(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
لَفَت نظر اْلمفسِّرين الخلل الجغرافيّ في مطلع النصّ. هذا الخلل يُظهِر من جهة عدم معرفة كاتب الإنجيل بجغرافيا المنظقة، ويُشير من جهة أخرى، أنَّ همَّه هو التركيز على مجيء يسوع إلى أرض وثنيَّة واجتراح معجزات فيها. ولُوحظ أيضًا أنَّ هذا الشفاء يُشبه شفاء أعمى بيت صيدا، إنْ من جهة المنطقة الوثنيَّة أو من جهة طريقة يسوع في الشفاء التي تشبه طريقة الشفَّائين المعروفة في تلك الأماكن. أضف إلى ذلك، أنَّ مرقس يتفرَّد بذكر هذَين الشفاءَين.
يأخذ يسوع الأصمَّ منعقد اللسان بعيدًا عن الجموع وشفاه. يُذكِّرنا هذا الابتعاد بطريقة إحياء إيليَّا للصبيِّ الميت. يعطي هذا الابتعاد طابعًا سرًِّّيا للشفاء، بالإضافة إلى رَفع يسوع عينيه إلى السماء وتنهُّده. يأتي الشفاء من قدرة يسوع التي يستمدُّها من مصدرها السماويّ. إنَّه علامة شراكة بين الله ويسوع.
بعد الشفاء، يطلب يسوع من الجموع عدم إخبار أحد بما جرى، كما في معظم الأحيان في القسم الأوَّل من إنجيل مرقس. يندرج طلب الصمت بتدرُّج كشف السرِّ المسيحانيّ من جهة، وَبتجنُّب فَهم خاطئ لهوَّية يسوع المسيح لأنَّ العجائب تكشف أنَّه المسيح المنتظر، لكنَّ فهمَهم لهذا المسيح يختلف عن حقيقة يسوع المسيح.
تأمل في النص
يُبرز هذا الشفاء، كما الكثير من الشفاءات، بُعدَين للعلاقة مع الربّ: بُعد جماعيّ يَحمل المريض إلى يسوع ويكون للشفاء تأثير على الجماعة؛ بُعد شخصيّ حميم ينمِّي المريض في هذه العلاقة. تَضع هذه الحقيقة المؤمن أمام فحص ضمير أساسيّ على مستويات مختلفة: مستوى اهتمامه بالآخرين؛ مستوى صلواته الكنسيَّة الجماعيَّة؛ مستوى صلواته الشخصيَّة وقراءاته الكتابيَّة والروحيَّة. كلُّ هذا يُنمِّي العلاقة مع الربّ ويوازن بين البُعدَين الشخصيّ والجماعيّ.
يدخل تعجُّب الجموع في خَطٍّ إيمانيّ مزدوج: "ما أروَعَ أعمالَهُ كُلَّها! جَعَلَ الصُّمَّ يَسمَعونَ والخُرسَ يَنطِقونَ". القسم الأوَّل من التعجُّب يُعيدُنا إلى الخلق، لأنَّ الكلمة المستعملة هي "حَسنًا" (حسنًا صنع كلَّ شيء)، تُذكِّرنا بقول الخالق عندما كان ينظر إلى خليقته (كلّ شيء حسن). والقسم الثاني يُذكِّرنا بالخلاص، لأنَّ إشعيا يتنبَّأ على المخلِّص الذي بمجيئِه سيجعل العميان يُبصرون والصمَّ يسمعون (إش 35 : 4– 6). نستنتج أنَّ دخول المؤمن في منطق عجائب يسوع هو دخول في الصفتَين الأساسيَّتَين لله واللتَين كُشفتَا لنا بالربِّ يسوع: الخالق والمخلِّص. هذا هو الخطُّ الإيمانيّ التي يختصر تجدُّد المؤمن الدائم في مسيرته مع الربّ.
الفكرة الرئيسة
كما أنَّ الخلق طاول الجميع، كذلك الخلاص معروض على الجميع.
صلاة
ما أعظم أعمالك يا ربّ، أعمالك في الخلق وأعمالك في الخلاص. اجعَلْني يا ربُّ، أقبل حياتي لأنَّها عطيَّة منك لم أسأْلكَ إَّياها؛ وأعطِني ألَّا أرفض الخلاص الذي تقترحه عليَّ لأُكمِّل خليقتك الحسنة فتصبح حسنةً جدًّا.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More