِ القديمِ لا يمُتُّ لنا بصلةٍ. بينما استخدمه آخرون لتبريرِ حملِ السلاحِ في سبيلِ المسيحِ. لكن عندما نأخذُ بعينِ الاعتبار ما يعلِّمهُ العهدُ الجديدُ عن تتميمِ المسيحِ لموضوعِ امتلاكِ إسرائيلَ للأرضِ، نجدُ توجُّهًا صحيحًا نحو التطبيقِ المسيحيِّ لهذا الجزءِ من سفرِ يشوعَ. تمَّمَ المسيحُ امتلاكَ إسرائيلَ للأرضِ في تأسيسِ ملكوتِه. وهو يتمِّمُه الآنَ في استمراريةِ ملكوتِه. وسوف يتممُهُ بالكاملِ في اكتمالِ ملكوتِه. لننظرْ أولاً إلى ما يعنيه هذا من جهةِ تأسيسِ ملكوتِ المسيحِ.