(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

يلفت نظر القارئ اهتمام النصّ بأن يغطّي كلّ ما يختصّ بالهيكل المكرّس لله بالذهب الخالص. قد يعتقد المرء أنّ الأمر هو من باب البهرجة والفخامة الفارغة. إلّا أنّ للذهب رمزّية بيبليّة عميقة. الذهب هو أثمن المعادن قاطبةً، وبهذا فالذهب يرمز إلى أنّ الله هو الأغلى على قلب المؤمن. فالغالي يُستعمل له الغالي. فإن كان الملوك يميّزون أنفسهم بهذا المعدن، فليس من متمايز أكثر من الله. وبهذا يُعلن المؤمن أيضًا أنّ الله هو الملك الحقيقيّ على قلوب المؤمنين. فهو الوحيد الذي يريد خير الإنسان دون خيره الخاص، أي بمجانيّة كبرى.

من ناحية أخرى، يطرح السؤال نفسه: ما الذي يجعل الذهب معدنًا غالي الثمن؟ ليس فقط ندرته كمعدن، بل بالأخصّ كون الذهب لا يصدأ ولا يتغيّر. من هنا نفهم أنّ الذهب يرمز أيضًا للأبديّة، لأنّه يبقى إلى الأبد على حاله دون أن يتغيّر ودون أن يفنى. وهذه الرمزيّة تتناسب أيضًا مع الله لأنّه هو الأمين الذي لا يغيّر وعوده ولا يتراجع بعهوده ومواثيقهِ. فعندما ينظر المؤمن إلى الذهب، يُدرك أنّه بين يديّ ربّ يستطيع الوثوق به حتّى وإن كان ظاهر الأمور لا يساعده على ذلك.

تأمل في النص

"احمدوا الربّ لأنّه صالح، لأنّ إلى الأبد رحمته؟" (مز 136 : 1). يدعوني الله أن اكتشف غناه. فهو نبع كلّ النعم وواهب كلّ الخيرات. لولا الربّ لما كان شيء ممّا كان ولا وجد أي شيء. هو نبع كلّ الوجود. هو من يشرق شمسه على الاخيار والأشرار ويهطل المطر في حينه. لا يغرّرنّ أحد بقلب الإنسان ويوهمه أنّه قادر على إعطائه شيئًا. فلا يملك الإنسان إلّا ما يملكّه الله إيّاه.

ويدعوني الله أيضًا أن اكتشف أمانته وصدقه وثبات مواعيده. لذلك فهو يدعوني أن ألتزم شريعته لأنّها مثله لا تسقط أبدّا. الله هو الثابت الوحيد في الكون وفي حياتي الشخصيّة. وهو ثمين وأغلى من الذهب. هو بالتالي كنز حياتي الحقيقيّ. كلّ شيء يزول إلّا وجه الله.

من المهم أن يفهم الإنسان رمزيّة جمال البيت المكرّس للعبادة، أنّه يُظهر بهاء وجه الله. أنا مدعوّ أن اعبر من خلال جمال الاحتفال، بكلّ مكوّناته، الماديّة والموسيقيّة والنصوص والقراءات، وكلّ شيء، إلى جمال صاحب العيد وربّ الاحتفال. وبالتالي يكون جمال وترتيب الاحتفال تعبير ملموس عن إيمان الجماعة المؤمنة بربّها وبعظمته وصلاحه وأمانته وغنى عطاياه.

الفكرة الرئيسة

الاهتمام بجمال بيت الله وبترتيب الاحتفالات والصلوات هو تجسيد ملموس لغنى الله وامانته التي تثبت إلى الأبد. الله هو أثمن من الذهب، لأّنه هو خالقه وخالق كلّ شيء.

صلاة

اكشف لي يا ربّ وجهك النيّر واجعلني أهيم في بهائه وغنى إشراقاته السماوية، ليكون لي المنارة التي تهديني طريق السماء، حيث هو كنزي الحقيقيّ. لا تجعل يا ربّ عينيّ تقع في غشّ هذا العالم الزائف، فلا أبيع اللؤلؤة المكنونة لأشتري الحديد الصدئ والكنز الذي يأكله السوس.

خذ قرارًا لهذا اليوم