YouVersion Logo
Search Icon

يعقوب 1

1
بسم الله تبارك وتعالى
الفصل الأوّل
تحيّة
1هذِهِ الرّسالةُ مِن يَعقوبَ، خادِمِ اللهِ ورَسولِهِ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ. أُهدي سَلامي إلى كُلِّ مَن آمَنَ بالسَّيِّدِ المَسيحِ مِن أسباطِ بَني يَعقوبَ الاثنَي عَشَرَ المُشتَّتينَ في أنحاءِ العالَمِ.#1‏.1 قبلَ زمن الحواري يعقوب بقرون عديدة، تَشتّتَ معظم اليهود في الأرض واختفَوا إثر نفْيِهم على يد القوّات الأشوريّة المنتصرة سنة 722 قبل الميلاد، وهم عشرة قبائل من مجموع قبائل بني يعقوب الإثنتي عشرة الأصليّة. وقد كان أغلب الشعب اليهودي يَعتقد أنّ تلك القبائل المفقودة ستعود عند قيام السّاعة كما كانت من قبلُ. ويرى يعقوب أنّ أتباع سيّدنا عيسى من اليهود الذين وصلتهم هذه الرّسالةُ هم الورثة الحقيقيّون لشعب بني يعقوب، لأنّ إعادة تأسيس القبائل الإثنتي عشرة هي من مهامّ السيّد المسيح (انظر كتاب النّبي إرميا 3: 18، وكتاب النّبي حزقيال (أو ذو الكفل) 37: 19‏-24). ورغم أنّ العديد من القضايا التي تناولها يعقوب كانت من المعضلات التي واجهتْ اليهود في فلسطين، فقد اهتمّ بها كثيرٌ من يهود الشّتات أيضا.
الإيمان والصّبر
2يا إخوتي في اللهِ، لقَد بَلَغَني أنّكُم تُواجِهونَ أنواعًا شَتَّى مِن البَلاءِ والإغراءاتِ، ولكِن رَغمَ ذلِكَ عليكُم أن تَفرَحوا 3وأن تَعلَموا أنّكُم إذا نَجَحتُم في امتِحانِ إيمانِكُم، فستَصمُدونَ بِهِ في تَجارِبَ أُخرى. 4نعم، كونوا دائِمًا صامِدينَ ولا تَفشَلوا لِكَي تُصبِحوا صالِحينَ راشِدينَ لا يَنقُصُكُم شَيءٌ.
5فإذا شَعُرَ أحَدُكُم أنّهُ في حاجةٍ إلى حِكمةٍ وإرشادٍ مِن اللهِ أثناءَ الامتِحانِ، فعَليهِ أن يَسألَ اللهَ، لأنّهُ كَريمٌ مُجيبٌ لِلدَّعواتِ، ولا يَرُدُّ سائِلاً إذا سألهُ، ولا يَلومُ أحَدًا. 6ولكن عَليهِ أن يَسألَ اللهَ مُخلِصًا في إيمانِهِ، مُستَعِدًّا لاتّباع إرشادِهِ تَعالى. فإنّ المُرتابَ كَمَوجِ البَحرِ تَقذِفُهُ الرِّياحُ وتَدفَعُهُ، 7‏-8فإن تَرَدَدَّتَ فَوَلاؤُكَ مُزدَوِجٌ بَينَ وَلاءٍ للهِ ووَلاءٍ لِلدُّنيا، وأنتَ مُتَقَلِّبٌ في أَعمالِكَ كُلِّها، فَلا تَظُنُّنَّ أنّ اللهَ يَستَجيبُ لِدُعائِكَ أبَدًا!
9إخوتي المؤمنينَ: إنّ على الأخِ المُستَضعَفِ المِسكينِ أن يَفتَخِرَ أنّ اللهَ جَعَلَهُ في مَقامٍ رَفيعٍ، 10وعلى الغَنيِّ أن يَفتَخِرَ أيضًا لأنّهُ تَعالى جَعَلَهُ في مَقامٍ وَضِيعٍ. إنّ مَثَلَ مالِ الغَنيِّ كَزَهرِ العُشبِ زائِلٌ مَعدومٌ، 11فعِندَما تَشتَدُّ حَرارةُ الشّمسِ يَذبُلُ العُشبُ، ويَسقُطُ زَهرُهُ ويَزولُ بَهاؤُهُ. كَذا يَفنى جاهُ الغَنيِّ وكُلُّ ما سَعى إليهِ!
12هَنيئًا لِمَن يَتَمَسَّكُ بإيمانِهِ حينَ يُواجِهُ البَلاءَ والإغراءَ، فإذا نَجَحَ في الامتِحانِ فإنّهُ سيَنالُ مِنَ اللهِ بَعدَ فَوزِهِ إكليلَ الحَياةِ الخالِدةِ الّذي وَعَدَ بِهِ كُلَّ الّذينَ يُحِبّونَهُ. 13فإنْ تَعَرَّضتُم يا أحِّبائي للإغراءِ، فلا تَلوموا اللهَ على ذلِكَ! إنّ الشَّرَّ لا يُمكِنُهُ أن يُغوي اللهَ، واللهُ لا يُغوي أحَدًا. 14فلئِن وَقَعَ أحَدُكُم في الإغواءِ، فذلِكَ بِسَبَبِ ما في نَفسِهِ مِن أهواءٍ، تَقودُهُ فترميهِ في مَهاوي الأخطاءِ. 15فإذا استَسلَمتَ للإغراءَات، فإنّها ستَحبَلُ وتُنجِبُ الإثمَ، والإثمُ إذا ما كَبُرَ، وَلَّدَ الهَلاكَ!
