(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
لليوم الثالث ورقم ثلاثة إجمالًا رمزّية كبيرة في الكتاب المقدّس، فهو يرمز إلى الخلاص. وتأتي هذه الرمزّية من واقع الحياة في الصحراء. فالإنسان يقدر أن يعيش في الصحراء فقط 3 أيام بدون ماء؛ ومن بعده يموت بسبب جفاف جسمه من السوائل. وكلّنا يعلم أنّ هناك احتمال كبير أن يضيع المسافر في الصحراء. انطلاقًا من هذا الواقع، رمز الكاتب الملهم للمحنة الإيمانيّة بأنّها نوع من الضياع في الصحراء؛ تشبه إلى حدّ كبير كيف ضاع إسرائيل في الصحراء أربعين سنة، عند خروجهم من مصر. وإذا ما دخل إنسان بار في التجربة، في ضياع الصحراء، لا بدّ أن ينقذه الله، لأنّه بار. إذًا، لا يمكن أن يضيع البار أكثر من ثلاثة أّيام في الصحراء، حتّى لا يموت. وبالتالي فإنّ الله سيأتي حتمًا في اليوم الثالث لينقذه، ويكون هذا اليوم هو يوم الخلاص.
وهذا ما انتظره إبراهيم. صبر على محنته ثلاثة اّيام وكلّه ثقة أنّ الربّ لا بدّ آت لإنقاذه. طالت به هذه الأّيام الثلاثة وكأنّها دهر لا ينتهي. ولكن الصدمة، أنّه وبعد هذه المحنة الرهيبة، يرفع إبراهيم نظره بحثًا عن الخلاص الموعود، إلّا أنّه يرى "المكان" حيث سيقتل ابنه بيده. بدل الخلاص يرى إبراهيم الموت.
سقطت كلّ مفاهيم إبراهيم وخابت كلّ انتظاراته. هو يشعر الآن أنّ الله كذب عليه وغشّه؛ لأنّه لم يأتي ليخلّصه، رغم أنّه أطاعه وسار خلفه. يعيش إبراهيم محنة الشكّ لدرجة يحقّ له معها أن يفقد إيمانه.
ولكن، نحن نعلم أنّ هذا اليوم الثالث هو فعلًا يوم الخلاص. ففيه سيصل إبراهيم إلى قمّة الجبل ليذبح ابنه، وساعتها، أي في نفس هذا اليوم الثالث، سياتي ملاك الربّ ليوقف كلّ شيء. نعم إنّه يوم الخلاص. إبراهيم لا يرى أمامه سوى السواد والموت، إلّا أنّ الله يرى من عليائه، خلف هذا السواد فجر رائع. كان الربّ واقف على الجبل ينتظر ابنه إبراهيم حتّى يصل، يناديه أن يُسرع، أن لا يياس أن لا يتراجع، بل أن يخطو تلك الخطوات الأخيرة التي تفصله عن اكتشاف الخلاص الذي أعدّه الله له.
تأمل في النص
نفهم الآن الفرق الكبير بين الله والإنسان، وبين وجهة نظرنا البشريّة، التي تلتصق بالأرض ولا ترى إلا ما يظهر لها على مستواها، وبين وجهة نظر الله من العلى من السماء. الله وحده قادر أن يرى ماذا يوجد خلف حدود نظرنا. ما قد يظهر لنا أنّ سواد وموت وانكسار، يستطيع الله وحده أن يراه نورًا وحياةً وفوز عظيم.
مهما اسودت الدنيا بوجهنا، علينا أن لا ننسى أبدًا أنّ الله يرى ما لا نراه ويدبّر ما لا نستطيع فهمه. نحن مدعوّون إلى الوثوق بالربّ ثقة عمياء، لأنّ عيوننا قاصرة وهي بالفعل عمياء عن أن ترى الحقائق المخفيّة. كالطفل بين يديّ أبيه. هو لا يعرف فكر أبيه، ولا يمكنه أن يتكهّن ما الذي سيقوم به، إلّا أنّه يعرف حقّ المعرفة أنّه سيجد حلًّا ما لكلّ مشكلة.
الفكرة الرئيسة
الخلاص الإلهيّ أت لا محالة، مهما اسودت أفقنا. علينا أن نثق بالله ثقة عمياء، فلا نتوقّف عن مسيرتنا الإيمانيّة، تاركين أنفسنا للشكّ واليأس.
صلاة
افتح يا ربّ قلبي لثقة الأطفال الكاملة بابيهم. علّمني أن أغلق عينيّ وقت المحن الصعبة، مدركًا أنّهما غير قادرتين على رؤية الحقيقة التي تراها أنت وحدك. علّمني أن أقبل محدودّيتي وأن أنفتح عليك أنت المطلق الذي لا حدود له ولا لمحبته ولا لحكمته. أضع نفسي بين يديك، فدّبرني.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More