(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولVoorbeeld

شرح النص

دخل نوح الفلك في اليوم 17 ، الشهر 2، السنة 600 من عمره. وفي اليوم 1، الشهر 1 السنة 601 – أي بعد ما يقارب السنة – جفت المياه عن الأرض، ظهرت اليابسة بتضاريسها. وفي اليوم 27 من الشهر 2، يبست الأرض. صورة تشبه صورة الخلق: المياه تتجمع لتظهر اليابسة (تك 1: 9– 10). أمر الله نوحًا وعائلته بالخروج من السفينة وإخراج الحيوانات معهم، مع الأمر بالتوالد والتكاثر لملء الأرض. مشهد يشبه مشهدًا من قصة الخلق: الحيوانات تخرج من قلب المياه لتتكاثر على الأرض (تك 1: 22). أراد الكاتب الُملْهَم أن يقول أن العالم القديم تخرّب بالطوفان، ها نحن في عالم جديد تمامًا. أول شيء عمله نوح في العالم الجديد هو أنه قدم ذبائح لله – هذه طريقة عبادة – وقبل الله هذه الذبائح، "وقال في قلبه" – كلام بشري عن الله –: "لن ألعن الأرض... " أراد الكاتب الُملْهَم أن يقول بأن للعبادة تأثيرًا كبيرًا عند الله، فها هو يحجب غضبه، ويطهر الأرض من اللعنة التي أصابتها بسقوط الإنسان؛ وعلى الرغم من استمرار الإنسان في التفكر بالشر، ستبقى الأرض في دورتها الطبيعية (تعاقب الليل والنهار ودورة الفصولظ)، وستستمر تعطي ثمر ما يزرع فيها لمأكل الإنسان والحيوان.

تأمل في النص

إن الله مواكب لأحداث حياة أولاده؛ عند المخاطر، يقودهم إلى الاحتماء به، وعندما يزول الخطر، يقودهم في طريق نشر رسالته على الأرض. في تدرجنا في مراحل الحياة، جيد أن نبدأ كل مرحلة بذكر الله لشكره والتزود بحكمته وبالقوة الروحية، كما فعل نوح في مستهل حياته في العالم الجديد. مهما علا الشر على الأرض، لن يتغلب على الخير لأن الله هو من تعهد الأرض لتستمر في إعطاء خيراتها. عناية الله، التي تتعهد حياة الإنسان لقيادته إلى الحياة الأبدية، هي أقوى من شرور العالم كلها.

الفكرة الرئيسة

خرج نوح وأهل بيته بعد اجتياز الطوفان في سفينة الله ليبدأوا حياة جديدة مع الله. والله تعهدهم ليتمكنوا من تتميم الرسالة وليصلوا إلى الحياة الأبدية.

صلاة

اللهم أنر عقلي، وساعدني، لأعطيك الأولوية في كل شيء، ولأبدأ كل شيء معك.

خذ قرارًا لهذا اليوم