الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

كيف تكرم الرب

شاهد مليار شخص عملية الإنقاذ. ففي يوم 13 أكتوبر عام 2010 الساعة العاشرة مساء (بتوقيت جرينتش) تم إصعاد خوسيه هينريكيز جونزالز من عمق 700 متر تقريبا تحت الأرض بعدما ظل محصورا لمدة تسعة وستين يوما عندما انهار منجم سان خوسيه الموجود في شمال تشيلي.

ساد الظن في البداية إنه لم ينج أحد من الانهيار، أو أن الثلاثة والثلاثين المحاصرين تحت الأرض سيجوعون حتى الموت قبل أن يعثر عليهم أحد.

كان الكثيرون منهم ملحدون، لا أدريين، أو غير مؤمنين أو شبه مؤمنين. كان خوسيه هنريكيز غونزاليس يعرف باسم "المبشر" لأنه قاد كثيرين إلى الإيمان بيسوع المسيح. شكل وقاد مجموعة صلاة. مع ثلاثة وثلاثين كتاب مقدس صغير أرسلها الأصدقاء إلى الأسفل، قاد اجتماعات عبادة مرتين في اليوم.

لقد شهدوا عن حضور شخص رابع وثلاثون. قال عامل المناجم ذو التسع عشرة سنة، جيمي سانشيز، "كان هناك في الحقيقة أربعة وثلاثون منا، لأن الله لم يتركنا بالسفل هناك". كان يسوع هناك معهم. وعندما صعدوا من المنجم كان كل الرجال الذين تم إنقاذهم يرتدون نفس القمصان. كان مكتوبا على القمصان من الأمام، "أشكرك، يا رب"، ومن الخلف كان مكتوبا عليها، "له المجد والكرامة".

كان لي شرف إجراء مقابلة شخصية مع خوسيه هنريكيز في كنيسة HTB. قال، "البطل الحقيقي هو يسوع المسيح، إنه البطل الوحيد الذي ينبغي أن يُذكر. بغض النظر عما قد يكون الانسان قد فعله سواء داخل أو خارج المنجم، فهو من يستحق الكرامة والمجد".

علمنا يسوع أن نصلي لكي يتمجد اسم الله (مت9:6). أعظم مخاوفي هي إني قد أفعل أو أقول شيئا يجلب العار لاسمه. أعمق أشواقي هي أن أرى اسم الرب مكرما مرة أخرى في مجتمعنا.

كيف يجب أن تتصرف لترى اسمه مكرما؟

أمثالٌ 30:‏24-‏33

1 – أشعل الخير، لا الشر

ينبغي أن تُخصص كل حياتنا لتمجيد اسم يسوع وليس أنفسنا. يقول كاتب الأمثال، "إِنْ حَمِقْتَ بِالتَّرَفُّعِ وَإِنْ تَآمَرْتَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى فَمِكَ، لأَنَّ عَصْرَ اللَّبَنِ يُخْرِجُ جُبْنًا، وَعَصْرَ الأَنْفِ يُخْرِجُ دَمًا، وَعَصْرَ الْغَضَبِ يُخْرِجُ خِصَامًا" (ع32-33). نسمي الناس "بالمثيرين" إن كانوا يثيرون المجادلات أو الصراع أو الغضب.

العكس هو إشعال الأمور الجيدة. اسع لأن تكون شخصا لا يثير الغضب أبدا بل، بالأحرى الخير. لا تسع أبدا لتمجيد نفسك، بل يسوع وحده. دائما اسع لتكريم اسم الرب.

"يا رب، أشعل إرادة شعبك الأمين، لكي ما يثمروا ثمر الأعمال الصالحة، ولكي ما بشخصك ينالوا مكافأة سخية: بيسوع المسيح ربنا" (الصلاة الأسقفية في الأحد الأخير قبل عيد الميلاد).

رؤيا يوحَنا 9:‏13-‏10:‏11

2 – تكلم برسالة يسوع

إنك تكرم اسم يسوع عندما تخبر العالم عنه. لن يهتم الجميع، لكن البعض سيهتم. لمن يؤمنون، ستكون الرسالة "حُلْوًة كَالْعَسَلِ" (9:10)، وستتغير حياتهم على يد يسوع.

استمرت التحذيرات المخيفة من الدينونة بينما بوق الملاك السادس ببوقه. كانت هناك حرب رهيبة "وَعَدَدُ جُيُوشِ الْفُرْسَانِ مِئَتَا أَلْفِ أَلْفٍ" (16:9)، هناك عنف مميت وجراح.

