(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص
بعد أن تخلّى الشعب عن الله وعبدوا العجل الذهبيّ ينتظر القارئ أن يرى مشاهد الغضب الإلهيّ من دمار وهلاك وإفناء للشعب. إذ لما وقعت سدوم في الفحشاء، نزلت النار وأفنت المدينة، فكيف بنا الآن والخطيئة وصلت إلى حدّ ضرب الله نفسه واستبداله بالعجل؟
أمام هذا الوضع الصعب للغاية، نجد أنّ موسى حطّم لوحي الوصايا لأنّهما رمز العهد الذي قطعه الله مع شعبه. فمع هذه الخطيئة العظيمة، لم يعد هناك من مجال للتفكير في العهد: لقد دمّر الشعب كلّ علاقة تربطه بالربّ. والآن ينتظر موسى النبيّ، الخادم الأمين لله، أوامر الربّ ليرى ماذا عليه أن يفعل تجاه الشعب الخائن.
ويتفاجىء موسى بأنّ الربّ يطلب منه الصعود ثانيةً إلى الجبل حتّى يعطيه الله لوحين جديدين. يجدد الله عهده مع الشعب، يغفر لهم حتّى قبل أن يتأكّد من توبتهم. الله لا يرجع إلى الوراء ولا يتخلّى عن عهوده التي قطعها، لأنّها عهود أبديّة. لن يتراجع الله أبدًا عن مشروعه الخلاصيّ ولن يدع الإنسان فريسةً لبراثن الشيطان. فهل هو يفتح أمامه فرصةً جديدة مجانيّةً للخلاص. ويدعو الإنسان إلى الاستفادة منها، بعد أن اختبر فشل الخطيئة وطريق الشرّ أنّه لا يؤدّي إلّا إلى الهلاك.
تأمل في النص
إنّ خطايانا تسحقّ لنا العقاب الأبديّ. لأنّنا، وبملء إرادتنا نحطّم عهد الربّ وتدمّر الجسور التي توصلنا إلى الملكوت. كان من المفترض أن تكون عاقبة الإنسان العادلة هلاك وموت. ولكنّ الله لم يتخلّى عنا يوم سقطنا في الخطيئة، بل سارع لنجدتنا بشتّى الوسائل الفعّالة. ولّما أصرّينا على المعصية واستغوت الخطيئة قلوبنا، لم يجدد الربّ عهده بألواح حجرّية بل بتجسّد ابنه الذي صار واحدًا منّا، لبس طبعنا وحمل آثامنا، ومحى صكّ خطايانا بسفك دمه على عود الصليب.
نحن اليوم مخلّصون بهذا الثمن العظيم، دم الربّ نفسه. ولكن على الإنسان أن يعي أنّ لا فرصة أعظم من هذه ولا ذبيحة تعلو هذه الذبيحة. من هنا علينا أن نعي أنّها الفرصة الأخيرة والكبرى يمنحنا إّيها الربّ. فلا نضيّعنّها أّيها الاخوة حتّى لا نخسر كلّ شيء وينتصر علينا الشيطان انتصارًا نهائيًا يودي بنا إلى الهلاك الأبديّ. قال لنا الله كلّ كلمات الخلاص ولم يخفي علينا شيئًا. ومنحنا كلّ أسباب النجاة إذ أرسل لنا الروح القدس، يذكرنا ويفهّمنا ويكمل فينا عمل تقديسنا، فلم يعد لنا عذر بعد اليوم يسمح لله أن يعيد الكرّة من جديد. وصلنا إلى الكامل، فإن اضعناه، اضعنا كلّ شيء.
الفكرة الرئيسة
يسعى الربّ دومًا إلى تجديد العهد مع الإنسان، مانحًا إيّاه فرصةً جديدةً للخلاص. يمنحني الربّ الخلاص والمغفرة مجانًا، بدون استحقاق منّي. ولكن عليّ أنّ لا اخسر هذه العطيّة.
صلاة
اجعلني يا ربّ أفهم شناعة الخطيئة التي تدمّر ما بنيته أنت لي بيدك من خلاص وسعادة. اجعلني أفهم مدى خبث الشرير الذي يجمّل في عينيّ ما هو أقبح من القبح، فيعميني ويقودني إلى الهاوية. اجعلني أتمسّك بصليبك، عربون الخلاص، واغتسل بدمك الكريم فأبيّض حللي وأدخل عرشك الأبديّ، لأنعم معك بما أعددته لي قبل إنشاء العالم.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Andiko
Kuhusu Mpango huu

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More