(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
عندما سرق يعقوب بركة أخيه، استشاط عيسو غضبًا وهدد أخيه بالقتل، إذا ما التقاه من بعد. ينفصل الأخوان، ويعيش يعقوب حالة خوف دائم من المصير. لا يمكن أن يترك الربّ أحبّائه في ليل الشكّ والخوف. نرى كيف يأتي للقاء يعقوب في رؤيا ليقف إلى جانبه ويقوّيه في إكمال مسيرة قداسته. يأتي الربّ في الليل الذي يرمز إلى ضياع يعقوب وخوفه. وأيضًا يؤمّن الليل الهدوء والسكين اللازمتين لسماع صوت الله العذب. فعندما يكون الإنسان في صخب الضوضاء وعندما يفكّر كثيرًا في مشكلته ويحاول أن يجد لها الحلّ البشريّ، يضطربّ ويتخبّط فيتعذّر عليه أن يتواصل مع الله. وهكذا نفهم رمزّية أنّ الربّ أتى يعقوب وهو نائم، أي عندما توقّف عن العمل البشريّ واستسلم للنوم. والنوم في الكتاب المقدّس هو من علامات الإيمان. لأنّ الإنسان القلق يتأرّق. ولا ينام، إّبان الصعاب، إلّا من يثق أنّ له ربّ يحميه ويعتني به.
يرى يعقوب سلمًا منصوًبا يصل الأرض بالسماء. إذًا السماء مفتوحة له والربّ يسمع دعاءه وهو ليس بعيد عنه. يعقوب ليس وحيدًا. يرى أيضًا ملائكة الذين هم رسل الربّ يحملون السلام إلى العالم. يريد الله إذًا ان يزرع السلام في قلب يعقوب ليعيد له ثقته برّبه وبالحياة وبالخلاص الذي أعدّه الله له. ولكن تقدّم لنا الرؤيا خاصيّةً غريبةً وجميلةً. إذ يرى يعقوب الملائكة تصعد وتنزل على السلّم. وكان المفروض أنّ يراهم ينزلون، من السماء، ليعودوا فيصعدون إليها. هذه الحركة المعكوسة هي دعوة ليعقوب أن يبادر هو بالصعود إلى السماء، أو بالأحرى برفع قلبه على العلى، على الربّ، قبل ان ينتظر منه العطيّة والمساعدة.
تأمل في النص
الربّ يرافق درب كلّ مؤمن في مسيرته وفي سقطاته أيضًا. وهو قريب منّي بشكل أخصّ في ساعات ضعفي وفي ساعات المحن. المهمّ أن أتمكّن أنا من رؤية وجهه ومن سماع صوته. ضوضاء هذا العالم تقلقني، تصمّ أذنيّ وتزيغني. ولذلك أنا مدعوّ دومًا إلى خلق جوّ السلام حولي، أن أختلي بنفسي، أن أبعد عن ساحات المعركة، لأتمكّن من أن أرى، أن أتأمّل، بشكل حياديّ وموضوعيّ، مجريات الأمور.
وهناك، في عزلتي مع نفسي، سأجد الله، يلاقيني، يأتي إليّ، يفتح السماء مشرّعةً لي ويفتح ذراعيه المحبّتين ليتلقّاني. المهمّ وقتئذ أن أقوم أنا بالخطوة المطلوبة: أن ألقي نفسي بين يديه، أن أصعد بقلبي وفكري إلى بيتي الحقيقيّ، إلى السماء. هناك سأجد الراحة والهدوء والسلام الدائم.
الفكرة الرئيسة
في ساعات المحن، على الإنسان أن يبحث عن وجه الله، لأّنه قريب. عليه أيضًا أن يفتح قلبه وأن يتّخذ قراره بأن يرتقي بقلبه وفكره نحو الله، تاركًا هباء الدنيا خلفه.
صلاة
لا تتباعد يا ربّ في وقت الضيق بل سارع إليّ. فبدونك لا أقوى على الوقوف ولا أستطيع الاستمرار. افتح عينيّ لأرى كم أنت قريب. أرسل ملاكك يعزّيني ويرشدني إلى درب السماء. لا تجعل قلبي يتعلّق بما هو زائل، بل ارفع فكري نحو الملكوت، نحو بيتي الأبديّ، حيث تنتظرني.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More