(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
نقرأ رواية عن صيد عجائبيّ في إنجيل يوحنَّا (الفصل 21)، ولكن بعد قيامة الربّ يسوع، وبتفاصيل تختلف عن رواية الصيد العجائبيّ التي يذكرها لوقا (الفصل الخامس). يتميَّز لوقا بهذه الرواية التي يتفرَّد بها، أنَّه جعلها في أساس دعوة التلاميذ الأوَّلين. فالتلاميذ الأوَّلون بحسب متَّى (4: 18 – 22) ومرقس ( 1: 16 – 20) يتبعون يسوع تلبية لطَلَبِه باتِّباعه، وهم لم يَرَوا بَعدُ أيَّة أعجوبة. يستغرب منطق لوقا اِّتباعًا كهذا، فجعل العجائب تسبقه، حتَّى يأتي نتيجة لما اختبروه من معجزات.
ركَّز متَّى ومرقس على فاعليَّة كلمة يسوع، أمَّا لوقا فأسَّس الاتِّباع على الاختبار الملموس. بعد انتهاء يسوع من التعليم، طلب من بطرس الذهاب إلى العمق وإلقاء الشبكة للصيد. بالنسبة إلى بطرس، طلبُ يسوع غير منطقيّ، لأنَّهم تعبُوا كلَّ الليل دون جدوى. ولكن تمَّم كلمة يسوع، واختَبَر فاعليَّتها. اختبر أنَّه أمام تجلٍّ إلهيّ، كما اختبار النبيّ إشعيا (6: 5)، وعرف أنَّه خاطئ لا يستحقّ المثول أمام هذا الحضور.
يختصر نشاط يسوع في قارب سمعان جوهر ما كان يقوم به: تَعليم وأعمال. علَّم وأظهرَ أنَّه مقتدر بالقول؛ أخرج صيدًا عجائبيًّا فأظهر أنَّه مقتدر بالعمل. على أساس هذه القدرة التي تجلَّتْ سيترك التلاميذ الأوَّلون "كلَّ شيء" (ميزة لوقا؛ متَّى ومرقس يذكران تَرك الشِّباك). ويتبعُوا يسوع.
تأمل في النص
لقد ألقى التلاميذ عدّة مرّات شباكهم بدون نتيجة حتّى تعبُوا؛ فقرَّروا إنهاء عملهم. وإذا بيسوع يطلب منهُم أن يُلقُوا الشباك مرّة أخرى في العمق. هذا يعني أنَّه، بالرغم من التعب، ليس هُناك مِن مرّة أخيرة إلّا عندما يكون هُناك نتيجة. فالتعب لا يُنهي عملًا، لكنّ الوصول إلى الغاية هو يُنهي العمل. هذا جوهر العمل مع الربّ.
أخذ يسوع صورة الصيد ليجعل من بطرس صيَّادًا للناس. في غالب الأحيان يرمز الماء (أو البحر) إلى الموت: الطوفان، مشي يسوع على البحر، نزول الخنازير الممسوسة في البحر، العماد كموت وقيامة... من هنا نفهم رمزيّة اصطياد الناس أي إخراجهم من الموت. والوسيلة لتحقيق ذلك واضحة: دعوة وسلطة من يسوع المسيح. أنتَ مدعوّ لتكون في آنٍ معًا صيّادًا ومَصيدًا.
الفكرة الرئيسة
أساس كلِّ خبرة روحيَّة ودعوة هو الذهاب إلى العمق بكلِّ أبعاده.
صلاة
أنا خاطئ... ولكن لن أطلب منك يا ربّ أن تبتعد عنِّي. أسألك بالأحرى أن تحقِّق بالملء ما جئت تتمِّمه، عمَّانوئيل. كُنْ معي يا ربّ لأنِّي خاطئ ولكي أخلَّص.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More