الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

كلمات مليئة بالرجاء

في ربيع عام 2005، مات شاب يدعى كلارك، وهو صديق مقرب لابن بيل هايبلز، في حادث تصادم سيارة. في الجنازة، وبينما كان يتم إنزال الصندوق إلى المدفن، كل ما كان يمكن سماعه كان تنهدات عائلة قلبها قد انتزع لتوه من اللوعة. همس أبو كلارك، وهو يبكي على كتف بيل، "يا بيل، لا يمكن ان ينتهي الأمر هكذا. من فضلك، لا يمكن أن ينتهي هكذا!"

سأل بيل إن كان يمكنه أن يصلي صلاة أخرى. وضع الله في ذهنه كلمات مليئة بالرجاء. فقد شرح إنه بسبب قيامة يسوع وإيمان كلارك بالمسيح، فهو بالفعل في محضر الله. ويوما ما سيتم لم شمل كلارك وعائلته وأصدقاءه من جديد وإلى الأبد.

يعلق بيل هايبلز، متأملا في تلك اللحظة، "عالمنا يتساءل، هل ستسود الظلمة والشر؟ ... هل سيزداد الفقر فحسب؟ ... هل سيظل هناك عنف وحرب؟ ... هل ستظل الزيجات تنكسر؟ ... هل سيظل الاكتئاب يسرق الفرح من الناس؟ هل ينبغي أن تنتهي الأمور هكذا؟ ... في المسيح ... من المؤكد تماما إنها لا يمكن أن تنتهي هكذا ...

"إننا وكلاء على الرسالة الوحيدة على الكوكب التي يمكنها أن تعطي الناس أكثر ما تحتاجه قلوبهم، ألا وهو الرجاء. الرجاء في إنه يمكن مغفرة الخطايا. الرجاء في أنه يمكن استجابة الصلوات. الرجاء في أنه يمكن أن تنفتح أبواب الفرص التي كانت تبدو مغلقة. رجاء في إنه يمكن للعلاقات المكسورة أن تنال المصالحة. رجاء في أن تنال الأجساد المريضة الشفاء. رجاء في استرداد الثقة المفقودة. رجاء في إمكانية إقامة الكنائس الميتة ... من بين كل الناس، ينبغي أن نعلن هذا الرجاء ونحيا فيه ونشع به للآخرين. وينبغي أن نعلن رسالة الرجاء تلك لكل من يعطينا الله الفرصة لأن نؤثر عليه".

المَزاميرُ 146:‏1-‏10

1 – ضع رجاءك في الموضع الصحيح

يضع الكثيرون اليوم رجاءهم في المكان الخطأ. فيثقون في الثروة، أو العمل الناجح، أو العلاقات طويلة الأمد، أو في صورتهم أو مكانتهم. لا شيء خطأ بالضرورة في هذه الأشياء – لكن ولا واحد منها يعد أساسا ثابتا بما فيه الكفاية لتبني عليه حياتك.

أمر هام حقا هو أين تضع رجاءك: "لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ" (ع3-4).

يعلن المرنم عن المكان الصحيح لتضع فيه رجاءك: "طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ" (ع5). إن وضعت رجاءك في الرب، فسيكون هذا الرجاء "كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ" (عب19:6).

لدى المرنم هذا الرجاء الراسخ في الرب. فهو يسبح الله بصفة مستمرة (مز1:146-2). وهو يدرك إنه "الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، الْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا. الْحَافِظِ الأَمَانَةَ إِلَى الأَبَدِ" (ع6).

يعطي إله الرجاء رجاء جديدا لمن يبدو أن لديهم رجاء قليل، وهو يدعوك ويدعوني لنفعل المثل.

يذكر المرنم بعض من أولئك الذين يعطيهم الله الرجاء بصفة خاصة: المظلومين (ع7)، الجائعين (ع7)، والمسجونين (ع7)، والعمي "ع8)، والمهمشين (ع9) والمحرومين (ع9).

يا رب، أشكرك لأنه باستطاعتي أن أضع رجائي فيك. أشكرك لأن هذا مرساة ثابتة وآمنة لنفسي. ساعدني حتى أقدم الرجاء لمن هم في مسيس الحاجة إليه.

رؤيا يوحَنا 14:‏14-‏15:‏8

2 – تطلع إلى الأمام برجاء

الرجاء أمر قوي. هو ليس مجرد شعور أو عاطفة. وهو لا يعتمد على الظروف. الرجاء الحقيقي هو موقف إيجابي ثابت بأن الأمور سوف تتغير للأفضل بغض النظر عن الظروف.

كتب جون بنيان (1628 – 1688)، "للرجاء جلد سميك وسوف يتحمل الكثير من الضربات. سوف يحتمل كل الأشياء إن كان من النوع الصحيح، من أجل الفرح الموضوع أمامه ... إنه الرجاء هو الذي يجعل النفس تتمرن على الصبر والمعاناة الطويلة الأمد تحت الصليب، حتى يحين الوقت للتمتع بالإكليل".

عندما نتطلع من حولنا على العالم نرى الكثير من الظلم. أمور سيئة تحدث للناس الطيبين. غالبا ما يبدو الشر مزدهرا. قد يكون هناك ظلم الآن، لكن يوما ما ستكون هناك عدالة للجميع. سيصحح الله وضع كل الأشياء.

كما عبر الأسقف ليزلي نيوبيجين، "أفق المسيحي هو، "سوف يأتي ثانية" و"نتطلع لمجيء الرب". قد يكون غدا، أو في أي وقت، لكن هذا هو الأفق. هذا الأفق بالنسبة لي أمر جوهري، وهو ما يجعل لدي رجاء وبالتالي أن أجد معنى للحياة أمرا ممكنا".

