(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص
بعد أن عبد الشعب العجل الذهبيّ وخانوا إلههم الذي أخرجهم من عبودّية مصر بذراع قديرة ويد مبسوطة وآيات وخوارق، يدرك موسى مدى حزن الله لقلّة وفاء شعبه ومدى غضبه للمستوى الذي انحدر المؤمنون إليه، أن يعبدوا صنمًا صنعوه بأيديهم ويستبدلوه بالله الذي رافق مسيرته طوال الفترة السابقة.
العدل يفترض أن يفني الربّ شعب إسرائيل عن بكرة أبيه، لأنّهم جميعًا اشتركوا في شناعة عبادة العجل الذهبيّ. وهم وقعوا في هذه الخطيئة العظيمة عن وعي وإدراك. لقد اختاروا الله مرارًا، ورغم ذلك تركوا أنفسهم لأهوائها. إلّا أنّ موسى، يشفع للشعب أمام الربّ علّه ينال لهم المسامحة.
ينطلق موسى في كلامه مع الربّ من حقيقة ثابتة أنّ الله أمين لوعوده. فلا يمكن لخطيئة الإنسان أن تبدّل تلك الوعود. لذلك يأمل أن أمانة الله ستمنع العدل الإلهيّ من أن ينجز إفناء إسرائيل، خاصّةً أنّ من بين أفراد الشعب نجد أبرارًا وصالحين، إبراهيم واسحق ويعقوب. يقوم موسى إذًا بنفس ما قام به إبراهيم يوم شفع لسدوم، يوم طلب الله أن يوجد بعض الصالحين ليعفو عن المدينة (تك 18) وهنا ينجح موسى بسبب اجداده الأبرار. طلب الرب خمسة صالحين في سدوم، لكنه لم يجد.
لذلك، يتكل موسى هنا على أجداده الذين حافظوا على عهد الله في حياتهم ليكونوا سورًا للشعب ضدّ تجارب الشرير ومثالًا أمام أبناء إسرائيل، يقودهم إلى التوبة، حتّى ينالوا المغفرة.
تأمل في النص
منذ أن خلقنا الله وهو يعمل لخلاصنا، بوعود قطعها لبني البشر، وأوّلهم أبوينا آدم وحوّاء، قبل إخراجهما من جنّة عدن، بأن يأتي من نسلهما من يدوس رأس الحيّة. وعود الربّ قطعيّة ونهائيّة، لا رجوع فيها، لأنّ الربّ أمين وصادق. لذلك، رغم خطايانا ومخالفاتنا، جدّد الله وعوده الخلاصيّة لموسى على جبل سيناء. والأهمّ أنّه الربّ يسوع حقّق لنا هذا الخلاص باستحقاقات دمه الذي سفكه من أجلنا على الصليب.
ونحن المؤمنون نلنا نعمة الخلاص هذه يوم دخلنا في رحم المعمودّية المقدّسة لنموت مع المسيح ونقوم معه لحياة أبدّية. ولكن علينا ان لا نفقد هذه النعمة الساميّة بما نقترفه من خطايا وخاصّةً بخيانتنا لله، إذ نعبد أيّ إله آخر سواه، كالمال والسلطة ومختلف أنواع اللذات الدنيئة.
وفي خضمّ جهادنا الساعي نحو القداسة، أعطانا الربّ كلمته اولًا على لسان موسى وبشكل كامل على لسان ابنه المتجسّد. هذه الكلمة، قادت الكثيرين من أسلافنا في بطولة الفضائل ليكونوا لنا المثال الملموس، يعرّفنا أنّنا نحن أيضًا قادرين على الانتصار على الشرير عدوّنا، كما فعلوا هم من قبلنا. فهؤلاء الصالحين هم فعلًا سورًا من النور يحيط بالكنيسة.
الفكرة الرئيسة
علينا أن نحافظ على خلاص نفوسنا، متمثّلين بمن قدّموا لنا مثالًا رائعًا بحسن سيرتهم وأمانتهم.
صلاة
ساعدني يا ربّ لأحاربّ العدوّ وأحافظ على عطيّة الملكوت التي اكتسبتها لي على الصليب.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Andiko
Kuhusu Mpango huu

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More