(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

يعرض انا الكتاب المقدّس قصّةً الصراع الاخويّ بين يعقوب وعيسو. هما توأمين. لذلك فمن يخرج أوّلًا من بطن أمّه يكون البكر، ويحمل بالتالي بركة الربّ عليه. ونجد أنّ الأخوين يتصارعان في بطن أمّهما للاستحواذ على البركة. ولكن، يخرج عيسو أولًا، وهو البكر. ويخرج يعقوب ممسكًا بعقب أخيه، يصارعه؛ لذلك سمّي يعقوب.ونرى أنّ عيسو يتنعّم بخيرات بركة الربّ. فهو ذو بنية قوّية جعلته صيّادًا ماهرًا. أمّا يعقوب فضعيف وهوايته الطبخ، مثل النساء. ولكن، بالرغم من ذلك، ما يزال يعقوب يشتهي بركة الربّ ويتوق إليها، رغم أنّه لا يوجد سبيل مفتوح أمامه للحصول عليها.

نرى هنا عيسو عائدًا من رحلة صيد، متعب جائع ويعقوب يحضّر طعامًا اشتهاه أخوه. قرّر عيسو أن يأخذ الطعام، أي يسلب أخوه آخر ما يملك. يرفض يعقوب أوّلًا، ومع إصرار عيسو، يقايضه على البكورّية: "بعني اليوم بكورّيتك". طبعًا البكورّية، أي بركة الربّ، لا تباع ولا تشترى. ولكن لم يكن أمام يعقوب مخرج آخر. حاول محاولةً يائسة، لم يتوقّع أنّ عيسو سوف يقبل، إلّا أنّه نجح. والغريب، أنّ عيسو باع الربّ بأكلة عدس، والعدس هو أرخص البقول في تلك الأّيام؛ أي أنّه باع الله بلا شيء. الفرق كلّ الفرق هو هنا: شخص يحبّ الله ويستميت للوصول إليه وشخص يملك بركة الله إلّا أنّه يستهين بها.

لذلك وبالرغم من أنّ الأسلوب خاطئ، أي شراء البركة، سوف يكون الربّ مع يعقوب رغم خطيئته. لأنّ الربّ نظر إلى قلبه المحبّ والمتعلّق به، ولم ينظر إلى ضعفه وحيلته. 

تأمل في النص

من يبحث عن الربّ لا بدّ أن يجده. فالربّ قريب دائمًا من أحبّائه. علينا دومًا أن ندرك أهميّة الربّ في حياتنا ومقدار العطية العظيمة أن نكون بين يديه، فهو نبع كلّ الخيرات. مهما كنت ضعيفًا ومهما كان إيماني صغيرًا، عليّ أن لا أتردد في طلب الربّ. خطيئتي لن تمنعني عن إيجاده، إذا كان قلبي عامرًا بحبّه. فالله ينظر إلى القلوب قبل أن ينظر إلى الأعمال.

من ناحية ثانية، علينا أن ننتبه إلى أنّ من يملك البركة يمكنه أن يخسرها، بالخطيئة والجحود أو حتّى بالإهمال والاستخفاف. كثيرًا ما نحيا حالةً من الثقة الخاطئة أنّ الربّ لن يتخلّى عنّا، لأنّه طيب محبّ ورحيم. وصحيح أنّ الربّ كذلك، ولكن متّى تخليّت أنا عنه وأغلقت بالتالي باب قلبي في وجهه، أسدّ الطريق أمامه ليرحمني. أنا من يقطع الطريق. ولكنّ النتيجة ستون نفسها: الانفصال عن الربّ وخسارة نعمته.

الفكرة الرئيسة

أحبب الربّ إلهك بكلّ قلبك وكلّ نفسك وكلّ قوّتك، لا بدّ أن تجده وتحصل بالتالي على البركة.

صلاة

أجعل يا ربّ حبّي لك أقوى من خوفي وضياعي ومن خطيئتي نفسها. اجعلني ابحث عنك في كلّ مكان وبشكل دائم. عرّفني أنّك تنتظرني بشوق يفوق شوقي إليك وأنك أحببتني حتّى قبل ولادتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم