YouVersion Logo
Search Icon

قصّة النّبيّ يونس 4

4
النبي يونس يرفض رحمة الله على أعدائه
1واستاء النبي يونس استياءً شديدًا لأنّ الله أنزل رحمته على أهل نينوى، فأخذ الغضب منه كلّ مأخذ.#4‏.1 انظر سورة الأنبياء: 87. يقول الطبري والقرطبي في تفسيريهما لهذه الآية إنّ البعض يقول عن يونس إنه "ذهب مغاضبا" بسبب عصيان قوم نينوى، بينما يقول آخرون إنه غضب عندما رفع الله عذابه عن نينوى بعد أن توعّد به، إذ تابوا إليه تعالى. الطبري، جامع البيان، تحقيق أحمد ومحمّد شاكر، مؤسّسة الرسالة، 2000، ج 18، ص 511 وما بعدها؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصريّة القاهرة، 1964، ج 11، ص 329 وما بعدها. 2ثمّ نادى ربّه وهو كظيم: "يا ربّ، عندما كنت في بلادي كنت أعلم أنّك سترحم سكان نينَوى إذا هم تابوا! فرأيتُ أن أهرب إلى مدينة تَرشيش، لأنّي كنتُ على يقين أنّك يا الله رحمٰنٌ رحيمٌ، طويل الإمهال، توّابٌ حليم. 3والآن ربّي خذني إليك فالموت أهون عليّ مِن رؤية أعدائي يُرحمون!" 4فأوحى الله إليه: "بأيّ حق تحتجّ على ما أفعل؟"
5واتّجه النبي يونس إلى شرق مدينة نينوى، وأقام هناك مظلَّةً وجلس تحتها، يَرقُب ما سيصيب المدينة. 6وأنبت اللهُ شجرة يقطين، ونمت وامتدّت أوراقها فوق رأس النبي يونس تظلّله من حرارة الشمس وتخفّف ممّا في قلبه من هموم.#4‏.6 انظر سورة الصافات: 146. ورضي (عليه السّلام) عن هذه الشجرة كلّ الرضا. 7ولكن عند فجر اليوم الموالي أمر اللهُ دودةً فقرضت شجرة اليقطين فيبست. 8ولمّا أشرقت الشمس أرسل الله ريحًا شرقيّة تلفح الوجوه، فنزلت حرارتها على رأس يونس (عليه السّلام) فأصابه الإعياء، فتمنّى الموت قائلاً: "إنّ الموت أرحم لي من هذه الحياة!"
9وأوحى اللهُ إلى يونس (عليه السّلام): "بأي حقّ تغضب على موت شجرة اليقطين؟" فأجاب النبي يونس: "إنّ لي الحقّ كلّ الحقّ في أن أغضب، حتّى الموت، على ما أصابها!" 10فأوحى الله إليه (عليه السّلام) من جديد: "لقد نبتت شجرة اليقطين في ليلة ثمّ ماتت في ليلة، وإنّك عليها لرؤوف حنون رغم أنّك لم تتعب في العناية بها ولم ترعَها! 11فكيف لا أرحم مدينة نينَوى العظمى بسكانها المئة والعشرين ألفا أو يزيدون، مع كلّ بهائمها؟ إنّ أهلها في عماهم يتخبّطون لا يعرفون طريق الشمال من طريق اليمين".#4‏.11 يخبرنا الطبري في تاريخه فيقول: "ثم رجع ذات يوم إلى الشجرة فوجدها قد يبست، فحزن وبكى عليها، فعوتب فقيل له: أحزنت على شجرة، وبكيت عليها ولم تحزن على مائة ألف أو زيادة أردت هلاكهم جميعًا!" انظر الطبري، التاريخ، ج 2، ص 15.

Highlight

Share

Copy

None

Want to have your highlights saved across all your devices? Sign up or sign in