(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
في عمق الصحراء، بعد أن حرّر الربّ شعبه من عبودّية مصر ونجّاه من يد فرعون، وبعد أن شقّ أمامه البحر فأتمّ بذلك فصحه وخلاصه، ها هو الآن ينظّم هذا الشعب تنظيمًا دقيقًا يعبّر عن خاصيّته، أنّه شعب الله المختار. فهم ليسوا شعبًا كسائر الشعوب التي ترتكز على ملوكها وقاداتها وجيشها وتجارتها. يرتكز إسرائيل على الله أبوهن مصدر كلّ موجود. وعلامة هذا الوجود المميز هي الهيكلّ، حيث سيسكن الله في وسط شعبه.
من هنا نفهم مدى قدسيّة هذا الهيكل بالنسبة لليهود. فهو مصدر وجودهم "كشعب الله المختار" هو رمزهم هو أيضًا ضمانتهم: "إن كان الله معنا فمن يكون علينا" (رو 8: 30). لذلك يطلب الله من جميع أعضاء الشعب أن يشاركوا في بناء هذا "المسكن" للهّ. ويعتبر هذه المشاركة أنّ تقدمة شخصيّة له، ليكون هو أب للجماعة ونحن أبناؤه، وأهل بيته. يمكننا اعتبار هذه المشاركة أولًا كنوع من الالتزام بالربّ وإقرار بأنّه هو أساس حياتنا. وأيضًا كعربون تسليم حياتنا لحمايته ووضعها في مشروعه الخلاصيّ. أنَّ بناء الهيكل هو أن نقول للربّ أننا نريده في حياتنا وفي جماعتنا وفي مجتمعنا وهو أنّ نقرّ أنّ لا مخلّص لنا سواه. لا رئاسات ولا سلاطين قادرة على أن تهبنا الحياة. بل الله وحده هو أبونا ونحن شعبه وأبناؤه، نشكّل معه، جسد المسيح السريّ، ذلك الهيكل القدسيّ الذي بناه المسيح نفسه باستحقاقات موته وقيامته.
تأمل في النص
يدعونا الربّ لنسكن بين يديه وليسكن هو في وسطنا وفي بيوتنا وفي قلب كلّ واحد منّا. هدفنا كمسيحيّين أن نكرّس العالم للربّ وأن نجعل من عالمنا هيكلًا له ولمجد اسمه. وهذا المشروع العظيم لا يتمّ إلَّا على مراحل وبشكل متتابع. فهيكل أورشليم، على ضخامته وعظمته، هو مبنيّ من حجارة صغيرة، وضعت الواحدة قرب الأخرى، إلى أن وصل البناء إلى ما كان عليه من أبّهة وجمال وفخامة.
وهكذا نحن، وكلّ منّا في مكانه وفي الموضع الذي اختاره الله له، علينا ان نبدأ ببنيان الهيكل الإلهيّ، بأن نكرّس أولًا ذواتنا لله، فاتحين له قلوبنا ومسلمّين حياتنا بين يديه. هذه الحجرة الأولى، نتبعها بتكريس عائلاتنا، ومن ثمّ جماعاتنا، وهكذا دواليك.
فإن انطلقت شعلة البناء هذه من قبل كلّ المؤمنين، لن يطول بنا الأمر حتّى نرى أنوار الهيكل الإلهيّ تشع في أربعة أقطار العالم. المهمّ أن لا نهمل هذه المهمّة الرسوليّة الأساس. فالله نفسه يطلبها منّا شخصيًّا. فهل يعقل أن نتجاهل طلب الله ورغبة قلبه؟ هل سنترك الربّ ينتظر طويلًا؟ لا ينتظرنّ أحد أخاه ليبدأ. بل قل اليوم "نعم" وانطلق مع الربّ. كن أنت الشعلة الأولى.
الفكرة الرئيسة
الله يدعوني أن أبني له هيكلًا مقدّسًا في وسط العالم، ليسكن هو معنا ويخلّصنا. نحن حجارة حية في بناء هذه الكنيسة.
صلاة
ساعدني يا الله لأعي في العمق أنك تسكن في وسط هذا العالم، أنك تسكن في بيتي وفي قلبي.
اجعلني أرى وجهك، يرافقني. واسمح لي أن اعدّ لك في كل موضع لقدميك، هيكلًا بهيًّا من الإيمان والحبّ والتسليم.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More