16إخوتي الأَحِبّاءَ، لا تَنخَدِعوا بهذا المَوضوعِ، ولا تَظُنّوا أنّ اللهَ يُرسِلُ إليكُم الشَّرَّ والإغواءَ! 17بل إنّ كُلَّ عَطاءٍ صالِحٍ وكُلَّ هِبةٍ كامِلةٍ تَنزيلٌ مِن عِندِ اللهِ الأبِ الرَّحيمِ، خالِقِ أنوارِ السَّماءِ. ولئِن دارَت هذِهِ الأفلاكُ وتَغَيَّرَت مِنها الأشكالُ، فَاللهُ لا يَتَغَيَّرُ أبَدًا!#1‏.17 يستنكر الحواري يعقوب هنا أن لا يباليَ الله بأمور البشر أو يتردّد ويتقلّب في مواقفه تجاههم، كما ظنّ بعض اليهود في زمنه. ويؤكّد أيضا أنّ الابتلاءات ليست محض صدفة، بل هي تدبير من الله الأمين في وعوده واللّطيف بعباده. 18وقد جَعَلَنا مِن أهلِ بَيتِهِ برِسالةِ الحَقِّ كَما شاءَ، لِنُصبِحَ مِن بَواكيرِ خَلقِهِ الجَديدِ.#1‏.18 وِفقاً لتعاليم التوراة في سفر اللاّويين 23: 10، كان اليهود يقدّمون كلّ سنة الحزمةَ الأولى من باكورة حصاد الشّعير إلى بيت الله في مدينة القدس. وقد كانت هذه الحزمة علامة على أنّ الحصاد سيتمّ بعد هذا القربان. كذلك شأنُ اليهود الأوائل الذين آمنوا بسيّدنا عيسى عندما كانوا فئة قليلة ثم انضمّ إليهم عددٌ كبير من غير اليهود.
السّمع والطّاعة
19إخوتي الأحبَّاءَ، اعلَموا أنّهُ على كُلِّ واحِدٍ مِنكُم أن يَستَمِعَ إلى الآخَرينَ بعِنايةٍ وصَبرٍ، فيَتَأنَّى قَبلَ الكَلامِ، ولا يُسارِعَ إلى الغَضَبِ. 20فمَن يَستَسلِمُ للغَضَبِ يَحيدُ بِغَضَبِهِ عَن مَرضاةِ اللهِ.#1‏.20 كانت طائفة المتحمِّسين تشجّع النّاس على الهجوم على الرّومان والطّبقة الأرستقراطية التّابعة لهم، لأنّهم اعتبروا أنّ الله جعلهم وسيلة ليُنزل بها غضبَه على هؤلاء. أمّا الحواري يعقوب فيؤكّد أنّ هذه الطّريقة ليست مناسبة كردّة فعل إزاء البلاء والمحن، ويدين أفعال المتحمّسين ودعواتهم إلى العنف. 21إذَن، خَلِّصوا أنفُسَكُم مِن كُلِّ نَجاسةٍ ومِن كُلِّ ما تَبَقَّى في حَياتِكُم مِن حِقدٍ، وتَقَبَّلوا بِصَدرٍ رَحبٍ رِسالةَ اللهِ الّتي زَرَعَها في قُلوبِكُم. إنّكُم بها لَقادِرونَ على الفَوزِ بِالنَّجاةِ.
22لا تَكتَفُوا بِسَماعِ رِسالةِ اللهِ، بَل اعمَلوا بها. ولا تَخدَعوا أنفُسَكُم أنّكُم تَنجُونَ بِمُجَرَّدِ سَماعِها. 23إنّ مَثَلَ الّذينَ يَسمَعونَ الرِّسالةَ ولا يَعمَلونَ بها، كَمَثَلِ الغافِلينَ الَّذينَ يَشخَصونَ إلى وُجوهِهِم في المِرآةِ، 24ثُمّ حينَ يَبتَعِدونَ عَنها يَنسَونَها! 25أمّا الّذينَ يَتَأَمَّلونَ في رِسالةِ سَيِّدِنا المَسيحِ، وهي شَريعةُ اللهِ الكامِلةُ الّتي يَتَحَرَّرونَ بها، ويَحرِصونَ على تَطبيقِها، فإنّهُم لا يَنسَونَ ما يَسمَعونَهُ بل بِهِ يَعمَلونَ، واللهُ يُبارِكُ عَمَلَهُم! 26وإن ظَنَّ أحَدٌ أنّهُ مِن المُتَدَيِّنينَ، وهو لا يُمسِكُ لِسَانَهُ عَن الكَلامِ الأثيمِ، فقَد خَدَعَ نَفسَهُ، ولا جَدوى مِن دِينِهِ! 27إنّ الدِّينَ الحَقَّ الطّاهِرَ عِند اللهِ أبينا الرَّحيمِ يَتَجَلَّى في الاعتِناءِ بشُؤونِ اليَتامى والأرامِلِ في زَمَنِ عُسرِهِم، وفي صَوْنِ النّفسِ عن نَواجِسِ الدُّنيا.#1‏.27 يقول يعقوب إنّ الدّين الحقيقي يتناقض مع مفهوم الدّين لدى الثّوار اليهود، وهو مفهوم قائم على العنف والتشدّد، في حين أنّ الدّين الحقيقيّ يدعو إلى الدّفاع عن الضّعفاء في المجتمع، ويحثّ النّاس على تجنّب أخلاق أهل الدّنيا وطباعهم.

Currently Selected:

يعقوب 1: TMA

Highlight

Share

Copy

None

Want to have your highlights saved across all your devices? Sign up or sign in

YouVersion uses cookies to personalize your experience. By using our website, you accept our use of cookies as described in our Privacy Policy