(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولVoorbeeld

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

DAG 271 VAN 365

شرح النص

يطلب الربّ من شعبه في هذه الآية أن يحجّ إلى الهيكل ثلاث مرّات في السنة، خلال الأعياد اليهودّية الكبرى، ليقف كلّ إنسان بين يديّ رّبه. جيّد أن يرى الإنسان بيته وحياته اليوميّة، عمله وهمومه المعيشيّة، لينطلق في سفر، مهما كان طويلًا، في طلب الربّ وطلب وجهه الكريم. عرفت كلّ الديانات، حتّى الوثنيّة منها، عادة الحجّ، وشدّدت على أهميّته في بناء علاقة المؤمن مع الله.

ينطلق لاهوت الحجّ من فكرة أساسيّة أنّ الأرض مقدّسة، لأنّ الربّ يتمشّى فيها، لا بل يعمل فيها، لأنّه هو خلقها. عندما ننظر إلى الجبال، يمكننا أن نرى يد الله ترفع التراب لتكوّن منه تلك الكومة. والوديان حفرها بإصبعه. جمع المياه في البحار واظهر اليابسة. ولكن ايضًا، هناك أماكن مميزّة لأنّها شهدت أحداث استثنائيّة، شكّلت نقطة تحوّل في تاريخ الخلاص. هذه الأماكن تحمل قدسيّة أعلى وتعطي بركةً أكبر لمن يزورها.

لا يمكننا اعتبار هذا الامر "عبادةً للمكان" وكأننا نجعل منه وثن جديد نعبده دون الله. أهميّة هذه الأماكن أنّها تحمل الذكرى المقدّسة وتضع الحاج في الإطار الجغرافي والتاريخيّ والطبيعيّ لتلك الأحداث العظام. هذا ما يجعلنا ندخل عمق المعنى اللاهوتيّ للحدث؛ وكأنّنا نعيشه ونعايشه. نصبح نحن أيضًا من تلك النعمة التي حدثت في هذه البقعة من الأرض.

من ناحية ثانية، فكلّ سفر نحو أماكن الحجّ هو عيش جديد لسفر الخروج. مسيرة خلف الله نحو ارض ميعاده. والربّ يرافق خطواتنا في عمود من نور روحيّ، حتّى لا نتوه. والحجّ أيضًا عيش لاختبار إسرائيل حين حرّره الربّ من سبي بابل وأعاده إلى أورشليم، ليبني هناك هيكل الربّ الذي كان قد تهدّم. لذلك فأنا مدعوّ في كلّ اختبار حجّ أن أتحرّر من كلّ عبودّية قد تعيقني عن التواصل مع خالقي، وأن أخرج من سبي الخطيئة لأعود إلى بيت أبي، حيث ابني له قصرًا في قلبي، فأتحوّل أكثر فأكثر إلى هيكل حقيقيّ للروح.

تأمل في النص

يدعونا الله أن نلقيه كلّ يوم، لا بل ان نربط حياتنا به، هو مصدر وجودنا ومصدر كلّ خير وصلاح. يدعونا أن نلقي عليه همّنا ليريحنا. أن نثق به وحده. وهذا ما نفعله كلّ مرّة نترك فيها عملنا وبيتنا ومشاغلنا لنذهب في حجّ نحو الله.

قد لا يكون بإمكاننا أن نحجّ فعلًا إلى الأماكن التي شهدت ظهور ابن الله على أرضنا. قد لا يكون بإمكاننا السفر إلى بلدان ارتحل بولس الرسول على طرقاتها حاملًا معه بشرى الخلاص للأمم. لكن الأهم أن نعيش عمق روحانيّة الحجّ كلّ مرّة دعة الحاجة أن نخرج من بيتنا نحو الله. ففي كلّ يوم أحد نحج إلى بيت الربّ لنصلّي. وكلّ مرّة نلبّي النداء للمشاركة في حلقة تنشئة أو ساعة صلاة أو تسبيح، علينا ان ننظر بعين الإيمان لنرى حضور الله الهائل في وسط الجماعة التي تلتقي باسمه. علينا أن نراه في جمال الطبيعة كلّما خرجنا إلى أحضانها للتأمّل أو حتّى للاستجمام. فنصبح بذلك حجّاج الله كلّ يوم في حياتنا. ويصبح هو محور كلّ وجودنا.

الفكرة الرئيسة

يدعونا الله أن نخرج إليه بحجّ لنلتقي وجهه ونتشبّع من النعم التي يريد أن يغدقها علينا وفي قلوبنا.

صلاة

أرنا وجهك يا الله، في كلّ خلائقك. دعني أتحسس اصبعك تلامس هذا الكون، تداعبه لتخلق فيه ثنايا الجمال. اجذبني إليك فأسافر في الكون بحثًا عن ذلك السلام الذي تزرعه أنت في قلوب محبّيك. أحجّ إليك كالفراشة التي يجتذبها النور البهيّ، فلا تجعلني أسير أبدًا في الظلام.

خذ قرارًا لهذا اليوم

Aangaande hierdie leesplan

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.

More