(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولVoorbeeld

شرح النص

يكتفي الضابط الرومانيّ بعرض حالة خادمه على يسوع. بالطبع، يأتي طلب الشفاء ضمنيًّا، ولكنَّه لم يتوقَّف على كيفيَّة تحقيق هذا الشفاء. يعرض يسوع إحدى طرق الشفاء: الذهاب إلى البيت لشفائه عن قُرب. يقترح الضابط طريقة أخرى للشفاء، لأنَّه لا يستحقّ أنْ يدخل يسوع إلى بيته. اقترح أنْ يقول يسوع كلمة عن بُعد حتَّى يُشفى الخادم.

يرتكز اقتراح الضابط على توازٍ بين حالة يسوع وحالته. مِن جهة، الضابط الرومانيّ مرؤوس، أي هناك سلطة القيصر فَوقَه، وهو مُجنَّد لتتميم مشيئته. من جهة أخرى، لديه جنود تحت إمرته يُحقِّق من خلالهم ما يأمره به القيصر. مدحَ يسوع إيمان هذا الضابط لأنّ هذا الأخير فَهِم أنَّ الله الآب هو الذي أرسلَ يسوع لتتميم مشيئتِه الخلاصيَّة، وأنَّ يسوع يملك السلطان الذي يُحقِّق بواسطته هذه المشيئة. فَهِم الضابط جوهر علاقة الآب بالابن.

قاد هذا الإيمانُ بالعلاقة الخلاصيَّة بين الآب والابن يسوعَ إلى إعلان كيفيَّة الدخول إلى الملكوت حيث إبراهيم واسحق ويعقوب. يُلغي هذا الإيمان ما كان يَعتقده اليهود: حصريَّة اليهود في دخول الملكوت؛ وَيفتح الباب واسعًا أمام كلِّ مؤمن حقيقيّ.

تأمل في النص

ما هو الإيمان الذي استحقَّ المدح من يسوع؟ إنَّه الإيمان الذي يتجذَّر بالآب السماويّ وبإرادته الخلاصيَّة؛ إيمان يرى العلاقة الجوهرَّية بين الآب والابن المُرسَل للخلاص؛ إيمان يعترف بقدرة الربّ يسوع المُطلقة لتحقيق هذا الخلاص. يبقى السؤال المطروح على كلِّ مؤمن: كيف تصنِّف إيمانَك بالنسبة إلى هذا الإيمان الذي طوَّب يسوع صاحبَه؟

ما هي مفاعيل هذا الإيمان؟ ينتهي النصّ بإبراز خطَّين من النتائج. نتائج شخصيَّة تقود المؤمن إلى عيش الملكوت في كلِّ أبعاده الحاضرة والمستقبلة؛ ونتائج علائقيَّة تجعل صلاة المؤمن من أجل الآخرين مقبولة عند الربّ.

الفكرة الرئيسة

لا ترتبط نظرة يسوع إلى الآخر بماضيه ولا بهويَّته. الإيمان، ولا شيء غير الإيمان، يكفي لفتح صفحة جديدة في تاريخ الشخص وفي علاقاته.

صلاة

كثيرًا ما تنحصر صلاتي يا ربّ بأموري الشخصيَّة وبصعوباتي... وأنسى أن جوهر الإيمان لا يُعفيني من حَمل الآخرين وهمومهم بصلواتي. أعطني يا ربُّ إيمانًا قوًّيا يُنمِّيني شخصيًّا وعلائقيًّا.

خذ قرارًا لهذا اليوم