سفر يشوععينة

اليوم 09: ميراث الأسباط: يشوع 16-18

بعدَ سجلِّ النصيبِ الجنوبيِّ لسبطِ يهوذا في غربِ الأردن، نجدُ سِجِلّاً طويلاً آخرَ، وهو الأنصبةُ البارزةُ التي أُعطيت لسبطَيِّ ابنيِّ يوسف، أفرايم ومنسَّى، في 16، 17.

حصلَ سبطُ أفرايمَ وسبطُ منسَّى على قدرٍ كبيرٍ من الأرضِ في المناطقِ الشماليةِ من أرضِ كنعان. وامتدَّ نصيبُهم من نهرِ الأردنِّ وحتى البحرِ المتوسطِ، وسكنَ سبطُ أفرايمَ جنوبَ سبطِ منسَّى. كانت هذه الأراضي من بينِ أكثرِ الأراضي خصوبةً في كلِّ أرضِ الموعدِ. بالإضافةِ إلى ذلك، نتذكرُ أن نصفَ سبطِ منسَّى كان قد أُعطِيَ بالفعلِ أرضًا شرقَ نهرِ الأردن.

لا عجبَ أنَّ هذينِ السبطينِ قد نالاَ شرفَ امتلاكِ هذا الجزءِ الخصبِ والكبيرِ من ميراثِ إسرائيلَ. فكما يوضحُ سفرُ التكوينِ 48 و49، كانَ أفرايمُ ومنسَّى هما ابنا يوسفَ. وقد أُكرِمَ يوسفُ بشدةٍ لأنَه كان أمينًا من نحوِ اللهِ في مصرَ. وحلَّ محلَّ رأوبينَ كبكرٍ ليعقوبَ، إذ نالَ نصيبَ البكرِ المزدوجِ من خلالِ ابنيه.

كانَ أفرايمُ ومنسَّى هما ابنا يوسفَ، لا يعقوبَ، وهو الذي تغيرَ اسمُهُ إلى إسرائيلَ وأنجبَ اثني عشرَ ابنًا. وقد بيعَ واحدٌ من أبنائه، أي يوسف، عبدًا في مصرَ. ثم نوعًا ما، تمَ استبعادُ ابنٍ آخر، وهو لاوي، من حسابِ الاثني عشرَ، حين قررَ الربُ أن يأخذَ لنفسهِ سبطَ لاوي بدلاً من جميعِ أبكارِ شعبِ إسرائيلَ. ثم عندما باركَ يعقوبُ ابني يوسفَ، نطقَ بالبركةِ على أفرايمَ ومنسَّى، وكأنَّ هذينِ الاثنينِ قد حلَّا محلَّ لاوي ويوسفَ. وهكذا، عندما ابتدأَ تقسيمُ الأرضِ، وتوزيعُها بين الأسباطِ الاثني عشرَ، أخذَ كلٌّ من سبطِ أفرايمَ وسبطِ منسَّى نصيبًا في الأرضِ، أي ميراثِ سبطٍ. وبالتالي، يتمثّلُ يوسفُ في ابنيه، أفرايم ومنسَّى. — د. جيمس هاميلتون

يبدأُ الأصحاحُ 16 بنظرةٍ عامةٍ موجَزةٍ على جميعِ أراضي يوسفَ في غربِ الأردن، ثم يقدمُ تفاصيلاً خاصة عن سبطِ أفرايم. وبعد هذا، في الأصحاحِ 17، تنتقلُ القصةُ إلى سبطِ منسَّى، بما في ذلك قصةُ ميراثِ بناتِ صلفحادَ في الأرضِ بحسبِ سفرِ العددِ الأصحاحِ 27. ويُختتمُ هذا الجزءُ بتفسيرِ يشوعَ لسببِ حصولِ أفرايمَ ومنسَّى على أرضٍ أكبر وهو عددُهم الكبير.

ويُعَدُّ التميُّزُ الذي حصلَ عليه سبطا أفرايمَ ومنسَّىَ مذهلاً وصادمًا، لأنَّ هذينِ السبطينِ تسبَّبا في كافةِ أنواعِ الأزماتِ بحلولِ وقتِ كتابةِ السفرِ. لكن أوضحَ الكاتبُ أنَّه بالرغمِ من هذا التاريخِ، كانَ ينبغي على إسرائيلَ الإقرارُ بالكيفيةِ التي أكرمَ بها اللهُ سبطي يوسفَ.