مختوم - الجزء الثانيعينة

اليوم السادس: إله الغيرة
الله نار آكلة. من اللافت أن موسى تلقّى هذا الفهم مباشرة من الرب. فقد قال الله له:
"لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلهٌ غَيُورٌ." (تثنية 4:24 NASB)
عندما يمنح الله تفسيرًا لتشبيه أو استعارة، فإن أي تفسير آخر يصبح ثانويًا. لقد أعلن الله عن نفسه لموسى، وربط ناره الآكلة برغبته الغيورة. ولو لم يفعل ذلك، لما كنا أدركنا أن ناره الآكلة ورغبته الغيورة مرتبطتان ارتباطًا عميقًا.
النار ليست فقط أداة لإزالة الأمور الخاطئة، بل هي أيضًا إعلان وكشف لما يشتعل في قلب الله: محبة غيورة.
إنه نار آكلة، أي نار تلتهم. وإذا كنا نسير في انسجام مع يسوع، فإننا نريده أن يلتهم كل ما يعوق محبته في حياتنا. نريد أن نحبه أكثر ونختبر محبته بشكل أعمق. نريد منه أن يلتهم ويدمّر كل ما يعيق شركتنا معه.
أما من يقاوم يسوع، فمحبته تبقى نارًا تلتهم. إنه نار آكلة تشتهي بحماس. يدمّر بشدة كل ما يعارض محبته.
الكثيرون يتحدثون عن النار، لكنهم غالبًا ما يقصدون بها الدينونة فقط. لكن النار هي الرغبة الأولى قبل أن تكون دينونة. رغبته في المحبة هي التي تخلق الحاجة إلى الدينونة.
وعندما نقترب من يسوع في الصلاة والعبادة، علينا أن ندرك أنه له عيون نار، لأنه إله ذو رغبات قوية وغيرة. وهذا مفهوم أساسي في نظر العروس. فالله لا يملك فقط القوة؛ بل يملك الشوق.
هو مملوء بغيرة مقدسة ومتعاطفة. غيرته مقدّسة، طاهرة، لمصلحتنا وخير ملكوته. إنها ليست غيرة ضعيفة، أنانية، أو شريرة كالتي نشهدها عند البشر. بل هي غيرة من أجل خيرنا ومجده. فالنار تلتهم وتأخذ ملكية، إنها تتحكم، ومحبة الله تستولي على كل ما يعترض طريقها.
لا يوجد مخلوق مخفي عن عيون يسوع النارية الغيورة. الوعي بأن الله يرى كل ما نفعله هو التعريف العملي لمخافة الرب. فإذا كنت تدرك أن الله يرى كل شيء، فإنك ستخشاه.
كثيرون يعيشون بعيدين عن هذا الواقع. كل ما نفعله هو أمام أعين الله.
يرى الخير في صراخنا ونيّة قلوبنا لعمل الخير. يسجّل كل شيء بدقة ويراقبه بعناية. وهذا يمنح قوة عظيمة لأولئك الذين يحبونه.
إنها حقيقة عظيمة تُفرح الأبرار وتُزعج الأشرار — حقيقة أن الله يرى كل شيء.
صلاتي:
يا أبا المحبة المجيدة، غيرتك من أجل خيري عظيمة. أنت ترى النهاية منذ البداية، وكل الطرق والاختيارات الممكنة التي أمامي. أثق بمحبتك. لذلك أطلب منك أن تغلق الأبواب التي ستكون لعنة عليّ، وأن تزيل الأصنام التي أصبحت عائقًا أمام شركتي معك، وأن تأتي بالدينونة على الخطيئة في حياتي حتى أتمكن من التمتع بشركتك المحبة بالكامل. أشكرك على الألم والمعاناة وخيبات الأمل. لا شيء مخفي عنك، ويجب أن أعيش مدركًا أنك ترى كل شيء. أنت ترى نيّة قلبي لإرضائك والأعمال الصغيرة التي أقوم بها طاعة لكلمتك. أنت تغار عليّ، وأنا أشكرك. باسم يسوع، آمين.
عن هذه الخطة

هذا هو الجزء الثاني من سلسلة "مختوم"، المستمدة من أعماق نشيد الأنشاد 8:6. على مدار الأيام السبعة القادمة، سنتأمل في ختم الله على حياتنا — محبته الغيورة والمتقدة التي تشتعل أكثر من النار. إذا لم تبدأ بعد، فابدأ مع "مختوم – الجزء الأول" لتسير في الرحلة من بدايتها. وأنت تقرأ وتستمع، افتح قلبك. دع الكلمة تغمرك. هذه الآيات ليست مجرد كلمات — إنها صوت الله الحي، المنطوق عليك بمحبة.
More
نود أن نشكر i2 Ministries (i2ministries.org) على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: thewadi.org/videos/arabic