ربما كان القرن العشرين هو الأكثر عنفا في التاريخ والأول من نوعه الذي تتورط فيه مثل هذه النوعية من الأرقام في الحرب. لكن، حدث فيه القليل من التوبة.

"وَأَمَّا بَقِيَّةُ النَّاسِ الَّذِينَ لَمْ يُقْتَلُوا بِهذِهِ الضَّرَبَاتِ، فَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى لاَ يَسْجُدُوا لِلشَّيَاطِينِ وَأَصْنَامِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَجَرِ وَالْخَشَبِ الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُبْصِرَ وَلاَ تَسْمَعَ وَلاَ تَمْشِيَ، وَلاَ تَابُوا عَنْ قَتْلِهِمْ وَلاَ عَنْ سِحْرِهِمْ وَلاَ عَنْ زِنَاهُمْ وَلاَ عَنْ سَرِقَتِهِمْ" (ع20-21). عليك فقط أن تراقب الأخبار لترى أن هذه الكلمات هي أيضا تتحقق في زمننا.

بعد هذا رأى يوحنا "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ" (1:10). يبدو هذا إنه يسوع المسيح نفسه. فهو متسربل بسحابة، ترمز لحضور الله. ويوجد قوس قزح فوق رأسه ويرمز إلى وعد الله. "وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَرِجْلاَهُ كَعَمُودَيْ نَارٍ" (ع1).

يشبه هذا وصف يسوع في رؤ12:1-16. "وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ كَمَا يُزَمْجِرُ الأَسَدُ" (3:10) – يسوع هو "الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا" (5:5). (في فقرة اليوم من سفر الأمثال، يوصف الأسد بأنه "اَلأَسَدُ جَبَّارُ الْوُحُوشِ، وَلاَ يَرْجعُ مِنْ قُدَّامِ أَحَدٍ" (أم30:30).

أعطى يسوع السفر الصغير ليوحنا وقال له أن يأخذه ويأكله: "خُذْهُ وَكُلْهُ، فَسَيَجْعَلُ جَوْفَكَ مُرًّا، وَلكِنَّهُ فِي فَمِكَ يَكُونُ حُلْوًا كَالْعَسَلِ" (رؤ9:10). سيكون لرسالة الإنجيل مذاقا مرا بالنسبة لمن سيرفضونها، لكن كل من يقبلها، ستكون بالنسبة له "حُلْوًة كَالْعَسَلِ" (ع9).

بعد هذا، قيل ليوحنا أن يأخذ تلك الرسالة: "فَقَالَ لِي: يَجِبُ أَنَّكَ تَتَنَبَّأُ أَيْضًا عَلَى شُعُوبٍ وَأُمَمٍ وَأَلْسِنَةٍ وَمُلُوكٍ كَثِيرِينَ" (ع11).

يا رب، وسط كل المتاعب التي من حولنا، ساعدنا حتى نخبر بالإنجيل ونرى اسم يسوع يتمجد ثانية.

عَزرا 2:‏68-‏4:‏5

3 – ضحِ من أجل كرامة الرب

ينبغي ألا نتوقع حياة خالية من المتاعب. حذرنا يسوع من أنه في هذه الحياة ينبغي أن نتوقع المتاعب (يو33:16). الإيمان لا يبقيك بعيدا عن المتاعب لكنه يساعدك على الخوض والعبور في المتاعب. لا تركز على متاعبك بل ركز على من يحملك عبرها، وكن مستعدا للتضحية في سبيل جلب المجد لاسمه.

كان شعب الله مشتاقا لإعادة بناء الهيكل في أورشليم. لقد أهين اسم الله عندما تم تدمير الهيكل على يد البابليين. والآن جاءت فرصتهم لإعادة بناءه ورؤية اسم الله يتمجد مرة أخرى.

وعينوا لاويين في سن العشرين وما فوقها ليشرفوا على بناء بيت الرب (عز8:3) – وهذا مثال جيد على تعيين قادة شباب. فقد كانوا مستعدين للتضحية بمالهم وممتلكاتهم. بحسب قدرتهم قدموا للخزانة لأجل هذا العمل 61000 درهما من الذهب، و5000 منا من الفضة و100 رداء كهنوتي" (عز68:2-69).

