(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص
يسكن الله مع شعبه وفي وسطهم. اّتخذ الربّ مسكنًا له، خيمة الاجتماع، ليرافق الشعب في مسيرته نحو أرض الميعاد. وأعلن الله عن حضوره الدائم من خلال عامود من السحاب يسير مع الشعب نهارًا ويظلّل عليهم، مخفّفًا عنهم حرارة الشمس، لينقلب العامود إلى نار في المساء والليل، منيرًا ظلماتهم فلا يخشون. رأى شرّاح الكتاب المقدّس في هذه الصورة الإلهيّة رمزًا للأم الرؤوم التي تحيط أولادها بكلّ عناية، ليل نهار.
يعرف المؤمن إذً أنّه لم يعد متروكًا أبدًا. ليس هو من يصارع الأّيام، بل هناك من يقف فوقه ليحميه وينير له الطريق. يبقى على الأنسان إذًا أن يفتح عينيه للنور الإلهيّ، ان ينتبه لحضور الربّ الدائم. أن يستلهمه ويسير في هداه. والأهم من ذلك، أن لا يبعد الإنسان عن الطريق التي يرسمها الله له. فبعيد عنه لا يوجد سوى الضياع. لا ننسى أن عدوّنا مترّبص بنا، يتحيّن الفرص السانحة للانقضاض علينا كفريسة سهلة بين براثنه.
يلفت نظرنا أيضًا في هذا النصّ، أن الربّ، من خلال الغمام، لم يكن يسمح للشعب ان يرتحل بشكل دائم. بل كان أحيانًا ينزل على الخيمة فيمتنع الشعب عن السفر، منتظرين الاذن بذلك، من خلال ارتفاع الله. علينا أن نفهم من هذه الصورة، أنّ لكلّ شيء أوان على الأرض (جا 3: 1). يستعجل الإنسان الأمور، ويملأه الهمّ والغمّ والخوف من المستقبل. فيأتيه الربّ بأمر أن يستريح وأن يتوقّف، كعلامة ثقة بأن الله يعرف كلّ شيء ويعرف ما هو الأفضل للإنسان. علينا إذًا أن ندخل في تناغم مع نظام الحياة الذي وضعه الربّ، موقنين أنّه بحكمته هيّئ لنا كلّ أسباب النجاح والسعادة.
تأمل في النص
يدعونا الله أن نكتشف حضوره الفعّال في حياتنا وفي مجتمعنا وخاصّةً في وسط الكنيسة. فهو لا يغيب أبدًا. قد يفقد الإنسان رؤيته، بسبب ضعفه أو بسبب خطيئته أو لأنه لم يفهم في ذلك الحين أين هو الربّ من الأحداث التي يعيشها. إلّا أنّ المؤمن يعي أنّ وجه الربّ حاضر وإن لم يرى، وهو حاضر خاصّةً في وقت الازمات الصعبة.
من يعي هذا الحضور العظيم، لا بد أن يمتلأ قلبه ثقةً لأنّه بين يديّ القدير. فلا يرتعش بعد اليوم قلبنا ولا نخف، مهما حاول الشرير إقناعنا أنّنا في خطر. أكثر التجارب صعوبةً حين يقنعنا الشيطان أنّه علينا العمل كثيرًا لخلاص نفوسنا. تظهر هذه الفكرة على أنّها فكرة مقدّسة. ولكنّ ثمارها موت زؤام. ومن ثمارها نعرف غدًا انّها ليست من الله. من يدخل في دوامة الانشغال، وإن كان ذلك لأمور خيّرة، يترك نفسه للهم، مقتنعًا أنّه هو من يتمّم نجاح المشروع. وبذلك، يجعل الإنسان من نفسه إلًها، يأخذ مكان الخالق، ويقرّر بدلًا عنه. لا بل يصل هذا الإنسان للوقوف في وجه الله مشيدًا بنفسه أمامه، أنّه تّمم ما كان يجب أن يكون. هذا الإنسان قد يربح العالم ولكنّه بالطبع خسر نفسه.
الفكرة الرئيسة
يرافق الله شعبه بشكل دائم، دون انقطاع. وينظّم لهم حياتهم، هاديّا إيّاهم إلى التصرّف الأفضل.
صلاة
أرنا وجهك يا الله، واجعلنا نكتشف حضورك في كلّ لحظة من حياتنا، فلا تقع بعد الآن في إحساس الوحدة القاتلة. فهمنا يا ربّ، ان نظام الكون بين يديك، وأنّك أنت رّتبت كلّ شيء لنا.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Andiko
Kuhusu Mpango huu

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More