(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

أتى أحدهم بابنِه الممسوس إلى يسوع وطلب منه أنْ يشفيَه، لأنَّ التلاميذ لم يستطيعوا شفاءَه. نعرف أنَّ يسوع، عندما أرسل تلاميذه، أعطاهم سلطانًا يطردون به الشياطين ويشفون من كلِّ مرض وعلَّة (مت 10 : 1). نستغرب هنا كيف أنَّهم لم يستطيعوا أنْ يشفُوا الولد المصروع، ونتساءل بِمَنْ يرتبط تحقيق الأعجوبة: بالسلطان الإلهيّ، أم بإيمان طالب الأعجوبة، أم بإيمان الذي يُطلَب منه القيام بالأعجوبة؟ الأساس الأوَّل الثابت هو السلطان الإلهيّ. أمَّا بالنسبة إلى إيمان طالب الأعجوبة، فإنَّنا نرى في بعض الأحيان يسوع يقوم بشفاءات أو بإحياء ميت دون أنْ يُظهِر الذي تحصل معه الأعجوبة أيَّ إيمان. وفي نصِّنا نرى ضرورة إيمان مَنْ تُطلَب منهم الأعجوبة، لأنَّ يسوع ينتقد تلاميذه على عدم إيمانهم. يُبيِّن هذا الأمر أنَّ على التلاميذ أنْ يتحلَّوا ببعض الاستعدادات أو الشروط، وليسوا مجرَّد وسائل تمرُّ من خلالها نعمة الربّ إلى الآخرين. 

يكشف يسوع في النصّ أنَّ التلاميذ لم يستطيعوا القيام بالأعجوبة لأنَّهم لم يكونوا مُسلَّحين بِثلاثة مفاتيح: الإيمان والصوم والصلاة. بالمقابل جاء طرد الشيطان والشفاء عن يد يسوع مباشرة. هذا يعني أنَّ يسوع هو مثال المؤمن في الاستعداد الدائم: يبقى دائم الحضور والقدرة على العمل الفعَّال.

تأمل في النص

أوقف هذا الشفاء التلاميذ أمام حقيقتهم الداخليَّة واستعدادهم لتلبية أيِّ طلب روحيّ. شرح لهم يسوع لماذا لم يستطيعوا أن يُلبُّوا الطلب. وأنت كمؤمن، لا مثال التلاميذ، لا تعرف متى تُطلب منك خدمة روحيَّة أو حياتيَّة. لذلك أنت مدعوٌّ أنْ تعيش "حالة دائمة " من الإيمان والصوم والصلاة، فلا تكون ممارسات ظرفيَّة. هل تتفاجئ بَعدُ لماذا لا تجترح المعجزات؟

"أيُّها الجيل غير المؤمن الفاسد! إلى متى أبقى معكم؟ وإلى متى أحتملكُم؟" لم تكن كلمات يسوع هذه موجَّهة إلى الفرِّيسيِّين بل إلى التلاميذ! كلمات قاسية تدفع بكلِّ مؤمن إلى فحص ضمير أساسيّ. صحيح أنَّ الربَّ رحيم ويحتمل ضعفنا دائمًا؛ صحيح أنَّ الربَّ عمَّانوئيل ويبقى معنا دائمًا. ولكن أين إيماننا، ولو بمقدار حبَّة الخردل، لنكون مَعه كما هو معنا، ولا نستغلَّ رحمته بتأجيل توبتنا واستعدادنا.

الفكرة الرئيسة

فشل التلاميذ في شفاء الممسوس استحقَّ لهم استغراًبا لدى الناس، وتوبيخًا عند الربّ يسوع.

صلاة

يا ربُّ، لن أطرح بَعد الآنَ في قرارة نفسي السؤال: لماذا...؟ لأنِّي حصلتُ على الجواب. اِجعَلْ يا ربُّ من حياتي تأمُّلًا تطبيقيًّا، استعدادًا لتحقيق مضمون جوابك لي.

خذ قرارًا لهذا اليوم