العطاء جزء أساسي من عبادتك وخدمتك لله. ينبغي ألا تكون عطاياك إجبارية أو بدمدمة، بل تكون "تقدمات اختيارية" بكرم. لا تقارن عطاءك وبعطاء الآخرين، بل أعط ما يمكنك توفيره. الشيء الرائع بشأن هذه التقدمة هي إنه بينما أعطى كل واحد بحسب قدرته، إلا إنهم استطاعوا جمع المال الذي احتاجوه.

لو أعطى كل واحد في الكنيسة بتضحية وبكرم، وكل واحد بحسب قدرته، فسيتقدم ملكوت الله بسرعة وسيتمجد اسمه.

برغم كل المقاومة المحيطة فقد "كَانَ عَلَيْهِمْ رُعْبٌ مِنْ شُعُوبِ الأَرَاضِي" (3:3)، إلا إنهم بدأوا عبادة الرب ثانية وقدموا له ذبيحة. اليوم، نعبد الرب بتقديم جسدنا له ذبيحة حية (رو1:12) – أي، قدم كل شيء لديك، وكل ما أنت عليه، ليستخدم ليجلب المجد لاسمه.

لم ينتظروا الهيكل حتى يكتمل بناؤه قبل أن يبدؤوا عبادتهم. وما أن تم وضع الأساسات، حتى "غَنَّوْا بِالتَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ لِلرَّبِّ، لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَكُلُّ الشَّعْبِ هَتَفُوا هُتَافًا عَظِيمًا بِالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ لأَجْلِ تَأْسِيسِ بَيْتِ الرَّبِّ" (عز11:3).

ليست العبادة الحماسية ظاهرة معاصرة فقط! "وَكَثِيرُونَ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالْهُتَافِ بِفَرَحٍ. وَلَمْ يَكُنِ الشَّعْبُ يُمَيِّزُ هُتَافَ الْفَرَحِ مِنْ صَوْتِ بُكَاءِ الشَّعْبِ، لأَنَّ الشَّعْبَ كَانَ يَهْتِفُ هُتَافًا عَظِيمًا حَتَّى أَنَّ الصَّوْتَ سُمِعَ مِنْ بُعْدٍ" (ع12-13). ومع هذا، فبينما صرخ الكثيرون من الفرح، إلا أن "كَثِيرُونَ مِنَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَرُؤُوسِ الآبَاءِ الشُّيُوخِ، الَّذِينَ رَأَوْا الْبَيْتَ الأَوَّلَ، بَكَوْا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ عِنْدَ تَأْسِيسِ هذَا الْبَيْتِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ" (ع12).

ربما كان هذا لأن الأحجار التي استخدمت كانت أصغر من التي استخدمت للهيكل الأول ولم يكن حجم الهيكل كبيرا كالأول. ويعد هذا تذكيرا لنا بأن هذا الهيكل لم يكن هو الاستجابة بل مجرد ظل لهيكل الروح القدس – شعب الله، مع يسوع حجر الزاوية (أف19:2-22).

لم يمر بناء الهيكل بلا مقاومة: "وَكَانَ شَعْبُ الأَرْضِ يُرْخُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُذْعِرُونَهُمْ عَنِ الْبِنَاءِ. وَاسْتَأْجَرُوا ضِدَّهُمْ مُشِيرِينَ لِيُبْطِلُوا مَشُورَتَهُمْ كُلَّ أَيَّامِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ وَحَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ" (عز4:4-5).

عندما تنطلق لتجلب المجد للرب، قد تلقى المقاومة. سواء كانت هي إعادة الكنائس اليوم، أو أي عمل آخر في ملكوت الله، فلابد ان تكون هناك مقاومة. نجحت المقاومة في تأخيرهم، لكن ليس في هزيمتهم تماما.

يا رب، ليعاد بناء هيكل روحك القدوس، الكنيسة – شعب الله – في جيلنا. ليتنا نرى مباني الكنيسة الفارغة والمهجورة اليوم ممتلئة مرة أخرى بالناس المتعبدين لك. ليتمجد اسمك مرة أخرى في جيلنا.

Pippa Adds

قَوْسُ قُزَحَ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَرِجْلاَهُ كَعَمُودَيْ نَارٍ ... فَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْبَحْرِ وَالْيُسْرَى عَلَى الأَرْضِ، وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ كَمَا يُزَمْجِرُ الأَسَدُ".

ربما نشعر كما لو أن العالم خارج السيطرة، لكن الله إله كلي القدرة.

References

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.