YouVersion Logo
Search Icon

قصّة النّبيّ أيّوب 1

1
بسم الله تبارك وتعالى
الشيطان يحاول الإيقاع بالنبيّ أيّوب
1كان النبي أيُّوب (عليه السّلام) يقطن في بلاد عُوص، وكان نزيهًا مستقيما بين الأنام، يخشى الله وينأى عن الآثام. 2وكان له ثلاث بنات وسبعة أبناء. 3وكان ذا مال وثراء: له سبعة آلاف رأس من الغنم، وعدد هائل من الخدم، وثلاثة آلاف من النوق والجمال، وخمس مئة زوج من البقر والثيران، وخمس مئة حمار وأتان. وكان أيّوب أعظم من في المشرق من الرجال.#1‏.3 قال ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء: "قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم: كان أيوب رجلا كثير المال، من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام والعبيد والمواشي والأراضي المتسعة بأرض الثنية من أرض حوران. وحكى ابن عساكر: أنها كلها كانت له، وكان له أولاد وأهلون كثير."وكان ذا مال وثراء: إنّ له سبعةَ آلاف رأس من الغنم، وعددا هائلا من الخدم، وثلاثة آلاف من النوق والجمال، وخمس مئة زوج من البقر والثيران، وخمس مئة حمار وأتان. كذلك وكان أيّوب أعظم من في المشرِق من الرجال." ابن كثير، أبو الفداء، قصص الأنبياء، تحقيق مصطفى عبد الواحد، مطبعة دار التأليف، القاهرة، 1388هـ/1968هـ، ج 1، ص 361.
4ودأب أبناء النّبي أيّوب على إقامة المآدب في بيوتهم، وكلّ واحد منهم له دور معلوم، وكانوا يستدعون أخواتهم الثلاث فيكنّ معهم في حفلة مرحين. 5وأحيانًا تستغرق هذه الحفلات أيّاما، وعند انقضاء الاحتفال يدعو النبي أيّوب أبناءه في الصباح حتّى يشاركوه شعائر التطهّر، فيطلب من الله الغفران لهم، ويقدّم القرابين والأضاحي. وكان أيّوب حريصا على ذلك، لأنّه كان يخشى أن يذنب أحد أبنائه لهوا ويكفر بالله العظيم سهوًا.
6وأمر الله الملائكة في الملإ الأعلى أن يحضروا إليه، وأمر الشيطان أن يكون معهم بين يديه. 7وقال الله للشيطان وهو به عليم: "أخبرني مِن أين أتيت؟" فأجابه الشيطان: "كنتُ في أنحاء الأرض أجول وأدور، أترصّد ما يحدث فيها من أمور". 8فسأله الله وهو العليم بما في الصدور: "هل رأت عيناك في العالمين عبدا كعبدي أيّوب نزيهٍ قويمٍ؟ إنّه لا نظير له بين الناس في التقوى، يخشى ربّه الكبير، وينأى عن الشرور". 9فأجاب اللعين المغرور: "وهل يتّقي أيّوب مولاه بلا مقابل؟ 10ألست تقيم حوله جدارا يحميه، ويحمي أهله وبنيه، وكلّ ممتلكاته وأراضيه؟ لقد جعلتَهُ متألّقا في كلّ ما يأتيه! وملأتَ الأرض بمواشيه! 11وإنّي يا الله لعلى يقين، أنّك لو مسستَهُ بضرّ فيما يملك ليكفرنّ بوجهك الكريم!"
12وقال الله: "إنّك مسلّط على أيّوب، فألحق بما يملك الأذى، وإيّاك أن تمسّ جسده بالبلى".#1‏.12 ذكر الطبري في تاريخه: "وكان - فيما ذكر - عن وهب بن منبه في الخبر الذي حدثنيه محمد بن سهل بن عسكر البخاري، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم أبو هشام، قال: حدثني عبد الصمد ابن معقل، قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: إن إبليس لعنه الله سمع تجاوب الملائكة بالصلاة على أيوب، وذلك حين ذكره الله تعالى وأثنى عليه، فأدركه البغيُ والحسد، فسأل الله أن يسلِّطه عليه ليفتنه عن دينه، فسلَّطه الله على ماله دون جسده وعقله." الطبري، أبو جعفر، تاريخ الرسل والملوك، دار التراث، بيروت، ط 2، 1387 هـ، ج 1، ص 322. ثمّ انسحب اللعين من الملإ الأعلى.
النبي أيّوب يخسر كل ما يملك
13وكان أبناء النبي أيّوب وبناته في بيت ابنه الأكبر يحتفلون، 14وإذا بأحد خدمه يدخل على أيّوب ويخبره بواقعة جليلة: "يا مولاي، كنّا نحرث الحقول بالثيران وكانت الدواب ترعى على مقربة منّا، 15فإذا بنو سبإ يهاجموننا ويأخذونها ويقتلون بسيوفهم كلّ الفلاّحين والرّعاة، ونجوتُ أنا لأخبرك بهذه المأساة!"
16وما إن أنهى الأوّل كلامه حتّى أقبل خادم آخر وقال: "يا مولاي، إنّ الله أنزل صاعقة فأحرقت جميع الغنم وأحرقت الرّعاة، ونجوتُ أنا لأخبرك بهذه المأساة!"
17وما إن أكمل الثاني خبره حتّى أقبل خادم آخر وقال: "يا مولاي، غزتنا ثلاث عصابات من الكَلدانيّين، ‌فنهبوا الجمال وقتلوا بسيوفهم الرّعاة، ونجوت أنا لأخبرك بهذه المأساة!"
18وما إن أنهى كلامه حتّى أقبل خادم آخر وقال: "يا مولاي، كان بنوك وبناتك في بيت أخيهم الأكبر يحتفلون، 19فهبّت عليهم عاصفة عنيفة من جهة الصحراء، فاجتاحتهم في البيت وتصدّعت الأركان، فسقطت عليهم الجدران، وفقد جميعهم الحياة، ونجوت أنا لأخبرك بهذه المأساة!"
20فشقّ النبي أيّوب ثوبه وحلق شعر رأسه ‌من شدّة حزنه، وارتمى على الأرض خاشعًا ساجدًا لربّه، 21وقال:
"عريانا من بطن أمي خرجت، وأرحل عن الدنيا وأنا عريان. الله الّذي أعطى وهو الّذي أخذ، يا نفسي كبّري وسبّحي الرحمٰن".#1‏.21 قارن بهذا الحديث: "حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ وَعِنْدَهُ سَعْدٌ وَأُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذٌ أَنَّ ابْنَهَا يَجُودُ بِنَفْسِهِ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا " لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى، كُلٌّ بِأَجَلٍ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ". البخاري، أبو عبد الله محمّد، صحيح البخاري، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط 1، 1422هـ، ج 8، ص 123، الحديث رقم 6602..
22ورغم كلّ المصائب التي حلّت على أيّوب (عليه السّلام)، فإنّه ظلّ على تقواه، ولم يَنسب سوءا إلى مولاه.

Highlight

Share

Copy

None

Want to have your highlights saved across all your devices? Sign up or sign in

YouVersion uses cookies to personalize your experience. By using our website, you accept our use of cookies as described in our Privacy Policy