سفر يشوععينة

اليوم 01: الامتلاك الانتصاري: يشوع 1-2

حين نفحصُ عن قربٍ هذا الأصحاحَ، نجدُ أنَّ الصورةَ الإيجابيةَ التي رسمها الكاتبُ تعرضُ خمسةَ موضوعاتٍ تَظهرُ مرارًا وتكرارًا عبرَ السفرِ. أولاً، في روايةِ الكاتبِ عن الاستعداداتِ للانتصارِ في الأصحاحِ 1، شدَّدَ على السلطانِ الإلهيِّ وراء استعداداتِ إسرائيلَ. ثانيًا، ركّزت الاستعداداتُ للانتصارِ في سفرِ يشوعَ أيضًا على أهميةِ عهدِ اللهِ. ثالثًا، أوضحَ الكاتبُ أنَّ حفظَ مقياسِ ناموسِ موسى كان ضروريًّا لكلِ جيلٍ من إسرائيلَ كي ينتصروا في الحربِ، ويمتلكوا أرضَ الموعدِ. رابعًا، تشيرُ الاستعداداتُ للانتصارِ في سفرِ يشوعَ إلى أنَّ قوةَ اللهِ فوقَ الطبيعيةِ هي التي جعلت امتلاكَ أرضِ كنعانَ ممكنًا. خامسًا، يعرِضُ لنا الأصحاحُ الافتتاحيُّ لسفرِ يشوعَ أهميةَ اشتراكِ جميعَ إسرائيلَ

في يشوع 1: 5، وعدَ اللهُ من خلالِ يشوعَ أنَّه سيكونُ مع إسرائيلَ في ذهابِهم لامتلاكِ الأرضِ. وبالتأكيد، من البديهيِّ أنَّ حضورَ اللهِ له دلالةٌ بغضِّ النظرِ عن صورتهِ أو كيفيتهِ. فمن الجيدِ دائمًا أن يكونَ اللهُ معكَ. لكنَّ الأمرَ هنا يفوقُ هذا، لأنَّ هذه هي لغةُ الحربِ المقدسةِ والمُحاربِ الإلهيّ. فأنا واحدٌ من دارسي العهدِ القديمِ الذينَ يفهمون أنَّ سفرَ الخروجِ 3 و6 يعلِّمان بأنَّ اسمَ "يهوه" هو في الحقيقةِ اختصارٌ ليهوه ربِّ الجنودِ. فاسمُ يهوه نفسه، الذي هو اسمُ الله في العهد القديم، يشيرُ ضمنيًا إلى طبيعتهِ بصفتهِ الإلهِ الذي يحاربُ عن شعبهِ. وهكذا، يتناولُ اسمُ "عمانوئيلَ" هذه الفكرةَ، كما أظنُ، بأنَّ اللهَ ليس حاضرًا فقط لمعونتِهم أو تشجيعِهم، بل هو حاضرٌ معهم بصفتهِ الإلهَ الذي سيقودُ جيوشَ السماءِ، بحيثُ يكونُ كلُّ ما على يشوعَ وإسرائيلَ فعلُه هو أن يتبعوا قيادةَ اللهِ، وهو سيحاربُ عنهم. ومرةً أخرى، هذا الموضوعُ بارزٌ طوالَ سفرِ يشوعَ. لذا، من حيثُ الجوهرِ هو وعدٌ، ليس فقط بأن يكونَ اللهُ معهم، بل بأنَّه سيحاربُ عنهم.  ق. مايكل جلودو