(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
بعد حياة طويلة مع الربّ، تنتهي حياة إبراهيم. لن يخلد أحد على هذه الأرض. قد يقودنا هذا النصّ إلى نوع من السوداوّية التي نجد لها صدًا في سفر الجامعة. يتساوى الجميع أمام الموت، الكبير والصغير، الغني والفقير، الحكيم والجاهل، الصالح والخاطئ. إلّا انّ النصّ يفتح أمامنا أفقًا واسعًا للتأمّل، إذ يقول أنّ إبراهيم "مات بشيبة صالحة"، وهذا موت الابرار. إذًا لا يتساوى الأبرار في ميتتهم مع الأشرار. من يعش مع الله يواجه الموت بسلام الربّ. ومن يعش مع الشيطان، يسلّم روحه ليد سيّده بالخوف والرعدة.
ويكمل النصّ قائلًا أنّ إبراهيم مات "شيخًا مشبعًا من الأيّام". إذًا، هناك شبع من الأيام. هناك زمان يجب أن تنتهي الحياة معه، لأنّها أكملت دورها بالنسبة للإنسان. يعتقد البعض خطاءً أنّ كلّ موت هو ناتج عن الخطيئة. ولكن الكتاب المقدّس يخبرنا أنّ مشروع الله للإنسان هو أن ينتهي وجوده على هذه الأرض لينتقل منها إلى الفردوس. فحتّى في جنة عدن لم يكن آدم خالدًا. والدليل على ذلك أنّ الله زرع له فيها شجرة الحياة، ليأكل منها ويحيا إلى الأبد. إذًا، آدم بذاته ليس خالدًا؛ هو بحاجة لشجرة الحياة ليصل إلى الحياة الأبديّة. إذًا هو بطبيعته مائت، حتّى قبل أن يسقط في الخطيئة. وهذه الأخيرة لم تسبب للإنسان الموت البيولوجيّ بل الموت الروحيّ، وهو أخطر وأدهى. موت إبراهيم هو واقع طبيعيّ لا شرّ فيه. يقول النصّ أنّ إبراهيم "انضمّ إلى آبائه"، أي أنّه صار إلى مصير جميع البشر.
تأمل في النص
على الإنسان أن يدرك أنّ الموت الطبيعيّ، بعد حياة طويلة هو نعمة من الله وليس نقمةً أو عقابًا. هو انتقال إلى الملكوت، لينال الإنسان جزاء أفعاله؛ والمؤمن يترجّى نوال الجزاء الحسن، لا عن استحقاق بل من فيض كرم الله ومحبّته وعفوه.
نحن نتمسّك بالحياة أكثر من اللازم، لدرجة أنّنا ننسى الملكوت، أو نهمل التفكير فيه والتأمّل به. ولكن لا يمكن لحياة الإيمان أن تكتمل دون أن نعي حقيقة الملكوت وأن نصوّب كلّ حياتنا نحوه. فمن يحصر وجوده بهذه الأرض لا بدّ أن ينغمس في الماديّات. الأرض لا تعطي سوى الماديّات. ولكي ينفتح قلب الإنسان بحقّ على الروحيّات، لا بدّ أن يزرع في قلبه رجاء الحياة الثانية.
كيف لي أن أضحّي بال رضيات إن لم أرجو السماويات؟ وكيف لي أن أغفر للمذنبين إليّ وأن أحبّ أعدائي إن لم أرجو المكا أة من الديّان العادل. وكيف لي أن أقبل اضطهاد الأرض بدون مجد السماء؟ متى أفرغنا المسيحيّة من بعد الملكوت الآتي، حوّلناها إلى مجرّد نظام اجتماعيّ ضعيف أمام جبروت المال والسلطة.
الفكرة الرئيسة
الله وهبنا نعمة الموت، موت الأبرار بشيبة صالحة، لينقلنا من هذه الحياة إلى السعادة الأبدّية.
صلاة
اجعلني يا ربّ اتشوّق رؤية وجهك في الملكوت. املأني ثقةً بجزائك الحسن لكلّ أتعابي. ولا تجعل عيناي تزيغان عن النظر إلى الحقيقة العظمى أنّنا كلّنا في رحلة على هذه الأرض صوب الملكوت.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More