سلطان وقوة كلمة اللهعينة

9. قاضينا
الدينونة ليست شيئًا نحبُّ أنْ نفكر فيه، ولكن الحقيقة هي أنَّ الدينونة جزءٌ من تعاملات الله الكاملة مع الجنس البشري. علاوةً على ذلك، في النهاية، القاضي النهائي هو الله نفسه.
وهذا معروض بوضوح في كل الكتاب المقدَّس. يُقدَّم الله بصفته الديَّان النهائي للجنس البشري بأكمله. يومًا ما سنُجاوَب جميعًا أمام الله.
نرى هذه الحقيقة في عدد من الآيات في الكتاب المقدَّس. دعونا نلقي نظرة على بعضٍ منها:
"لِيَقْضِ الرَّبُّ الْقَاضِي الْيَوْمَ..." (قض 11: 27).
"إِنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ قَاضٍ فِي الأَرْضِ"(مز 58: 11).
"وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ" (1 بط 1: 17).
علينا أنْ نواجه هذه الحقيقة: هناك دينونة، والديَّان النهائي للجميع هو الله. يكشف الكتاب المقدَّس عن وجود نظامٌ إلهي للدينونة: الله لديه خطته لكيفيّة إجراء الدينونة. ببساطة شديدة، الله الآب هو الديَّان، لكنه جعل يسوع هو الديَّان. ويسوع، بدوره، جعل الكلمة هي الديَّان.
دعونا نرى كيف فوَّض الآب الدينونة إلى الابن. يقول يسوع:
"لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ" (يو 5: 22-23).
الله الآب أعطى السلطان ليسوع الابن لينفّذ الدينونة لأنَّه ابن الإنسان. فعل ذلك لسببين: لكي يكرم الجميعُ الابنَ كما يكرمون الآب ولأنَّ يسوع هو ابن الإنسان. إن يسوع ليس ابن الله فحسب، بل هو أيضًا ابن الإنسان. وبصفته ابن الإنسان، يفهمنا- يفهم ضعفاتنا، وفشلنا وإغراءاتنا. إنَّه قاضٍ عادل ورحيم لأنَّه يشاركنا في طبيعتنا.
علينا أيضًا أنْ نفهم هذه الحقيقة: أنَّ الابن قد فوَّض سلطانه بصفته قاضٍ للكلمة. يوضح يسوع:
"وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يو 12: 47-48).
في نهاية ، القاضي الذي سنواجهه ليس الآب، ولا الابن، بل سنواجه الكلمة.
هناك عنصر واحد في مسألة الدينونة هذه نحتاج إلى مراعاته: الحكم على أنفسنا. في رسالة كورنثوس الأولى، يقدم بولس تطبيقًا عمليًا جدًا. عندما يتكلم عن الأشخاص الذين تعرَّضوا لدينونة الله بسبب الاشتراك في مائدة الرب بدون استحقاق، يقول بولس إنَّه ليس علينا أنْ نعاني من هذا النوع من الدينونة.
"لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا" (1 كو 11: 31).
يمكننا النجاة من دينونة الله إذا حكمنا على أنفسنا. كيف؟ من خلال النظر في مرآة كلمة الله، وقبول ما تكشفه لنا وإدراك أنَّها ليست مجرد مرآة ولكنها أيضًا ديَّان لنا. التواضع، والتوبة، والطاعة لكلمة الله تحرّرنا من خوف الدينونة.
الكتاب المقدَّس يتكلم عن "سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ" الذي يُطلب منّا عندما نعلن إيماننا بالمسيح من خلال المعمودية (1 بط 3: 21). كيف يمكن أنْ نحصل على جواب للضمير الصالح؟ من خلال رؤية المتطلبات في كلمة الله وتطبيق تلك المعايير على حياتنا. ونتيجةً لذلك، لم نعد بحاجة إلى الخوف من دينونة الله. نحن قد حكمنا على أنفسنا بواسطة الكلمة؛ لذلك، ليس علينا أنْ نواجه دينونة الله على حياتنا.
صلاة ختامية :
«أنا أؤمن أنَّ هذه هي كلمتك. وأستقبلها بصفتها كلمتك. دعها تعمل فيَّ كل ما أرسلتَها لتفعله، في كلّ جزء من كياني -الروح والنفس والجسد- لأنّني أؤمِن بها»".
يا ربُّ، أشكرك على كلمتك. أرجوك أنْ تساعدني على فهمها، واستيعابها، وأن أجعلها جزءًا من حياتي، وأن أسلك بها بطريقةٍ تجلب المجدَ لكَ ولاسم يسوع. باسمك الثمين أُصَلّي. آمين.
للوصول لكافة مواد ديريك برنس على المنصات المختلفة
اضغط هنا 👆🏻
عن هذه الخطة

توضح خطة القراءة ان العلاقة الصحيحة مع يسوع تتطلب علاقة صحيحة مع الكتاب المقدس ويؤكد يسوع سلطان كلمة الله المكتوبة ويشرح ان السلطان وراء العهد الجديد يكمن في الروح القدس الذي ارسله الاب ليذكر التلاميذ بكل ما قاله لهم ويعلمهم كل شئ جديد لان كل الاسفار الكتابية هي وحي الهي
More
نود أن نشكر Derek Prince Ministries, International, Inc على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.dpm.name/