في هذه الفقرة، يحصل يوحنا على لمحة عما يبدو عليه "تصحيح الأمور" في المرحلة النهائية. سوف يكون يسوع هو القاضي. "ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ" (14:14).

قال يسوع إنه في هذه الحياة ينمو الحنطة والزوان معا حتى الحصاد (مت30:13). وان هذا "الْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ" (ع39). ويتكلم عن الزوان إنه يُنتزع ويُحرق وكيف "يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ" (ع43).

توجد دينونة جذرية يتم فيها تدمير كل أثار الشر في "مَعْصَرَةِ غَضَبِ اللهِ الْعَظِيمَةِ" (رؤ19:14).

إذ تقرأ هذا، تذكر أن يسوع قد شرب كأس غضب الله لأجلك على الصليب، وهكذا خلصت من هذه الدينونة. في هذه الفقرة نرى ما هو شكل اكتمال دينونة الله (1:15). يرى يوحنا "كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ" (ع2) – صورة تجمع بين النقاوة المشتعلة المتوهجة وبين الصفاء والهدوء. السلام والبر يسيران معا.

دينونة الله تنقي العالم، مدمرة الشر والفساد، وتنقذ شعبه من أولئك الذين يضطهدونهم ويقاومونهم "الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ" (ع2).

تماما كما حدث بعد الخروج صار هناك صراخ تسبيح عظيم من شعب الله الذي عبر لتوه البحر الأحمر، هكذا الآن نجد صراخ تسبيح عظيم يصعد إلى الله:

" عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ

 أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ!

 عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ

 يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ!

... لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ" (ع3-4).

أشكرك يا رب، لأنه يوما ما سوف تصحح كل الأشياء. أشكرك لأنه لدي مثل هذا الرجاء في مستقبل عظيم، وقد صار ممكنا بصليب يسوع.

عَزرا 10:‏1-‏44

3 – لا تكف عن الرجاء أبدا

هل شعرت من قبل بأنك قد تماديت كثيرا، فعلت شيئا بزيادة، أو فشلت بصورة سيئة للغاية حتى يغفر لك الله؟ تعد هذه الفقرة تشجيعا إنه مهما أثرت الفوضى، "لا زال هناك رجاء لك": "وَلكِنِ الآنَ يُوجَدُ رَجَاءٌ لإِسْرَائِيلَ فِي هذَا" (ع2)، كما قال شكنيا لعزرا.

كان عزرا قد "صَلَّى ... وَاعْتَرَفَ وَهُوَ بَاكٍ وَسَاقِطٌ أَمَامَ بَيْتِ اللهِ" (ع1). وقد انضم إليه "مِنْ إِسْرَائِيلَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ، لأَنَّ الشَّعْبَ بَكَى بُكَاءً عَظِيمًا" (ع1).

صام عزرا وناح على عدم أمانة شعب الله. في المجموع، كان هناك 113 شخص مذنب بعدم الأمانة. كان منهم ستة وثمانون من "العلمانيين" وسبعة وعشرون من "رجال الدين" (لاويين). لا تجعلنا الدعوة للتفرغ للخدمة المسيحية المرتسمة محصنين ضد التجربة.

المشكلة التي تسلط هذه الفقرة الضوء عليها هي مشكلة الإسرائيليين الذين يتزوجون غير مؤمنين. قبيل هذا التوقيت تقريبا ربما كان هناك طقس رسمي يمكن من خلاله اهتداء غير اليهود إلى اليهودية (انظر 21:6)، ويبدو أن هؤلاء الناس كانوا من رفضوا القيام به.

كان عزرا مهتما لئلا يجذبوا أزواجهن (والذين كان الكثيرون منهم يقومون بدور في قيادة إسرائيل) بعيدا عن الله. يشجعك الكتاب المقدس على التفكير بجدية شديدة بشأن من سترتبط به، وان تتجنب الزواج بشخص قد يبعدك عن الله (انظر 2كو14:6 والتفسير على يوم 3 سبتمبر).

لكن، قد يبدو تطليق زوجاتهن (عز19:10) طريقة تجع غير الأمين في حالة أسوأ، وهذه فقرة تصعب قراءتها بالنسبة لنا. من اللافت للنظر إنها لم تكن بالإجماع (ع15). ما ان تقع تصرفات عدم الأمانة، حتى يصبح الحل أقل من المثالي لا محالة. عندما تمت مواجهة نفس المشكلة بواسطة الكنيسة في العهد الجديد، تم إعطاء المتزوجين من غير المؤمنين تعليمات مختلفة – فقد قيل لهم أن يظلوا متزوجين، ويكونوا نموذجا يحتذى به ويكونوا بركة لشركاء حياتهم (انظر 1كو7؛ 1بط3).

يا رب يسوع، ساعدنا حتى نأخذ خطيتنا وخطية مجتمعنا بجدية – حتى نصلي ونعترف ونبكي ونطرح أنفسنا أمامك في توبة وان نصمم على أن نكون جذريين وغير شفوقين بشأن تجنب عدم الأمانة في المستقبل. أشكرك لأنه لا زال يوجد رجاء لشعب الله. أشكرك لأن رجاؤنا هو في الرب، "الْحَافِظِ الأَمَانَةَ إِلَى الأَبَدِ" (مز6:146).

Pippa Adds

بيبا تضيف

مز8:146

"الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِين".

تعد هذه الآية تذكرة لكونه مع كل الاحتفال بعيد الميلاد، يوجد الكثيرون ممن يمرون بأوقات صعبة. كيف يرفع الله هؤلاء الناس؟ قد يريد أن يستخدمنا نحن.

References

Lesslie Newbigin in interview with Andrew G. Walker, 1988, transcript in: Andrew G Walker, Note from a Wayward Son: a miscellany, (Cascade Books, 2015) p.268

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.