مختوم - الجزء الثانيعينة

اليوم السابع: ختم القبول
كان يسوع أول من خُتِم. قبل أن يوجد أي شيء على هذه الأرض، قرر الآب والابن والروح القدس أن يشاركوا المحبة التي كانت بينهم منذ الأزل. هذه المحبة عظيمة جداً لدرجة أنهم وضعوا خطة لخلق عائلة من أبناء وبنات على صورة الله، لكي تنتشر هذه المحبة — العالية، العريضة، العميقة، والطويلة — وتملأ الأبدية كلها.
الابن أطاع واختار أن يكون هو من يخلع مجده الأزلي لينزل إلى بُعد الزمان والمكان، ويتزوج عروسًا متساوية معه في النير، ويحكم معها في العصر الآتي.
ولكن بما أن الابن سيتجسد ويصبح إنسانًا مثلنا، وضع عليه الآب تذكيرًا دائمًا بقيمته ومهمته — الختم. كان يسوع أول من تلقّى ختم محبة الله، ليتمكن من السير على الأرض ويكون أمينًا للدعوة التي أُعطيت له. وكابن الإنسان الذي يمشي في عالم مظلم، كان سيتعرض للتجارب في كل شيء، مع أنه الله، لذلك كان ختم محبة الآب عليه ضروريًا.
أظهر يسوع قدرة لا مثيل لها على الخليقة. فقد غيّر تكوين المادة، وشفى أمراضًا متنوعة، وأمر الطبيعة، وغلب الشياطين، وحتى أظهر سلطانًا على الموت، فأقام الموتى وأقام نفسه. لا إنسان يستطيع أن يفعل ذلك! قدرة غير محدودة.
وفي أحد الأيام، تبعته جماهير بعدما رأوه يصنع معجزة إطعام. وكان هذا أمرًا جيدًا لأن معجزات يسوع كانت تهدف لتشجيع الباحثين عن الله. لكن هؤلاء لم يطلبوا الله، بل أرادوا التسلية والطعام المجاني. فقال لهم يسوع:
"لا تعملوا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية، الذي يعطيكم إياه ابن الإنسان" — يوحنا 6:27 ESV
يسوع، كونه الله القادر على كل شيء، لم يسعَ لأن يكون مشهورًا. كان يمكنه أن يستخدم قدرته كلها لتحقيق إرادته وإظهار قوته. لكنه كان مختومًا بختم قبول الآب. هذا الختم حماه، وثبته، وأعلن قيمته ومهمته.
جاء يسوع ليُظهِر الحقيقة. وبدلاً من تلطيف رسالته لإرضاء الناس، اختار أن يطيع ويمجد الآب. كان يمكنه أن يحل مشاكل كل من حوله ويصبح محبوبًا أكثر. لكنه استخدم قدرته ليُوجّه الناس نحو الأبدي. قيّد نفسه وأظهر مجد الآب.
عندما قال يسوع "لا تعملوا للطعام البائد"، لم يكن يقصد أن العمل لا قيمة له أو يشجع على الكسل، بل كان يقول إن كل ما هو مادي سينتهي. لذلك يجب أن تتركز جهودنا على ما له مكافأة أبدية.
يسوع يطلب منا أن يكون علينا نفس الختم الذي وضعه الآب عليه، ولنفس الغرض — أن نعمل لا من أجل الأمور الزائلة، بل من أجل ما له قيمة دائمة بعد هذه الحياة. يسوع لا يطلب منا شيئًا لم يختبره في جسده.
"الذي فيه (يسوع) كنوز الحكمة والمعرفة جميعها مكنونة." — كولوسي 2:3 CSB
صلاتي:
يا إله الخليقة، خطتك مذهلة! كيف أستطيع أن أشكرك على أنك أدرجتني في محبيتك؟ ابنك يسوع قدّم الكثير لكي أشارك في هذه المحبة العظيمة والأبدية. لقد خُتِم يسوع بمحبتك ليحتمل هذا العالم ويعلّمنا كيف نحيا حياة مركزة على الأهم. أيها الروح القدس، ساعدني أن أستخدم طاقتي ووقتي في ما هو حقيقي وأبدي. ومع هذا الوجود القصير على الأرض، أرني كيف أستثمر قوتي فيما لا يكون باطلاً. أرني كيف كان يسوع يسير، لأن كنوز الحكمة والمعرفة مكنونة فيه. باسم يسوع، آمين.
بعد انتهائك من هذا الجزء، يمكنك الاستمرار إلى الجزء الأخير من هذه السلسلة: "مختوم — الجزء الثالث".
عن هذه الخطة

هذا هو الجزء الثاني من سلسلة "مختوم"، المستمدة من أعماق نشيد الأنشاد 8:6. على مدار الأيام السبعة القادمة، سنتأمل في ختم الله على حياتنا — محبته الغيورة والمتقدة التي تشتعل أكثر من النار. إذا لم تبدأ بعد، فابدأ مع "مختوم – الجزء الأول" لتسير في الرحلة من بدايتها. وأنت تقرأ وتستمع، افتح قلبك. دع الكلمة تغمرك. هذه الآيات ليست مجرد كلمات — إنها صوت الله الحي، المنطوق عليك بمحبة.
More
نود أن نشكر i2 Ministries (i2ministries.org) على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: thewadi.org/videos/arabic