(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
هناك فرق أساسيّ بين دعوة إبراهيم وكلّ ما سبقه من دعوات. إبراهيم هو أوّل من دعاه الله "شخصيًّا " ،" دعاه باسمه". كلّ الدعوات السابقة كانت موجّهة للبشرّية جمعاء، بشخص المدعوّ.
فآدم ليس رجلًا فردًا بل هو رمز لكل من يولد على هذه الأرض. يحصر آدم بشخصه كلّ البشرّية المسمّاة على إسمه "بني آدم". وأيضًا في عهد الربّ مع نوح، نحن أمام عهد مع البشرّية بأسرها، لأنّ هذا العهد تمّ بعد الطوفان، أي بعد موت سائر البشر الأشرار. عندئذ بقي نوح وحده، ومنه خرجت كلّ البشرّية الجديدة. بالفعل، كلّ منّا هو إبن نوح تمامًا كما هو إبن آدم. إذًا، دعوة نوح هي أيضًا دعوة عامة وليست خاصة.
أمّا مع إبراهيم، فنجد أنّ الله يختاره من بين أهل بيته ويخرجه من أرضه ويفصله عن عائلته ليقيم معه عهدًا خاصًا به، وبذلك يغيّر إسمه من أبرام إلى إبراهيم. مع إبراهيم نجد للمرّة الأولى الفصل ما بين المؤمن وغير المؤمن، إذ أن الله يامره بأن يترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه ليقيم معه عهدًا.
يفصل الله إبراهيم عن الوثنيّة الغارق فيها أبيه. وهكذا تنقسم البشرّية لأوّل مرّة بين مؤمن ووثنيّ، بين من هم مع الله ومن همّ ليسوا معه. إختار الله إبراهيم بشكل شخصيّ وخاص ودعاه ليكون رسوله للأمم: "ويتبارك بك جميع عشائر الأرض" (تك 12 : 3). إذًا، مع إبراهيم يبدأ شعب جديد مكرّس لله دون باقي الشعوب الأخرى الوثنيّة. وهذا هو المعنى الرمزيّ لإسمه الجديد "إبراهيم" ، أي "أبا عدد كبير من الأمم" (تك 17 : 4). إبراهيم هو فعلًا أبو هذا الشعب من المؤمنين. ومعه يجد كلّ إنسان نفسه مدعوّ لإّتباعه والقيام بنفس خياراته.
تأمل في النص
ينظر الله إلى كلّ منّا بشكل شخصيّ، على أنّه فرد، بل على أنّه ابنه الفريد. لا يتعاطى الله معنا كأرقام بل لكلّ منّا قيمة مطلقة عنده؛ تمامًا كما يحب الأب والأمّ كلّ ولد من أولادهم. وهو يدعو كلّ منّا باسمه، راسمًا له مخطّطًا متكاملًا لحياته، يؤدّي به إلى خلاص نفسه وإلى السعادة الأبديّة.
لا شكّ في أنّ الله يحترم حريّة كلّ منّا في أن يجاوب على هذه الدعوة أو أن يرفضها. الله لا يحدّد لنا المسار بمنطق القضاء والقدر، بل يعرض علينا كلّ ما هو لخيرنا ولصالحنا. لذلك، على كلّ منًا أن يستعمل حريّته التي وهبها الله له خير استعمال بأن يختار، بعد التأمّل والتفكّر، ما هو خير له؛ ألا وهو بالطبع، ما اختاره الله لنا.
من ناحية أخرى، قد لا تكون الطريق التي رسمها الربّ هي الأسهل. بل لا يمشي وراءه إلّا من حمل صليبه، على مثال المعلّم. لذلك، علينا أن نكون مستعدّين للجهاد، حتّى لا نسقط في تجربة اليأس أمام الصعوبات والصلبان والاضطهادات. لأنّ من دعانا هو يقف إلى جانبنا، وهو يقوي ضعفنا وهو يحمل الصليب عنّا، فلا نسقط أبدًا.
الفكرة الرئيسة
الله يدعوني باسمي إلى الخلاص المعدّ لي. عليّ أن ألبّي الدعوة رغم الصليب والاضطهادات التي ستواجهني في المسير نحو الملكوت.
صلاة
إنّ صوتك يا ربّ يدعوني في كلّ حين. أنت تناديني باسمي وتمسك يدي في الطريق. افتح يا ربّ أذنيّ لأسمع صوتك العذب. واعط قلبي الشجاعة على تلبية دعوتك. وامنحني القوّة والعزيمة على المضيّ خلفك حتّى النهاية، لأصل إلى حيث أنت وأرى وجهك العذب وأرتمي بين يديك.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More